موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

جعفر العمدة و الدوبامين …بقلم د. ريهان القمري

329

جعفر العمدة و الدوبامين …بقلم د. ريهان القمري


توقفت بذهول متسائلة لماذا أصرت ابنتي ذات السبعة عشر عاما على استكمال كل حلقات مسلسل ( جعفر العمدة ) حتى أنها كانت تلجأ إلى استخدام شريط الترجمة كي تتمكن من متابعة الحوار لأنها غير معتادة على اللهجة و كأنها تشاهد فيلما أجنبيا ؟؟!!!!.

ولماذا كأنها ؟
هي بالفعل كانت تشاهد مسلسلا أجنبيا بالنسبة لها باعتبار أن مصطلح “الأجنبي ” هنا مصطلح نسبي ومفهوم يعبر عن كل شئ يحمل ثقافة غريبة و لغة لا يتقنها المتلقي .

-نعم
-هذا ما حدث معها
فابنتي التي لا تجيد التحدث باللهجة المصرية الدارجة دأبت على متابعة هذا المسلسل لمدة ثلاثين حلقة كاملة بمساعدة الترجمة و الأغرب أنه كان أول عمل درامي مصري يشد انتباهها منذ أكثر من عام ابتعدت فيه عن مشاهدة الأعمال المصرية الدرامية و الغريب أنها كانت تستقطع من كل يوم ٤٥ دقيقة لكي تتابع أحداث هذا العمل !!!

و من هنا كان يجب عليّ أن أبحث عن التفسير لهذه الحالة لمعرفة ما الذي قد يشد انتباه شابة في مقتبل العمر لمتابعة هذا العمل و هو مختلف كليا عن أيديلوجياتها و مبادئها و ثقافتها و كل الأسس التي تربت عليها ؟!

و كان لا بد لي من الجلوس معها حتى نهاية الحلقة الأخيرة لمناقشة كل ما تراه من أحداث متسارعة تشد الانتباه بالرغم من ركاكة الحبكة القصصية و مئات الثغرات و المحرمات الدينية و الأخلاقية .

وكان السؤال يعصف بذهني أنا أيضا : ما الذي يحملني على متابعة هذا العمل رغم رفض عقلي للكثير من التفاصيل فيه ؟؟ و ما الذي شد انتباهي له ؟!

ووجدت إجابة السؤال

إنه الثلاثي الساحر
1- adrenaline
2-Dopamine
3-Serotonin

١-الأدرينالين
٢-الدوبامين
٣- السيروتونين

وهي هرمونات و ناقلات عصبية كيميائية تفرز عند نهايات الخلايا العصبية في الجسم أو المخ عندما يتعرض الإنسان لظروف محددة

١- الأدينالين :
وهو هرمون تفرزه الغدة الكظرية و يعتبر أهم أسلحة الجسم التي تحافظ على حياتنا عندما نتعرض لحالات الخطر الطارئة أو ما يسمى بال 3F
Fight Fright Flight.

يعني
الحرب و الخوف و الطيران

حيث يقوم هذا الهرمون بفتح الممرات الهوائية للجسم لتزويده بالأكسجين و زيادة دفق الدم في الأوعية الدموية و قد يستمر تأثيره لمدة ساعة كاملة بعد إفرازه و يترافق مع إفرازه بعض الأعراض مثل اليقظة و تنبيه الحواس و اتساع حدقة العين و الشعور بالتوتر و العصبية .

وهذا ما تعرضنا له عند متابعة مشاهد الاقتتال و الضرب و العنف بالمسلسل بين جعفر العمدة و عائلة فتح الله و باقي الخصوم .

٢-الدوبامين : و هو ناقل عصبي يفرز في الدماغ و ينظم الكثير من العمليات الحيوية في مختلف أنحاء الجسم كتحسين حالة المزاج و تنظيم حركات الجسم وتعزيز إثارة الانتباه و الذاكرة .

وتقوم الخلايا العصبية في الدماغ بافرازه في حالات التحفيز و ربط أي رغبة عند الانسان بالمحفز و النتيجة و توقع المكافئات ويتم إفرازه أيضا بمساعده الكثير من العقاقير النفسية و العصبية .

وهذا ما تعرضنا له عند متابعة المشاهد التي كانت تجمع بين “جعفر العمدة “و ابنه المفقود “سيف ” قبل أن يتعرف عليه أو مع تعاملاته الذكورية الممجوجة مع زوجاته الأربع.

٣- السيروتونين:
وهو يسمى بهرمون السعادة و يفرز ٩٠ في المئة منه في الجهاز الهضمي و ال ١٠ في المئة الأخرى تعمل كناقل عصبي في الجهاز العصبي المركزي لتنظيم الحالة المزاجية و النوم و الشهية إلى جانب بعض الوظائف الإدراكية مثل الذاكرة و التعليم لذلك يعتبر السيروتونين قفزة في علاج مرض الاكتئاب عن طريق اختراع جيل كامل من الأدوية يعمل على رفع مستوى هذا الهرمون في الدماغ كي يزود الإنسان بشعور السعادة و الطمأنينة .

وهذا ما كنا نراه في مشاهد جعفر العمدة مع والدته “الملكة صفصف” وبعد أن تعرف على “سيف ” ابنه بعد مرور ١٩ عاما من الفقد والتيه.

الحقيقة أن مسلسل جعفر العمدة اعتصر الخلايا العصبية للمشاهدين لافراز ٣ هرمونات من أخطر ما يكون في نفس الوقت و بجرعات عالية جدا تجعلهم يتأرجحون بين التأثيرات المتضاربة أحيانا و المتعاضدة أحيانا أخرى لهذه المواد الكيميائية عند الانتقال السريع من مشهد لمشهد آخر وبسرعة مذهلة و متعمدة أيضا مما أدى إلى شد المتابعين للحصول على حالة ال Euphoria
أو الإنتعاش

و لأن هذه الهرمونات أو الناقلات الكيميائية العصبية لها تأثير إدماني موقت يشابه نفس التأثير الذي يحدث عند تعاطي الكحوليات أو المخدرات و أحيانا عقاقير الهلوسة ، أصبحنا علميا و كأننا نضع المُشاهد في وضع إدماني مؤقت ينتظر فيه أخذ جرعته اليومية من المواد المدمنة التي اعتاد عليها وبشغف !!

التعليقات مغلقة.