موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

الضرورة الشعرية وشعراء العصر … بقلم مدحت رحال

373

الضرورة الشعرية وشعراء العصر … بقلم مدحت رحال

( يجوز للشاعر ما لا يجوز لغيره )
مقولة تجيز للشاعر أن يتصرف في بعض أمور اللغة في الشعر بحكم ضرورة النظم وقواعد الشعر وأوزانه .
هذه الإجازة ليست مطلقة .

وضع علماء اللغة والأدب قواعد تحكم وتنظم هذه الضرورة الشعرية في بضعة عشر موضعا .
ولمن أراد معرفتها الرجوع إلى الكتب التي ذكرت ذلك ،
فليس غرضي هنا الحديث عنها .

هذه الإجازة تتعلق ببعض الضرورات المحددة التي لا تمس قواعد اللغة الثابتة .
هذه الضرورات الشعرية التي ذكرها علماء اللغة ليست من ابتكارهم وحسب اهوائهم
فكل ضرورة ذكروها لها شاهد من كلام الشعراء الذين يحتج
بشعرهم وليس من قول أي شاعر .
يقولون مثلا : يجوز للشاعر أن يقول كذا ،
وقد ورد ذلك في قول الشاعر الفلاني ، ثم يورد بيت الشعر الذي وردت فيه هذه الضرورة .

هذه الشواهد وردت في أقوال الشعراء على مساحة ميدان الشعر منذ العصر الجاهلي إلى آخر شاعر توقف الإستشهاد عنده وأظنه / بشار بن برد ،
حيث كانت اللغة لا تزال تحتفظ بأصالتها كما جاءت على لسان العرب قبل أن تتوسع الفتوح ويدخل في المجتمع العربي أجناس غير عربية أثرت في اللسان العربي وبدأ يظهر اللحن في الكلام .

ويمكننا القول باطمئنان إن هذه الضرورات الشعرية هي جزء من مكونات اللغة الأصيلة .
فقد كانت تأتي على ألسنة الشعراء بداهة ،
ولم يكونوا يلجأون إليها على أنها ضرورات ،
بل هي جزء من اللغة ، ويمكن اعتبارها من لهجات القبائل العربية التي قد تختلف في مفردة ما بين قبيلة وأخرى .

لاحظت أن كثيرا من شعراء اليوم وخاصة على الفيس بوك يغيرون في قواعد اللغة العربية فيجرون الفاعل مثلا ليتفق مع قافية القصيدة ،
أو يغيرون في بناء الكلمة حذفا أو إضافة متعللين بالضرورة الشعرية ، وأنه يجوز للشاعر ما لا يجوز لغيره .
وهذا فهم خاطىء لمعنى الضرورة الشعرية وقواعدها ،
فهي ليست متروكة هكذا نهبا لكل شاعر ، كلما واجه مأزقا أو مشلكة في بيت شعر تعلل بالضرورة الشعرية ،
فغير في القواعد وبدل .
لو كان الأمر هكذا مشاعا لأصبح لدينا لغة هلامية من الرخويات التي تتشكل كل لحظة بشكل .
هؤلاء يخضعون اللغة لشعرهم بدل أن يخضعوا شعرهم للغة .

كثير مما رايته من هذه الضرورات المدعاة يمكن للشاعر أن يتفاداها باستعمال كلمات مرادفة تفي بالغرض ،
فإن لم يهتد الشاعر إلى المرادف فلا ذنب للغة ليحملها خطأه .
وإذا لم يكن هناك مرادف يحل المسألة ، فالأولى أن يستغني عن بيت الشعر هذا ،
وإن حزب الأمر يستغني عن القصيدة كلها ،
ولا نكسر قواعد اللغة ونميعها إرضاء لخواطر الشعراء .

هذا يذكرني بمقولة لبروفيسور في اللغة العربية ممن يعملون على الطعن في لغة القرآن من خلال تمييع اللغة العربية ،
يقول :
الخطأ الشائع أفضل من الصواب الضائع

هذا أمير الشعراء أحمد شوقي ألقى قصيدة في لبنان مطلعها :
السحر من سود العيون لقيته
والخمر من ألحاظهن سُقيته
( قال : سقيته ، والصواب : سقيتها )
فقال له شاعر الغزل / أمين نخلة ، وكان قد كلف بمرافقته
من قبل الحكومة اللبنانية :
يا أمير ،
أستاذنا أبو نواس لم يُذَكِر الخمر
الخمر مؤنث .
لم يقل أمير الشعراء يحق لي للضرورة الشعرية أن أُذَكر الخمر
وأقول : سقيته بدل سقيتها .
بل غير الشطر كله وقال :
( والبابلي بلحظهن سقيته )

الشعر فن والضرورة طارىء
والفن فيه ضوابط وأصول

التعليقات مغلقة.