الحلقة الثانية عشرة والأخيرة من آلهة مصر القديمة الجزء الأول
تكلمنا في الحلقات السابقة عما وجدته في المصادر المتاحة من الآلهة التي عٌبدت في مصر القديمة والتي قالت بعض المصادر إنها أكثر من 2800 إله، والآن وصلنا إلى عصر (أخناتون ) ومنع عبادة كل الآلهة إلا الإله ( آتون) الذى جسده الملك على هيئة قرص شمس تخرج منه أيد بشرية ممسكة بمفتاح الحياة (عنخ) كى يهب الحياة للبشرية جمعاء.
وقد شغل تفكير الكثير الهدف الذي كان أخناتون يهدف إليه من توحيد الآلهة وقد سألت نفسي نفس الأسئلة التي لم أجد في المراجع إجابة شافية لها:
هل كان أخناتون مجرد متمرد علي سلطة كهنة (آمون رع) بصفة خاصة بعد أن تحكموا في أمور البلاد والعباد؟.
هل سلك أخناتون سلك الكهنوتية وعبد ( آتون) عن اقتناع؟.
هل كان يقصد عبادة الشمس أم رب الشمس؟.
هل كان أخناتون نبيًا؟ أو عاصر نبيًا؟.
هل أخذت ترانيم داود من ترانيم أخناتون في عبادة ( آتون)؟
ومن أين أتى أخناتون بترانيمه التي لا تخالف الأديان السماوية؟.
أسئلة كثيرة قفزت لذهني عن هذا الملك وعن ديانته الجديدة التي فشل في إرساء دعائمها وانتهت بوفاته ؟.
ظلت عبادة ( آمون رع) الإله المسيطر ملك الآلهة المصرية إله السماء والخصوبة والرياح ووالد الفرعون سائدة حتى أن كهان الآلهة الأخرى سارعوا بدمج إلهتهم به فقد كان هو المسيطر ومعابده هي العامرة وكهنته هم الأقوياء يحصدون الهدايا والنذور من الملوك والأمراء وعامة الشعب، وقد ازدادت قوة (آمون) بعد أن أتحد مع ( رع) ليصبح ( آمون رع) وبذلك رُبط آمون بعقيدة الشمس وبعد أن كان إلهًا
.محتجب صار ظاهرًا، كما ارتباط بالإلهة ماعت ليضاف له صفة العدل والحكمة، ومنذ تأسيس الأسرة الثانية عشرة، كان ( آمون رع) المعبود الأول والرسمي للدولة، لم يفوت كهنة ( آمون رع) الفرصة فتحكموا في كل مفاصل الدولة ولم يستطع ملك أن يأخذ قرارًا مصيريًا إلا بعد أخذ رأيهم ومباركتهم، وفي عصر الأسرة الخامسة والعشرين كان كهنة أمون في مملكة بلانة (ناباتيا) وَمَرُّوهُ يتحكمون في جميع شئون الدولة، فيختارون الملك ويوجهون حملاته العسكرية، بل وأحيانا يرغمونه على الانتحار كما ذكر (ديودورس الصقلي) وطبقا للاهوت الرسمي في الدولة الحديثة كان (آمون رع) هو الذي يحكم مصر من خلال الملك، ويظهر مشيئته من خلال كهنته، ومع ازدياد أهمية الإله ازدادت قوة كهنته وسطوتهم ففرضوا سيطرتهم على الساحة السياسية، ووصل الحال إلى أن حكم مصر سلالة من الملوك الكهَّان (ملوك الأسرة الحادية والعشرين).
نعود للأسرة الثامنة عشرة، وبدأ التمرد في الخفاء على ( آمون) وكهنته وعلى استحياء بدأ تقديس صورة مجردة للشمس تتمثل في الإله ( آتن) (آتون فيما بعد)، وقد وُجد نقش لأحمس مؤسس الأسرة يٌمتدح فيه بأنه (أتن) عندما يسطع، وقد وصلت عبادة (أتن) إلى الأوج عندما تولى الحكم أمنحتب الرابع( أخناتون/ أخِن اتِن) فقد حرم عبادة (أمون رع)، ووحد كل الآلهة في ( آتون) وشن عليه كهنة ( أمون) حرب شعواء لا هوادة فيها، واتهم بالكفر والتمرد والخيانة، وفشل ( أخناتون)في القضاء على سطوة كهنة ( آمون) الأقوياء، فعادت الديانة القديمة إلى ما كانت عليه بعد موته و دمرت معابد أتن .
الآتونية عبادة ( آتون)
دعوة أخناتون نادت
بوحدانية (آتون) دون شريك ونادى به رب كل المصريين والأجانب، وقد هجر الملك أخناتون (طيبة) برغم ما كان لها من السيادة والأبهة ليكون بعيدا عن كهنة( آمون ) وأطلق على نفسه لقب (العائش في الصدق) وأقام له حاضرة جديدة في (تل العمارنه) بمحافظة المنيا حاليًا، وسماها (أخيتاتون( وفي رأي أن عبادة (آتون) عودة لعبادة (رع) إله الشمس المعبود منذ عصر الأسرة الخامسة خلال القرنين 24( و25) قبل الميلاد، وكان يرمز إليه بقرص الشمس وقت الظهيرة و( رع) هو من خالق كل أشكال الحياة، وهو الذي أوجد كلًا منها عن طريق استدعائها بأسمائها السرية. وخص الإنسان بالتكريم فخلقه من دموعه وعرقه، وبالتالي أطلق المصريون على أنفسهم (أنعام رع).
انتظروني
بقلم: سيد جعيتم
جمهورية مصر العربية
التعليقات مغلقة.