سراج الروح .شعر.على احمد
رباه: أضنى القلب ما أضناه
في حيرةٍ بين الذى.. ومُناه
ما بين قلبٍ بالمحبةِ مُفعمٌ
ومَنِ الصخورُ وريدُه ودماه
الروحُ من هذا الضجيجِ تمزَّقت
وتنـاثــرتْ أشلاؤهــا ربَّـــاه
لا غربةً أقوى على نفسِ امرئٍ
من غربةٍ للروح في مأواه
في وحدةٍ رغمَ الزحامِ تتابعتْ
أمواجها فاستوحشت دنياه
والماء جفَّ من الأنام كأنهمْ
جُلمودُ صخرٍ ليس فيه مياه
والعزمُ يفنَى والإرادةُ لم تَعُدْ
تقوَى على ما كابدتْه يداه
والصبر يُزوَى والظلامُ مُجنحٌ
والليلُ يَنشُرُ في العيون دُجَاه
وظلام أفئدة العباد كما ترى
لا يَسْعدونَ بغير ما نأباه
ضاعفت يا مولايَ فيَّ مشاعرى
فأرى الحياة بمنظر أهواه
َأسْمُو على طينٍ يَحِنُّ لطينه
وأهيمُ في الروحِ التي تغشاه
وأطوفُ حولَ الضوءِ مثلَ فراشةٍ
تَجنِي رحيقَ النورِ لا تخشاه
وثراءُ قلبي في سعادةِ مَن أرى
وسواىَ يَهوَى في الحياةِ ثراه
وأرى الغِنَى بين القناعةِ والرضا
لا في الكنوز كما يرى الأشباه
وضياءُ روحٍ في عيوني مبهر
عما يزول مع الزمان ضياه
والجوع في الأرواح لا جوع الحشا
فَغِذا الجسومِ من التراب غِذاه
والروح تُطْعَمُ بالشعور وترتوي
والحبُّ ريٌّ يعْيَ عنه سواه
فالحبُّ خيرُ الزاد من بعد التُّقى
فإذا ظفرتَ فلا ترمْ إلاه
التعليقات مغلقة.