موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

“ماهية الشعر بين إعلاء الذات ،وفنيات الإبداع ” دراسة نقدية تحليلية لديوان “عند أطراف الضمير” للشاعرة د. ريهان القمري نقد وتحليل أسـامـة نــور

224

“ماهية الشعر بين إعلاء الذات ،وفنيات الإبداع ” دراسة نقدية تحليلية لديوان “عند أطراف الضمير” للشاعرة د. ريهان القمري نقد وتحليل أسـامـة نــور


مقدمة :-


إن الشعر تعبير عن الذات ، يخرج من نفسٍ تتفوق إلى الرقي والكمال ، وتبحث عن خلاصة الجمال ، نفس تختلف عن الآخرين في إحساسها المرهف ، في تمردها وثورتها ، وطموحها ، نفس متأملة حالمة ، عميقة الفكر ،
لهذا كان للشعر سحره ،وجماله ،وجاذبيته ، بما يحمل من الوجدان والإحساس والفكر والخيال والقدرة على الصياغة
والتعبير عن الحالة والرؤية .
والشاعر بما يتمتع به من شعور، فكر وخيال يعبر عن نفسه وعن الآخر؛ فهو يعبر عن الهم الجمعي من خلال همه الخاص
ويحاول أن يستنهض الهمم ،وأن يضئ الطريق له وللآخر
ورحم الله شاعرنا القائل :-
أرى الشعراء إن صلحوا خيالًا
هداة الحق مثل الأنبياءِ


دلالة العنوان


إن للعنوان أثر كبير ؛فكلما كان معبرًا جذابًا ، كان له أثره على المتلقي ، كما أن العنوان يوحي بفكرة وإحساس مسيطرين على الشاعر اتخذهما محورًا لإبداعه .
وعلى هذا يكون العنوان نصًا مصغرًا ، فهو جزء صغير يعبر عن الكل .كذرة ماء تحمل التركيب الكيميائي لمياه الكرة الأرضية كله
وبالأحرى فهو قطرة دماءٍ..بتحليلها نعرف أكثر خصائص صاحبها..وتركيبه البيولوجي ..
والعنوان هنا “عند أطراف الضمير “. ..عند ظرف للزمان والمكان ،وأطراف مضاف إليه والضمير مضاف إليه أيضًا .
والضمير معنوى غير حسي وهو ميزان العدالة في الإنسان
والمرشد والموجه للخير المحذر من الشر ،
فالشاعرة هنا تستحضر الضمير الزمان والمكان ..لتستعيد زمام أمورها ، وتكمل طريقها في رحابة النور ،وصفاء اليقين
وتستحث خطى الثبات ..فهي تعبر من النفس اللوامة إلى النفس المطمئنة. إنه إعلاء الذات وبحثها عن الخير والفضيلة
وصراعها من أجل الثبات عليهما ..
إنها صرخة لتقوية النفس ، ودعوة الآخر للعودة على الضمير
نورانيته . لتضيء الروح وتسمو ..
فقد خلقنا الله من طين ، وهبنا قلبًا يشعر وعقلًا يفكر ..
لنسمو فوق ذواتنا ونخطو في نور أبدي يرفعنا فوق منزلة الملائكة التي هي في الأصل مخلوقة من نور :-
وفي هذا تقول الشاعرة :-
من نور طيني زُيِّنت مرآتي
الطين نور يحكم الشهواتِ
وأنا من الطمي الرطيب حشاشتي
للأرض تسعى ذرتي ونواتي
والاختبار هو اختياري بينهم
للطين والنور الشبيه لذاتي
هذا اختباري عند أطراف الضميرِ
رأيته صعبًا،يزغزع ذاتي. ..
وهكذا فإن للعنوان أثر كبير في الديوان ،يعبر عن عاطفة الشاعرة الجانحة نحو الرقي والجمال ، والفكر العميق القابع في صراع؛ ليخلص إلى الصدق والفضيلة والنور .


من حيث الشكل والموسيقى 


الديوان من حيث الشكل ينتمي إلى الشعر العمودي حيث التزام الوزن والقافية ، ماعدا بعض القصائد التفعيلية .
ونجد تميز الشاعرة في كلا الشكلين” العمودي والتفعيلي “
وتتميز القصيدة العمودية عند الشاعرة بالوحدة والتماسك ، وباستخدام اللغة الحية ، وحداثة المضمون ، والامتزاج بين الوجدان وعمق الفكرة ، وحضور الذات الشاعرة بصدقها
بحيث يتماس معها المتلقي ، وتحدث أثرًا فيه؛
فتطوع القصيدة العمودية برقة وسلاسة للتعبير عن الذات والآخر ، وقضايا الواقع والوطن . وتستخدم الصور الطريفة
التي تنتقل من السماعي إلى المرئي.
تستخدم في ذلك لغة حية سلسة ، قوية بعمقها الفكري وعاطفتها الجياشة ،


تقول في قصيدة “لأني أحبك “صفحة ١٥

لأني أحبك أخشى التلاقي
وأخشى وصالًا يزيد احتراقي
وأخشى عناق العيون ففيه
جمال العناق بطعم الفراقِ
لأني أحبك هربت سنينًا
من الناس عشت أسير اشتياقي
رضيت اغترابي عن الكل إلا
هواك الذي بات كل الرفاقِ
قصيدة على” بحر المتقارب ” حيث الموسيقى المتهادية الرقيقة ونجد التصريع ..


