سرابيلُ حُسن قصيدة غزلية بقلم أحمد رستم دخل الله
١.. أَرْخِ العيونَ وقِفْ مِن نورِهِ سَكِنا
حُسنٌ يُغيِّرُ فِكراً كان مُتَّزِنا
٢.. أشقى العقولَ وقد جفّت مَدارِكُها
حتى تغلغَلَ بل أوصى بِها فِتَنا
٣.. يَسبي النّواظِرَ قَدٌّ صِيغَ مِن دُرَرٍ
قد أُبْدِعَ الصَّنْعُ ما مِثْلٌ لهُ قُرِنا
٤.. ما أعذبَ الثّغرَ إنْ فُضّت نواطِقُهُ
لو قالَ يُعجِبْ مَن أصغى لهُ أُذُنا
٥.. تأبى القلوبُ سِهاماً من مَحاجِرِهِ
والرِّمشُ يودِعُ في أوصالِها وَهَنا
٦.. ألقى الجمالُ عليها في توافُدِهِ
بعد التّخاطُرِ مِن ألونِهِ مؤَنا
٧.. حتى استحلَّ حشاشاً قُدَّ مِن دُبُرٍ
واستعذبَ العينَ والإدراكَ والبَدَنا
٨.. خَمرُ الدِّماءِ على الأوداجِ مَدفِقُهُ
والوَجنتانِ كَكأسٍ لِلصِّبا رُهِنا
٩.. لا تبذُلَنَّ جهوداً في تماثُلِهِ
ما تَخطُبَنَّ يزيدُ الهمَّ والحَزَنا
١٠.. كالزّيزفونِ إذا ما النَّسْمُ مايَلَهُ
ضَوعُ العطورِ يثيرُ الصَّلْبَ والهَجِنا
١١.. يمشي الهوينى وما الأردافُ يُتعِبُها
خصرٌ يُعاكِسُ صدراً ناهِداً حَصِنا
١٢.. كالسَّلسَبيلِ إذا ما هلَّ مَطلَعُهُ
أكرم مَغيثَ جمالٍ غادَرَ المُزُنا
١٣.. إنْ مرَّ بين عيونِ الناسِ ما غَفِلَت
عَينُ عليهِ ولا أرخَت لهُ الجِفَنا
١٤.. سِبطُ الغزالِ وما نالتهُ قَسورةٌ
أوْ أمكَنَتهُ ضِباعٌ خارَتِ البُطُنا
١٥.. ألهى النّفوسَ عنِ الأشغالِ أرِّقَهُ
عذلُ اللُبابِ وكلٌّ فيهِ قد فُتِنا
١٦.. ما كان سَهْلَ نوالٍ في تمنُّعِهِ
ما لمْ يَنَلْهُ غويٌّ بات مُمْتَهِنا
١٧.. كالماءِ ينزِلُ قطراً في تَودُّدِهِ
كالسّيلِ يَجرِفُ مَن يُعلي عليهِ أَنَا
١٨.. مَن كان يُؤخَذُ في عِشقٍ سيؤلِمَهُ
قد لا يكون لِمَن يهواهُ مُرتَهَنا
١٩.. إنّ الصّدورَ إذا كابدتَها صُدِمَت
ضاقَ الشّعورُ وبات الجوفُ مُحتَقِنا
٢٠.. إنّ الشّحيحَ عَصيٌّ دونما سَعَةٍ
حتى يُجاوِزَ في إحسانِهِ المِنَنا
٢١.. يا مَن أعدتَ صَواباً عن تهافُتِهِ
لا بدّ أنّك قد أرهقتَ مُمتَحَنا
٢٢.. ما كلُّ مَن مَلَكَ الألبابَ أسعدها
أو أدركَ القلبَ أو أمسى لهُ سَكَنا
أحمد رستم دخل الله .. A, R, D
التعليقات مغلقة.