الجزء الرابع من الحلقة الخامسة من آلهة مصر القديمة بقلم : سيد جعيتم
تتحدث عن كل من الإله ( ست) الإله ( حورس)
(أ) الإله ( ست) أو( سث) ويقال له( ست نبتي)
إله العواصف، والصحراء، والشر، والعنف، والفوضى، وفي الأساطير اللاحقة أعتبر إله الظلام .
معنى ست نبتي ، أي ست المنتمي لمدينة( إنبويت / أمبوس) وهي في المقاطعة الخامسة من مصر العليا، تقع بين الموقعين الحديثين لقريتي (نقادة) و(بلاص) ولقد ازدهرت (أمبوس) منذ عصور قبل الأسرات ودل على ذلك مقابر هذه العصور المبكرة والممتدة إلى جوار هذه المدينة . ومع قيام الأسرة الأولى انتشرت عقيدة المعبود (ست) خارج حدود المقاطعة الخامسة ، وأصبح (ست) (إله الوجه القبلي) وينطق اسم (ست) أيضًا ( سوتى ، ستش ، سوتخ ).
والداه الإله ( جب والآلهة ( نوت)، أخواته ( أوزوريس) و( إيزيس)و (نيفتيس) زوجته ( نيفتيس) و( تواريت) وفي بعض الروايات( عنات، عشتروت)
الرمز الحيواني للمعبود (ست )يمثل حيوانا يشبه الحمار ، له أرجلًا طويلة وآذانًا طويلة أيضا مستعرضة وذيل قصير قائم . كما يبدو أن المصريين الأوائل حوروا ذلك الرمز منذ الدولة القديمة على الأقل إلى شكل حيواني غريب أقرب في الشبه إلى كلب بري رابض بعنق مستطيل وآذان مربعة ومقدمة وجه طويلة مقوسة وذيل قائم ، ولم يكن من المستغرب أن فشلت جهود علماء المصريات في تمييز الأصل الحيواني لهذا الكائن، ويظهر على شكل إنسان برأس هذا الكائن المميز بفمه الممدود إلى الأمام وأذنيه المستويتين من أعلى و( ست) عضو في تاسوع أون( تاسوع هليوبوليس) اعتبرته الأساطير رمزًا للقوة والعزم، وصورته أيضًا بالغاصب الذي قتل وشوه أخاه العادل (أوزوريس) وقام بعد قتله بتوزيع أجزاء الجسم في أنحاء القطر
..
المصري، ثم قامت (إيزيس) زوجة (أوزوريس) بإعادة تجميع جثته وعاشرته، ثم حنطه (أنوبيس) وهي أول عملية تحنيط يرد ذكرها، ثم أنجبت ( إيزيس) (حورس) الذي أنتقم من عمه ست وأخذ بثأر أبيه. لذلك يُسمى (حورس) بـ حامي أبيه أو المنتقم لأبيه وفقد حورس في تلك المعركة عينه اليسرى، وتبوأ عرش مصر، وأصبح (أوزوريس) إله الحساب في العالم الآخر، و(حورس) ملك الحياة الدنيا، و أعاد تمجيد( ست) فراعنة مصر في عصور الدولة الحديثة، وكانوا يستعينون به كإله الجبروت والبطش والانتصار، ويقدمون له القرابين لمساعدتهم في محاربة أعدائهم، ونسبت إليه انتصارات كبيرة، واتخذ بعض فراعنة مصر في ذلك العصر اسمهم من اسم (ست ).
لعب (ست) دورًا رئيسيًا في أسطورة (إيزيس و أوزوريس) وورد في روايات أن سبب قتله لـ ( أوزوريس) أن الأخير أقام علاقة جنسية مع ( نيفتيس) زوجة ( ست) وفي روايات أخرى إنه كان غيورًا، والصراع العنيف على عرش مصر بين (ست) مع أبن أخيه( حورس) يُعتبر أحد أهم عناصر الأساطير المصرية ، ورد في بعض الأساطير أن (حورس) كان أخ لـ ( ست)، ورغم ما اتسم الصراع بالعنف إلا إنه قد تم وصفُه أيضاً بالحكم القانوني أمام (تاسوع هليوبوليس)، الذي يتكون من مجموعة من الآلهة المصري لإقرار من سيكون وريث عرش مصر، وكان قاضي هذه المحكمة هو المعبود (جب) والد (أوزوريس وست)؛ وقد يكون القاضي هو الإله الخالق (رع أو آتوم) الذي أنشأ النظام الملكي في مصر , وكانت هناك أدوار أيضاً لمعبودات أخرى في الأسطورة: فقد تدخل (جحوتي) من وقت لآخر في النزاع بصفته الموفق بينهما أو بصفته مساعد القاضي الإلهي، كما استخدمت (إيزيس) دهائها وقواها السحرية لمساعدة ابنها.
