عَاتَبْتُ فِيكِ الْقَلْبَ .شعر.صفوت راتب الغندور
هَـــا قَـدْ رَحَــلْــتُ لَــعَـلَّــهَا تَرْتَــاحُ!
والـــرُّوحُ ثَـكْـلَى، والْـفُـــؤَادُ جِــرَاحُ
أَغَـرَامُــهَا أَضْـحَى عَـلَـيَّ مُــحَـرَّمًـا؟
ولِـغَــيــْرِنَا هــَذَا الْـغـَرَامُ مُـــبَــــاحُ!
يَا زَهْرَةً فِى الرَّوْضِ يَبْسِمُ ثَـغـْـرُهَا
وعَـبِـيـرُهَـا مِــلْءُ الــرُّبَـى فَـــــوَّاحُ
وبـِثَـغْـرِهَـا الـدُّرُّ الْأَنِـيـقُ، ونَــشـْـوَةٌ
يُـغْرَى بِسِحْرِ فُـتُـونِـهَا الْإِصـْــبَـــاحُ
رَسَمَ الْفُؤَادُ عَلَى دُرُوبِكِ حُلْمَهُ
والشَّوْقُ طَيْرٌ والرَّجَاءُ جَنَاحُ
ظَمْآنُ يَا شَهْدَ اللَّمَى، وسَكِرْتُ، مَا
مَسَّتْ شِفَاهِى مِنْ جَنَاكَ الرَّاحُ
فَرَضَ الْهَوَى سُلْطَانَهُ فَاسْتَسْلَمَتْ
مِنَّا الْقُلُوبِ، وهَامَتِ الْأَرْوَاحُ
فَلِمَ اخْتِلَاقُكِ فُرْقَةً أَشْقَى بِهَا
إِنْ عَزَّ قُرْبٌ ، فَالْعَذَابُ مُتَاحُ ؟
أَفْرَغْتُ كَأْسَ الْصَّبْر، وامْتَلَأَتْ جَوَى
كَأْسِي، وصَبَّتْ جَامَهَا الْأَقْدَاحُ
يَا فِتْنَةً أَلْقَتْ عَلَىَّ رِدَاءَهَا
ثَارَ الْحَنِينُ، ومَوْجُهُ يَنْدَاحُ
وتَنَكَّرَتْ لِهَوَى الْفُؤَادِ، كَأَنَّمَا
عَصَفَتْ بِرَوْضِى والزُّهُورِ رِيَاحُ
مَا عِـشْـتُ أَذْكُرُهَا ويَبْقَى ذِكـْـرُهَــا
نَـغَـمًـــا، ويَـبـْقَـى حُـبُّـهَـا يَـجْـتَــاحُ
عَاتَـبْتُ فِيكِ الْقَلْـبَ، بَـلْ عَاقَـبْـتُـهُ
كَـــىْ لَا يَـكُــونَ لِـــحُـبِّـهِ إِفْـصَــاحُ!
والحُبُّ أَصْعَبُ أمرِهِ كتمانُهُ
أَوَمَا تَرَى أَنَّ الهَوَى فَضَّاحُ؟!
فِى بَحْرِ عِشْقِكِ تَاهَ مِنِّى زَوْرَقِى
كُسِرَ الشِّراعُ، وَمَا اهْتَدَى الْمَلَّاحُ
التعليقات مغلقة.