وجه البشرية المعتم “عن زلزال سورية و تركيا ” شعر د . ريهان القمري
وجه البشرية المعتم “عن زلزال سورية و تركيا ” شعر د . ريهان القمري
عندما تتساجل الأرواح :
اكتشفت مصادفة بعد اتمام كتابة هذه القصيدة أنني كنت في تخاطر عقلي و روحي مع أمي الحبيبة الدكتورة وجيهة السطل.على بعد المسافات بيننا. فكتبنا في الموضوع نفسه،وعلى البحر نفسه، و الروي نفسه. عندما طافت في خيال كل منا وعقلها وروحها هذه المعاني دون أن تخبر إحدانا الأخرى . حين زلزل زلزال سورية وتركيا مشاعر أهل الارض وعقولهم. واتفق الإلهام في التعبير عن تجسيد المشاعر والأفكار . بعدما توقفت كل واحدة منا تتمعن في آيات (سورة الزلزلة ) و نحن نحاول أن نتدبر أحوال العالم في هذه الأيام.
فكان هذا الاجتهاد . الذي كتب قصيدتي.
“اللهم إن كان عملنا هذا صالحًا فتقبله منا.و إن كان غير ذلك فاعفُ عنا واغفر لنا ، وسامحنا و تجاوز عن خطايانا”
وجه البشرية المعتم ( عن زلزال سورية و تركيا )
شرقا و غربا وزعتْ أهوالَها
في لحظةٍ صار الجنوبُ شمالَها
دمعي على الشامِ الكسيرِ كوى الفؤادَ…
…و لا يطيقُ بأن يرى أطلالَها
ما جفَّ دمعُ الأبرياء بشامِنا
حربٌ و زلزالٌ تلا أهوالَها
وسألتُ نفسي ما الذي قد أغضبَ
الأمَ الحليمةَ ، والذي أوحى لها
لتُمزقَ الوجهَ البشوشَ بغضبةٍ
وتصيحَ يفزعُ صوتُها أنجالَها
الأمُ تنسى مرتين مُصابَها
إلا ابن بطنٍ يرتضي إذلالَها
عقر الزهورَ مُقطعا أشجارَها
ثقبَ( الأزون ) محرقًا أدغالَها
لم يبقَ فيها حارثٌ و مُزارعٌ
لم يبقَ إلا قاتلٌ أفيالَها
نارٌ و حربٌ و المجازرُ بيننا
تسقي الدماءُ سهولَها و تلالَها
حتى الصغارُ تلوَّنتْ ألعابُهم
ألوانَ طيفٍ شوهتْ أجيالَها
مثليةٌ في الغربِ تبني مجدَه
ملكَ الحرامُ نساءَها و رجالَها
و الطائفيةُ نارُها في جيدِها
في الشرقِ تأكلُ فتنةٌ أطفالَها
شرعُ الجرائمَ حاكمٌ ما بيننا
تفتي الجريمة أختها أعمالَها
لا هدنةٌ للكره تأتي بالَه
لا هدنةٌ للحربِ تصلح بالَها
لم يتركا ثوبًا بغيرِ تمزقٍ
كلُّ الحقائقِ زيَّفا أبطالَها
وتزلزلَ الإيمانُ في أخلاقِنا
والأرضُ منا بدلتْ أحوالَها
واليومَ جئتم تقصدون حليمةً
بعدَ الرَّدى كي توقفوا زلزالها ؟
الموتُ كان قرارَكم و صنيعَكم
و قرارُكم هذا الذي أوحى لها
كنتم لها مستخلفين لربكم
أزرى بكم شيطانُكم واغتالَها
التعليقات مغلقة.