صَــوتُ الشِّعْــر بقلم محمــد إبراهيـــم الفلاح…مصر
قالتْ ألستَ تَسودُ الأرضَ أشعارا
تَغزو النِّساءَ وُتُنسي الشيخَ أذكارا
بلى… تَميلُ على ألحانهِ أمَمٌ
وَأوْرَفَ الظِّلُّ، فاضَ النَّهْرُ أنهارا
قالتْ كَذَبْتَ، فَإنَّ الشِّعـرَ مَسألَتي
وَكَم بَحَثْتُ وَلَمْ ألْقَ الهُدى، الغارا
هذا الصَّدى لَيسَ للإنسانِ مَرجِعُهُ
ناشَدتُّكِ اللهَ إنَّ العقلَ قد حارا
فقطْ تَجَلِّ إلى ضالٍّ كَقِبْلَتِهِ
كان التَّجلِّي بساطًا لي وَأطيارا
قالتْ أنا مَن فَقَدتُّ الشِّعرَ، نَكهَتَهُ
وَرُحْتُ أبكي على الأطلال أشعارا
ضاعَتْ سُلالَتُهُ الأولى وَما بَقِيَتْ
شِعْرٌ غُثاءٌ وَما بالغَثِّ قد بارا
يا صَوتَكِ العِطْرَ ما أحلاهُ في كُتُبي
فَكَمْ تَوَلَّى عَنِ الأشعارِ إنكارا
يَبقى رَخيمًا وَلو أسْكَنْتُمُوهُ ضَنى
ما نالَ مِنهُ دَعِيُّ الشِّعرِ إقرارا
فُرُبَّما ساءتِ الأشعارُ في وَطَنٍ
فيه الحَـريرُ استوى والخَيْشُ أعمارا
يا وَيحَ شِعري الَّذي أسقى الورى سَقَمًا
فَظَنَّ فيه الورى ما فيه ما صارا
قالت: عَدِمتَ الشُّعورَ، الشِّعرَ في زَمَنٍ
لَمَّا بِصِدْقٍ شَرَيتَ الشِّعرَ مِدرارا
فَأَوَّلُ الشِّعرِ إحساسٌ لِصائغهِ
يَهمي على النَّفْسِ أنداءً، فأمطارا
هذا الَّذي لو دنا لِلْكَرْمِ يَعْصِرُهُ
صَحْراءُ قَلبٍ بَدَتْ رَوضًا وَأزهارا
التعليقات مغلقة.