قصة للنقد :قوته التي كانت للأديب محمد مندور
قصة للنقد :قوته التي كانت للأديب محمد مندور
هذا نص يحتاج إلى رؤية، هل من مبارز؟؟
قوته التي كانت
على باب المسجد، توسم في عافيته، مال على أذنيه قبل ارتداء حذائه، أريد خدمة.
تفضل.
الأستاذ عوف لا تطيعه فقراته.
وعوف هذا يقف خلفهما، يتجسس على حوارهما.
تعجب من مقصده، ثم سأله.
ماذا تعني؟
عوف يعاني من آلام في فقرات ظهره، وأرى لو أنك طوقته بذراعيك وضغطت عليه لذهبت آلامه.
الدهشة امتدت من عقله إلى فكيه، لا يعرف بماذا يرد أو يفعل.
الناس ينصرفون من حولهما.
يضغط على حيائه أكثر.
نتوسم فيك الصحة، الرجل يحتاج بركاتك.
استدار، نظر لعوف، إذ به كجثة تنتفخ بطنها على سطح الماء، يرتدي جلبابا سميكا.
أهلا أستاذ عوف.
ابتسم له، ظهرت أسنانه البيضاء المشبعة بسمرة، اتسعت مساحة وجهه باتساع خديه ثم ضاقت عينيه.
ساعدني يامولانا.
توكل على الله؛ وقف وراءه، فرد ذراعيه حاصر بهما صدره، عقد يديه أعلاه، أخذ نفسا عميقا، استعد بقولة ياالله.
آخر حقنة، قبل مغادرة المستشفى، لم تفي بالغرض على أكمل وجه، فلا يزال قفصه الصدري من يومها يضيق، مرور بعض الهواء وقت الأزمة صعب عليه. فلما وقع عليه بظهره انحسرت ضلوعة كادت أن تلتصق برأتيه، عوف والرجل حملاه كما يحملان حَمَلا أسلم أمره للآخرة، أسرعا به إلى المستشفى. اتصلت بأنفه خراطيم الأكسجين، واخترقت جلده أمبولات توسع شرايينه.
وضع الزيت في الإناء، أشعل النار من أنبوب الغاز الطويل، رش بعض الماء المتسرب من يديه على الزيت، فتح النار أكثر، قبض على جزء من العجينة بيد، دفع بعضها من بين أصابعه إلى الإناء وزيته، كرر ذلك كثيرا، رآه بشاربه الكث وخدوده العريضة يقلب بسيخ أعد لذلك، ارتقى سلم المطعم.
أ. عوف.
بتجهم:
مشغول الآن.
أنا من حملتك ليستقيم ظهرك.
قلت: مشغول الآن.
وبغدر طعنه (بالسيخ) في صدره.
الواقفون في ذهول؛ الصمت أمطرهم، وعوف لا يعبأ بما فعل، يقلب ويقلب.
عجوز بها ما بها من حمية أصدرت صرخة.
لماذا تضربه.
وكانت هذه البداية؛ تحرك الواقفون بالسباب واللعن، أغلقوا الغاز، جذبه المدير من ذراعه، ألبسوه العمال جلبابه السميك ودفعوه إلى الخارج.
مسح دموعه، وضعت العجوز يدها على رأسه.
لا تحزن ياولدي.
صدري يؤلمني من سيخ خائن.
تنفس الصعداء.
أسندته بضعفها، ومشى يجر صحته إلى باب المسجد عله يعبر إلى قوته التي كانت.
انتهت
أ. محمود حمدون
يا الله على الروعة!!
الفكرة تقليدية ، لكن الصياغة جديدة والبراعة السردية لا يمكن أن تخطئها العين. تحياتي للقاص/ه
أ. جمال الشمري
قصة تحمل معاني الجفاء وعدم الوفاء المستشري هذه الأيام للأسف
الصياغة والسرد متميزان جدا
حبكة ولا اروع بقلم متمرس جدا ومبدع ومشوق
ارى هنا موهبة قصصية رفيعة
أتمنى لها التوفيق
أ. فتحي محمد علي
عودة إلى ذكريات مشاهد كنا نراها.
قصة بها من الرمز مايجعلها أخاذة التلقي.
تحياتي للقاص المبدع.
لكن أوصيه بحذف الياء من”لم تفي”.
