موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

الشعر بين السجال والإرتجال … بقلم مدحت رحال

246

الشعر بين السجال والإرتجال … بقلم مدحت رحال

الشعر في أبسط معانيه هو :
كلام موزون مقفى دال على معنى .
وقيل قديما إن الشعر ديوان العرب .
ففيه سجلوا أيامهم ومفاخرهم وحربهم وسلمهم وصفتهم وعاداتهم .
والشاعر هو لسان حال القبيلة ،
وهو بمثابة وزير الإعلام في عصرنا الحاضر .
وكانت القبيلة تحتفل وتفخر إذا نبغ فيها شاعر .

والشعر مَركِب يحتاج ربانا متمرسا دارسا لعلم البحار ليبحر فيه بأمان وسلام .
والشعراء ثلاثة :
شاعر يبحر في أعماق البحار
وشاعر قصاراه أن يجوب البحار قريبا من الشواطىء
وشاعر يمشي حافيا على أطراف الشاطىء .

وقول الشعر ليس بالأمر السهل أو الميسور ،
ولا يتأتى للشاعر في كل وقت أو لدى أية مناسبة .
فهذا شاعر النقائض الفرزدق يقول :
إنه ليأتي علي وقت وخلع ضرس أهون علي من قول بيت شعر .
وقد كان الشاعر / زهير ابن أبي سلمى يقول القصيدة في سنة ،
وسميت قصائده ب / الحوليات .

والشعر لونان إن جاز التصنيف :
_ شعر ينظمه الشاعر في فسحة من الوقت . طالت أو قصرت ،
يغير أو يحذف أو يضيف أو يختار بين البدائل والمترادفات ما يستحسنه ذوقه الشعري وتمكنه من اللغة وسيل قريحته من الألفاظ والمعاني .
_ شعر مرتجل صيد الخاطر ،
وليد اللحظة وما تجود به القريحة في حينه ،
( وهو موضوع حديثنا في هذا المقال )

هذا الصنف من الشعر ، لا نخضعه لمقاييس الجودة والجمال التي نطبقها على الصنف الأول من الشعر .
وقد يكون هذا الشعر سجالا في موضوع ما ،
يتبارى فيه الشعراء أيهم أكثر إبداعا على مساحة قصيرة من الزمن ،
وقد يكون سجالا بين شاعرين أو اكثر في مكان أو زمان محدد ،
يقول هذا بيتا من الشعر ، فيجيبه آخر ببيت مماثل معنى وبحرا وقافية .

وفي السجال ، لا يملك الشاعر الوقت ليختار بين البدائل ،
وقد يضطر إلى قول أول ما يخطر على البال ليجاري القافية أو يقترب من المعنى
هذا النوع من الشعر قد يكون فيه بعض الهنات من ضعف العبارة أو التكلف أو الحشو لملء المساحة الشعرية .
وفي رأيي أن ذلك لا يعيبه .
ولا يسلم من ذلك شاعر مهما كان طويل الباع ، متدفق القريحة ،
متمكنا من نواصي الكلام ، غواصا في الأعماق وراء البديع من
المعاني .

ومن أمثلة شعر السجال ما يطلق عليه :
( أجيزوا الشطر )،
وهو أن يطرح أحدهم شطر بيت من الشعر ،
ويطلب تكملة هذا الشطر أو نظم عدة أبيات على نفس البحر والروي والموضوع .
وقد قلت في هذا الباب :
( إزرع جميلا وإن في غير موضعه )
تلقاه يوما وللاحوال تبديل
لا تحقرن من المعروف أنملة
شِق من التمر للميزان تعديل
الجود كنز وما كل الكنوز لها
إكليل غار ، وذا نور وإكليل
إزرع من اليوم ما تلقاه يوم غد
فيه الأماني وآمال وتعليل
وقلت في سجال / من وحي الصورة ، هذه الأبيات من قصيدة نشرتها في حينه :
بذا الكرسي ذي العجلات أمشي
وكنت أسير طاووسا بعرشي

وكنت لدى الخصام أخا عناد
وأحمي ظبيتي من كل وحش

وعزمي مثل حد السيف ماض
وعظمي اليوم مثل فتات مِش

وكنت إذا الفوارس سابقتني
سبقت وإن عدوت بظهر جحش
واشير هنا إلى ما قلته آنفا من الإضطرار وغياب فرصة الإختيار اللحظي إلى أني كنت قد قلت في الاصل :
على كرسي من العجلات امشي ،
فصححني صديق بأن ياء الكرسي مشددة ،
فأعدت صياغتها الى :
بذا الكرسي ذي العجلات امشي ، ( بتشديد ياء الكرسي )

ومن سجال بيت ببيت نشرت أكثر من واحد .
سأقدم نموذجا مختصرا لذلك :
في سجال مع حسناء البادية :
قالت :
في قِبلة الشوق كم صلًت مشاعرنا
إن لامها الوجد لن يرقى لإدراكي
قلت :
في قِبلة الشوق آهات أرتلها
تشفي العليل تناجي قلبه الشاكي
قالت :
ما عاد شعر بذاك الدوح يطربني
حتى الحمائم لا تشدو بشباكي
قلت :
قيثارة الشعر غني لحن حالمة
علً الحمائم عند الدوح تلقاكي
عود على بدء ،
السجال والإرتجال قد لا يكون بجودة الشعر المعد حرفا ومعنى ومتانة ،
وقد نلحظ فيه ضعفا أو تكرارا أو حشوا ،
ولكن كونه سجال مرتجل ونظم صيد الخاطر ،
فإن مثل هذه الهِنات التي تفرض نفسها لظروف السجال الخاصة ، لا تؤثر في مكانة الشاعر ولا تنتقص من شاعريته ،
ويكفيه أنه يقول ارتجالا شعرا يعجز غيره عن الإتيان بمثله نثرا .

التعليقات مغلقة.