تقول في قصيدة “يانفس ” صفحة ١٣٨

يانفس كوني في نقاء ملاكِ
من اطيب الأخلاق جلَّ ضياكِ
فالأصل فيك نقاوة بسريرةٍ
حاشاك من سقم الدنا حاشاكِ
إن تفقدي هدي السراط فقدته
أخشى عليك وبعدها أخشاكِ
فالصدق نورٌ في القلوب ضياؤه
في الوجه يشكر بارئًا سَوَّكِ
واستخدام بحر الكامل بموسيقاه الجزله.، كما نجد التصريع في البيت الأول ..

نجد الصفاء ، البحث عن النور، فالقصيدة تتحول عند الشاعرة
من حالة إلى رؤية ومكاشفة ..
اختلاط الفكر بالعاطفة والانتقال من الخاص إلى العام ،
فالقصيدة العمودية عند الشاعرة ليست مجرد شكل فقط ..
وإنما هي وسيلة للتعبير عن مضامين عدة بفنياتِ اللغة وجماليات الأسلوب ، وروعة التصوير . واستخدام الرمز المعبر .
واستخدام الموسيقى المتناغمة الملائمة للحالة النفسية والشعورية .


ومن ذلك قصيدة “مراجل الشك ” وهي قصيدة تفعيلية
على بحر المتقارب ( تفعيلة المتقارب ” فعولن “)


اغار عليكَ
وفيك أشكُّ
وفي الشك موتٌ
لقلب يغارْ
إنه البحث عن اليقين ، ومن ثم النور وهدأة النفس.
ونجد الموسيقى الداخلية وتنوع الأسلوب ، فاستخدمت الأسلوب الخبري للتقرير ، والإنشائي؛ لجذب الإنتباه ، ولإثارة ذهن المتلقي ، وإشراكه في الحالة .ويظهر ذلك في قولها :-
يا لائمي لاتلم جذعي ولا ثمري
أدميت قلبي كفاني الرجم بالحجرٍ
وتقول :-
وهل حقًا تسافر في البوادي
تفتش عن هوانا في القلوبِ؟
وجاءت القافية متناسبة طبيعية مناسبة للبيت الشعري

التجربة الشعرية واتجاهات القصيدة في ديوان “عند أطراف الضمير “

من سمات الديوان الصدق الفني الذي نجده في كل القصائد
ومعايشة الحالة وعمق الرؤية ، لهذا فإن التجربة الشعرية
واضحة في النص ؛ فالشاعرة تعبر عن نفسها والآخر من خلال تجارب عاشتها أو ما تأثرت به وتألمت له ..
وهي في ذلك تكتب عن:-
١- ذاتها وصراعها والبحث عن النور والحرية والاطمئنان .
وإحساسها وتألمها والتعبير عن الآخر ..
فتقول في قصيدة” أنا من خانني دمعي ” على “محزوء الوافر”
أنا من خانني دمعي
وعاد يئن في لببي
تركت الآه راحلة
فعادت لي بلا سببِ
وصارت تملأ الدنيا
وترسم زخة الشهبِ
وتتخذ الشعر وسيلة لمواجهة العالَم ، والتغلب عليه
فتقول في قصيدة”أنا لا اخاف الكورونا “صفحة ١٢٥
أخاف عليك ومني لأني
أعيش وأعلم أنك مني
فكيف إذا ما زهدت حياتي
أطمئن قلبي وأخلف ظني
نعم صرت أحيا عجوز الأماني
وصدري يودع باب التمني
ثم تقول :-
ولست أخاف الكورونا ولكن
أخاف عليك لأنك مني .


٢- العلاقات الأسرية وعمقها في الديوان .

يظهر ذلك من خلال الإهداء وجاء في نهايته ” إلى عائلتي المقدسة ..أبي ، أمي ، زوجي ،أخي ،أبنائي “
ويظهر أيضًا من خلال قصائد ” لينا” ،” تذكرت أمسي”” رسالة إلى أبي الثاني “
فتقول في قصيدة” لينا ” وعنوان القصيدة هو اسم ابنة الشاعرة
ومهدك شمس تضيء سمائي
تذيب الظلام ليأتي البكورْ
يفيض الضياء على راحتيكِ
يعانق صدري ليضوي الحبورْ
إليك حنايا الليالي عطاشٌ
وحولك فلْكُ زماني تدورْ