أ. محمد الدليمي
جميل جدا مبدعنا الكبير الاديب السامق قصة تنويرية حقيقية للفكر السليم
أ. ثناء شلش
رائعة وموجعة .. مقابلة الجميل بالخسة والنكران وما أكثر هذا في زماننا
أ. أحمد فؤاد الهادي
فضل متبادل: هو ساعد عوف ليخلصه من آلام الفقرات، وعوف حمله إلى المشفى عندما سقط على ظهره، وأستشعر من واقعة السيخ أن أحداثا لانعرفها مابين السقوط والسيخ، فمهما كان الغادر مجاهرا بغدره فلابد أن لديه أسباب ولو مزورة يواجه بها الناس، وماسبب زيارته لعوف في محل عمله؟ وهل هي زيارات تكررت طلبا لمقابل الخير الذي فعله؟ هل كان هذا التسول الملح سببا في إثارة غضب عوف؟ أحاول أن أجد تبريرا لتلك الفعلة رغم بشاعتها، فكل فاعل لديه مايبرر به فعله من خير أو شر، ويسألون القاتل: لماذا قتلته … قبل الحكم عليه.
والواضح أن الكاتب اتخذ من المسحد رمزا للعمل الطيب حيث ارتبط البطل بتواجده بالمسجد ومن أراده يعرف أين يجده، كذلك في النهاية كان عائدا إلى المسجد في إشارة إلى أن الدين هو المنطلق للخير كما أنه الملجأ في الملمات، وتلك رمزية أحيي عليها الكاتب الذي أحسن السرد والصياغة، وأشاع جوا من التشويق لقارئ قصته.
أرجو فقط تصويب:
لم تفي .. لم تف
رأتيه .. رئتيه
كل التحايا والتقدير للكاتب/ة المتمكن/ة لهذا النص المميز.
إضافة:
رد عوف: مشغول الآن ….وأتخيله وهو يقولها بقرف وصبره قد نفذ … يؤكد لي أن البطل قد كرر تلك الزيارة وألح في طلبه ولم تكن الأولى، مما أثار حفيظة عوف وأخرجه عن وعيه، لاتستفز إنسانا ثم تصفه بالغدر عندما تفاجأ برد فعله.
هناك من يريدون استعباد من يقدمون له معروفا، وما أروع قوله تعالى “قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى” كل أنواع الأذى.
أ. نيرمين دميس
نص بجعل من القارئ مشاركا بل حائكا للإبداع، يعطيه مساحة كبيرة لتفعيل خياله، بإكمال ما يبدو مبتورا بشكل متعمد من جانب الكاتب، حيث يلمح أكثر ما يصرح، أو يسمح للقارئ بتحليل الحدث والخروج برؤيته الخاصة، بناء على تذوقه النص..
مثل تلك النصوص يكتبها الكاتب والقارئ معا، ولكن لا بد أن توزن الحروف على ميزان حساس، كي لا يخل الكاتب ببنائه وحبكته
كل التحية والتقدير
أ. محمد المراكبي
سرد رائع ،فكرة مركبة و جميلة وان كانت تحتاج الى مزيد من البسط .تحياتي الي الكاتب المبدع
أ. أبو مازن عبد الكافي
قصة رائعة جدا وبها من الطرافة مافيها مع براعة العرض والحبكة الدرامية.
قرأتها مستمتعا وكأني أشاهد اسكتشا لفؤاد المهندس وعبد المنعم مدبولي ومحمد رضا.
تحياتي وتقديري لصاحب/ة هذه السردية الرائعة.
تعليق الأستاذ محمد كمال سالم
كل الشكر والمحبة لأساتذتي الغوالي الذين لا يتركونا أبدا وحدنا
محمود حمدون
جمال محمد الشمري
فتحي فتحى محمد علي
محمد الدليمي
ثناء شلش
أحمد فؤاد الهادي
Nermein Demeis
Mohamad Al Marakby
Abo Mazen AbdElkafy
محبتي وتقديري
كان هذا النص للأديب العبقري الذي يضن علينا دائما بإبداعه
الحبيب محمد مندور
أ. محمد الدليمي
نص في غاية الروعة وفكرته من الواقع ووضع المقابلة من الأمور التي جعلت الدهشة مستمدة لغاية النص وهذا ما جعل السرد صاحب اسلوب التشويق مبارك مبارك للابداع والتألق مع التحيات والتقدير والاحترام
تعليق الأديب محمد مندور صاحب النص
شكرا لحضرتك أ. محمد كمال سالم على كرم الضيافة في فقرتكم المميزة قصة للنقد.
حقيقة قرأت واستمتعت بكل الآراء المطروحة فضلا عن التصويب اللغوي الذي أحاط بالنص، أخذت على محمل الجد تلك الفجوات الخفية منها والظاهرة، فشكرا جزيلا مرة أخرى لكل من أجهد نفسه قراءة ونقدا..
دمتم ودام هذا الصرح منيرا بجهودكم الرائعة.
التعليقات مغلقة.