حمالة الحطب .بقلم.مدحت رحال
نقرأ في كتاب الله الكريم في سورة المسد :
(( وامرأته حمالة الحطب ))
البعض يعرف من هي حمالة الحطب ،
وكثير لا يعرفون إلا أنها امرأة أبي لهب ، التي كانت تؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم وتضع في طريقه الشوك ،
فمن هي هذه عدوة الله ورسوله ؟
هي أم جميل ، أروى بنت حرب بن أمية
أخت أبي سفيان صخر بن حرب
يلتقي نسبها برسول الله عند عبد مناف
زوجة / عبد العزى بن عبد المطلب المعروف
ب/ أبي لهب ، ولدت له عدة أولاد منهم :
عتبة وعتيبة زوجا رقية وأم كلثوم ابنتي رسول الله عليه الصلاة والسلام ،
فهي ترتبط برسول الله بوشائج القربى والمصاهرة ،
قالوا في وصفها : كانت متكبرة قاسية القلب حقودا .
وقفت مع زوجها أبي لهب ضد دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أن دعا قريشا إلى الإسلام وقال له أبو لهب :
تبا لك ،
ألهذا دعوتنا ؟
وكانا ألد عداوة عليه من سائر قريش ،
وتمثل إيذاؤها لرسول الله صلى الله عليه وسلم في :
_ كانت تجمع الشوك وتلقيه في طريق رسول الله ليلا لتؤذيه
_ يُروى بأنها تبرعت بعقد من الذهب كانت تزين به جيدها لإيذاء الرسول عليه الصلاة والسلام ، فتوعدها الله بحبل من مسد يطوق عنقها يوم القيامة
فنزلت فيها وفي زوجها أبي لهب سورة / المسد :
(( تبت يدا أبي لهب وتب ، ما أغنى عنه ماله وما كسب ، سيصلى نارا ذات لهب ، وامراته حمالة الحطب ، في جيدها حبل من مسد ))
_ ضغطت مع زوجها على ولديهما عتبة وعتيبة ليطلقا زوجتيهما ابنتي رسول الله عليه الصلاة والسلام : رقية وأم كلثوم ،
زيادة في إيذائه والنكاية به ،
أما عتيبة ، فقد فتك به السبع في رحلة إلى الشام مع جماعة من قريش ، وتحققت فيه دعوة الرسول عليه الصلاة والسلام حين دعا عليه :
اللهم سلط عليه كلبا من كلابك .
وأما عتبة ، فقد أسلم عام الفتح مع أخيه معتب ، وشهدا حُنينا مع رسول الله ، وكانا ممن ثبت فيها .
ولما نزلت بحقها وزوجها أبي لهب سورة / المسد ،
خرجت أم جميل وفي يدها ( فِهر ) وهو حجر ملأ الكف ، تريد رسول الله وهو جالس بفناء الكعبة مع أبي بكر ،
فقالت تخاطب أبا بكر :
أين صاحبك ؟ فقد بلغني أنه يهجوني ،
ووالله لو وجدته لضربت بهذا الفهر فاه ،
أما والله إني لشاعرة ،
وأنشدت تقول :
مذمما عصينا
وأمره أبينا
ودينه قلينا
ثم انصرفت .
فقال أبو بكر : أما رأتك يا رسول الله ؟
قال : لا ، لقد صرف الله بصرها عني ،
ألا ترى كيف يعصمني الله :
يهجون مذمما وأنا محمد
وظلت أم جميل على إيذائها لرسول الله ،
إلى أن كان يوم ذهبت لتلقي الشوك كعادتها في طريق رسول الله ،
ولكنها لم تستطع الوصول إلى مكان نثر الشوك ،
وجاءتها سكرة الموت وهلكت ،
أستشف من سورة / المسد أن أم جميل كانت جيداء جميلة العنق ، فكلمة الجيد تحمل هذا المعنى .
(( وامرأته حمالة الحطب ، في جيدها حبل من مسد ))
مدحت رحال ، ،
التعليقات مغلقة.