في عصر احتلال الهكسوس لمصر فقد دمجوا بين (ست) ومعبودهم السامي( بعل) (بعر ب الهيروغليفية) وأصبح كبير آلهتهم فعبدوه وقدّسوه تحت اسم (سوتخ)
(ب) الإله حورس.. إله الشمس
ملك الأرض ورمز الخير والعدل، حامي أبيه
أبواه ( أوزوريس) ( إيزيس) زوجته ( حتحور) أولاده ( إمسـِتي) على هيئة إنسان، يحوي الكبد وتحميه إيزيس؛ حاپي على هيئة بابون، يحوي الرئتين وتحميه (نفتيس)؛ دواموتف حامي أمه على هيئة إبن آوي، ويحوي المعدة وتحميه نيث؛ كبحسنوف عاطي الشراب لأخيه على هيئة بومة، ويحوي الأمعاء الغليظة، وتحميه سركت).
كان (حورس) المثال الأعلى لجميع ملوك مصر المثال لأنه انتقم لأبيه من قاتله الإله العادل (أوزوريس) ولذلك كانوا يتخذون اسم (حورس الحي) وهو من أقدم الألقاب الملكية في مصر القديمة، وذكر اسم( حورس) في العصور القديمة مقترنا بحاتحور والملك العقرب الأول، ويبدو حورس في هذا اللقب واقفا على صرح القصر، ويحيط باسم الملك.
ونجد (حورس) أيضا على لوحة نارمر أو لوحة الملك مينا الشهيرة وهي من عهد الأسرة الأولى في مصر وهو يمسك برؤوس أعداء مصر المهزومين ويقدمهم إلى الملك، وحتي الأسرة الرابعة كان لقب فرعون يتكون فقط من اسم حورس، وخلال تلك الأسرة ظهر أيضا اسم حورس الذهبي، كلقب ثان للملك.
ولـ (حورس) تمثال في معبده بأدفو (إدفو مدينة في شمال محافظة أسوان. جنوبي الأقصر بمصر) وقد بدأ تشييد المعبد الضخم للإله (حورس) في عهد بطليموس الثالث – يورغيتيس الأول في سنة 145 ق.م، واستغرق بناء هذا المعبد حوالي 200 سنة، حيث تم الانتهاء من إنشائه في عهد بطليموس الثالث عشر في القرن الأول قبل الميلاد.
وفقد (حورس) في صراعه مع عمه ( ست) عينه اليسرى، وتبوأ عرش مصر بعد أن أنتقم لأبيه من( ست)، وأصبح (حورس) ملك الحياة الدنيا،. وذكر ( حورس) في العصور القديمة مقترنا(بحتحور) والملك العقرب الأول، ولذلك نجد كل ملوك مصر يتسمون في أحد أسمائهم (وكان الملك له عادة خمسة ألقاب) باسم حورس.
ومن التعاويذ المصرية القديمة نجد الكثير منها في صورة عين حورس وهي تسمى «وجات» وتعلق على الصدر. كما اتخذت عين حورس أيضا لتمثيل الكسور في الحساب
وفي كتاب الموتى توجد عادة صورة لـ (أوزوريس) في الآخرة جالسا على عرش و خلفه أختيه (إيزيس) و(نيفتيس) و أمامه يقف على زهرة اللوتس أبناء حورس الأربعة لمحاسبة الإنسان، والأواني الكانوبية التي تدفن مع الموتى بعد تحنيطهم وبه أحشاؤهم الداخلية كانت تشكل الأبناء الأربعة لـ (حورس)، وفي الأساطير المصرية القديمة أيضا أن (حورس) كان يرسل أبناؤه الأربعة عند تتويج فرعون مصر في جهات الأرض الأربعة للتبشير بنفوذ الملك الجديد(كتاب الموتى هو مجموعة من الوثائق الدينية والنصوص الجنائزية لتكون دليلاً للميت في رحلته للعالم الآخر وتتكون من عدد من التعاويذ السحرية)
..
وفي الآخرة في الحساب للبشر يقدم ( حورس) الميت الذي يتم محاسبته إلى (أوزوريس) حيث يؤتى بقلب الميت ويوضع في إحدى كفتي الميزان وتوضع في الكفة الأخرى ريشة (ماعت) رمز العدالة والأخلاق الحميدة، فإذا كانت الريشة أثقل من القلب، فمعنى ذلك أن الميت كان طيبا في حياته وعلى خلق كريم فيأخذ ملبسًا جميلا ويدخل الجنة، وأما إذا ثقل قلب الميت عن وزن الريشة فمعناه أنه كان في حياته جبارا عصيا، عندئذ يُلقى بالقلب وبالميت إلى(عمعموت) ليلتهمه وهو حيوان خرافي يقف بجوار الميزان رأسه رأس تمساح ومقدّمة جسده أسد ومؤخرة جسده فرس النهر.
التعليقات مغلقة.