موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

الإبداع …بين مرآة الواقع واستشراف المستقبل “دراسة تحليلية نقدية لقصة “انعكاس “للأديب محمود حجازي ..نقد وتحليل أسامة نور

168

الإبداع …بين مرآة الواقع واستشراف المستقبل “دراسة تحليلية نقدية لقصة “انعكاس “للأديب محمود حجازي ..نقد وتحليل أسامة نور

“انعكاس”
محمود حجازي

هل المسافة بيننا كما هي ؟!
سأكون محظوظًا إذاظفرت بنظرة خاطفة من خلف المريدين ،وأنت معلقة في الأعلى .
كثيرًا ما تشبعت برائحتك ،ومشاهدة سلالتي تتلون بلونك الأحمر وأنت تعتليهم ذات اليمين وذات الشمال .فيزداد المريدون سكرًا ،وما أكثرهم ! وما أكثر الشائعات عنك …
لماذا انفض عنك المريدون ؟!
لماذا انطفئ لونك الأحمر ؟!
غابت رائحتك ،واحتفظت سلالتي بلونها الأسود
أعلنت الكلاب الصيام! ، انهارت الهدنة بين القطط والفئران!
أكاد أجن ..
كيف اخترق كل هذه الحواجز بعين واحدة …ووصل إليك؟!
أاغراك كما فعل مع غيرك ببريقه الزائف ؟!
فأراد قلب الميزان ؛ليستمتع بانعكاس ظله على أبي الهول ..
ساعيًا لانهيار مأذنته العالية ..
عندها… تصبح رائحتك كريهة لا يطهرها فحم العالم الأسود ..


مقدمة :-
إن القصة في تعريف( طه وادي) “هي تجربة أدبيةتعبر عن لحظة في حياة إنسان، وتقوم على التركيز والتكثيف
ولا يهتم القاص بالتفاصيل”
ويعرف( كانط) الحداثة ” بأنها خروج الإنسان من حالة الوصاية التي تسبب فيها بنفسه، والتي تمثل عجزه عن استخدام فكره دون توجيه من غيره ” أي أنها استخدام العقل ، وإعلاء الفكر والاهتمام بالتلميح لا التصريح ، مع الدقة والربط بين العناصر،
وبالجمع بين التعريفين السابقين نجد أن القصة القصيرة الحداثية، ترتكز على آليات التكثيف ، ومخاطبة العقل وإثارة الذهن ، وإعمال الفكر مع تواجد العاطفة دون طغيانها ..أن يتعايش المتلقي مع القصة بفكره ووجدانه، ليصل إلى مغزاها ، عن طريق الربط بين الأحداث والقراءة الواعية .
فهل تندرج قصتنا هذه تحت مسمى الحداثة أو مابعدها وإلى أي مدى تحقق فيها ذلك ..؟
——–؛؛؛؛؛؛؛؛———-
في ماهية العنوان ،ودلالته”
إن للعنوان دوره المؤثر في النص ؛ فلم يعد العنوان مجرد كلمات ،تقال في بدايته ، إنما أصبح جزءًا من النص لا ينفصل عنه ،بل هو عتبة رئيسة من عتباته، وهو نص مصغر يدل على النص الأصلي ، وكلما كان العنوان مؤثرًا في عاطفة المتلقي ويثير فكره ،كان ذلك محفزًا له على قراءة النص واكتشافه..
لهذا ظهر حديثًا ” علم العنونة ” ودراسات كثيرة أشهرها
كتاب عتبات النص ” الناقد الفرنسي “جيرار جينت” ..وكذلك
دراسات الكاتب الناقد “ليو هويك”
العنوان هنا “انعكاس “..عنوان يتكون من كلمة واحدة لكنها تحمل دلالات كثيرة ، وتوحي بالأثر المادي والمعنوي ،
فانعكاس الضوء هو ارتداده عندما يصطدم بسطح عاكس .
وانعكاس الفعل هو أثره ونتيجته ، وفلكل أمر انعكاسه وأثره
على الحياة والفرد ..
وانعكاس الظل ..هو الأثر السيء والجانب المظلم الذي يريد
الآخر أن يفرضه ؛ليتحكم ويفرض نفوذه وسيطرته؛ ليعيش الآخرون أسرى ظله ..
ومن هنا فالعنوان شائق ،وشائك ، يبعث تساؤلات عدة ،ويثير
في النفس أطروحات كثيرة ، ممايثير ذهن القارئ ويجذبه
لاكتشاف النص ،وسبر أغواره ، وتوضيح معالمه..
———-؛؛؛؛؛؛؛؛————-
**من حيث المضمون وفنيات القصة “
نحن أمام قصة لها أبعاد عدة منها البعد الاجتماعي ،البعد الاقتصادي ، والبعد السياسي..فهي تعتمد على “الانثروبولوجيا “. ومكاشفة الواقع ..من خلال السرد التخيلي ،والمشهدية وأنسنة الآشياء ..
ينتمي النص إلى “مابعد الحداثة ” ؛حيث نجد تعدد الدلالات ..العمق الأيديولوجي ، التشظي داخل النص ، كما نجد التداخل ..إعلاء الفكر ، استخدام النسق المغاير ،والاعتماد على الرمز والتناص والتساؤل والتصوير ، اعتبار المتلقي جزءًا من النص . ..الفوضوية …عدم الاعتماد على حدث محدد بل نجد تداخل الآحداث ..فضاء الزمان والمكان ..
النص بدأ بتساؤل ..ليثير ذهن القارئ ويشركه في النص
“هل المسافة بيننا كما هي ؟!
أي المسافات يقصد هل المسافة الرياضية ،أم المسافة المعنوية ، أم يقصد صعوبة الوصول إليها ، ثم بيننا …بين من ، ومن ؟…
سؤال يوحي بالتعجب والنفي ..