٣-“الصداقة ، وتقدير الآخر والتعبير عنه “

إن إعلاء الذات لا يكون بالأنانية ،أو إغفال حق الآخر وتقديره
لهذا تثبت الشاعرة التوجه النوراني ، وإحساسها الفياض بالحب والرغبة في إسعاد الجميع . ومساعدتهم والمشاركة في أفراحهم وأتراحهم :
ونجد ذلك في “شكر وعرفان “صفحة ٤ للأستاذة الدكتورة الشاعرة د.وجيهة السطل ،وكذلك شكر خاص صفحة ه للشاعر السوري الكبير محمد عبد الرحمن كفر جومي…وقصيدة” عبير الروح “، وقصيدة “رحلت سيدة “
تقول في قصيدة” عبير الروح “
عبير الروح مهلًا لا تعاني
وقومي وانثري أحلى الأغاني
شذا الحرف المقطر من ضياءٍ
يعطر سحره أحلى المعاني
وتقول في قصيدة” رحلت سيدة ” في رثاء الكاتبة الراحلة ” “سيدة القصاص “
رحلت وفرت سيدةْ
بل غادرت مستنجدةْ
مناجميعًا إنها
رفضت قلوبًا حاقدة ..


٤- “النزعة الوطنية، والقضايا القومية “

يتجلى الحس الوطني في الديوان صراحة وإيحاء ، فنجد
الروح الوطنية بقوتها وحبها للوطن ، ونجد الاهتمام بالقضايا القومية وعشق اللغة العربية والدعوة للاهتمام بها ..ومن ذلك قصيدة” رسالة من مصر ٥٦”التي تعد ملحمة تاريخية تسطر جزءًا من بطولة المصريين ونضالهم في حرب ٥٦..
فتقول فيها :-
الجيش من شعبي وكان سلاحي
والشعب من جيشي طبيب جراحي
والنصر عيدي والبسالة ديدني
وأسألْ سلاحًامن دمي النضاحِ
ونجد الفرحة بانتصار في حرب السادس من أكتوبر الموافق العاشر من رمضان ..حيث تقول :-
الله أكبر يا بلادي كبري
النصر يومٌ فاكتبي في الدفترِ
سطر الهزيمة ما سطرًا واحدّا
محقت حروفه جملة فتذكري هذا
ونجد إعلاء القومية العربية ،وقضية فلسطين في قصيدة” متجذرون ” وقصيدة “المشهد “حيث تقول في قصيدة متجذرون :-
أنا متجذر فيها سنينا
وفيها قبلتي لن استهينا
فلسطين الحقيقةسوف تبقى
بأمر وحق رب المؤمنينا.
وتردد ذلك التوجه في قصيدة” عروبتي ” فتقول :-
قدسيتي في كل دين تعبدون
فريضة والوغد من ينساها
وعروبتي درٌ يزين عباءتي
سأقولها: ” قدس أنا ،أتباهى”
ويتجلى عشقها للغة العربية من خلال اللغة الرصينة القوية
وتعبر عن ذلك شعرًا في قصيدة ” وقالوا”
تموسق حرفي فغنوه شعرًا
وباقي اللغات استقت من مدادي
وقرآن ربي شهدت عليه
بقلبي وروحي فكان رشادي
فيا مَن رأيت سمو المعاني
بحرف يشق وتين الفؤادِ
أتتك الحقيقة ومضة حرفي
يشق صداها سكون الجمادِ


٥- الرمزية والإسقاط التاريخي ..

ويظهر ذلك ..قصيدة” القطار ” التي كتبت على شكل المسرحية الشعرية ، وفي قصيدة “نطف فاسدة وقصيدة “بين عينيك “وقصيدة “المشهد “
وتقول في قصيدة “المشهد “
تاريخ يعرب بالدموع يدرس
دون ليعلو بالحقيقة فهرسُ
بين العصور تفردت أحداثه
لكن من عشقَ الضلال يدلسُ



“فنيات الديوان والتجديد فيه “


١-الديوان زاخر بالتعبير عن الذات وإعلائها وكذلك بالبعد الإنساني وقضايا الواقع بشكل عام ، تنتقل الشاعرة من الخاص للعام .ومن الحالة إلى الرؤية الفلسفية العميقة
٢-.الشعر لديها طبع لا صنعة ؛تصوغه من أعماقها
وتدثره بآهاتها ودموعها ..لهذا نجد الصدق الفني الشعوري
فيشعر المتلقي بذاته داخل النص ويتماس معه..
٣-نجد الخيال الخصب والصور الرائعة الممزوجة بالرمز والأسقاط أحيانًا …
٤- التجديد في المضمون ..استخدام المؤثرات الفنية
والأسلوبية ، التناغم الموسيقي
الذي يتلائم مع الحالة النفسية ..
٥-القدرة على كتابة المسرحية الشعرية ويظهر ذلك في قصيدة “القطار”.
٦-استخدام المحسنات البديعة بما يخدم النص كما في قصيدة “أنا الحقيقة “
٧- القدرة على تذوق الفن التشكيلي والإحساس به ..
والتعبير عنه شعرًا .


ديوان يزخر بالفنيات والإبداع ، وجماليات الشعر وروعته ..
الشعر لديها حياة ،وتعبير عن الذات كما أنه يعبر عن القضايا
والحالات الإنسانية ..تصوغ ذلك بلغة سلسة عذبة، وبموسيقى رائعة متناغمة ، فتصبح القصيدة حية متحركة
تحقق الإبداع والإمتاع .


مع تحيات أسامة نور

التعليقات مغلقة.