ومن هذا التساؤل يبدأ الصراع المادي والنفسي ..وإثارة ذهن المتلقى؛ لاكتشاف ماهية السؤال ..
ثم نجد اللهفة والرغبة في الفوز بنظرة خاطفة ..وكأنه يريد النظر إلى محبوبته ..أو إلى شئ مقدس ..
وونجد ذلك قوله :-
“سأكون محظوظًا إذاظفرت بنظرة خاطفة من خلف المريدين ،وأنت معلقة في الأعلى .”
فكلمة المريدين ..تدل على القدسية والبعد الصوفي والعشق .
الروحي ..وكذلك قوله وأنت معلقة في الأعلى ..
ثم يأتي الكاتب بما يشير إلى..مقصده مستخدمًا اللون ،والحركة ، والبعد الصوفي ..والتعجب ..
فيقول :-
كثيرًا ما تشبعت برائحتك ،ومشاهدة سلالتي تتلون بلونك الأحمر وأنت تعتليهم ذات اليمين وذات الشمال .فيزداد المريدون سكرًا ،وما أكثرهم ! وما أكثر الشائعات عنك …
الرائحة ..اللون الأحمر …وأنت تعتليهم ، ذات اليمين وذات الشمال ..يزداد المريدون سكرًا ..تداخل بين الرمز والإيحاء والتلميح والتناص ..والارتباط النفسي الروحي ..
لكل كلمة دلالتها وإيحاؤها ..ورغم التفكيك الظاهر فإن هناك رابط يجمعها …؛ لنكتشف أنه يتحدث عن اللحوم ..التي هي عنصر رئيس في غذاء الإنساس وبعض الحيوانات ….
هنا يستخدم الشاعر ..الآنسنة ..ودقة التصوير والإيحاء ..
فيخاطبها فهي الحاضر الغائب ..
الحاضرة في النفس والرؤية والتمني الغائبة في التناول..
فهي القريبة البعيدة ..
ثم يوجه الكاتب لها أسئلة ..تبعث على التفكر وتثير الذهن ..
فيقول :-
“لماذا انفض عنك المريدون ؟!
لماذا انطفئ لونك الأحمر ؟!
غابت رائحتك ،واحتفظت سلالتي بلونها الأسود
أعلنت الكلاب الصيام! ، انهارت الهدنة بين القطط والفئران!
أكاد أجن ..”
يستمر الكاتب في تساؤلاته ..مستخدما كاف الخطاب ..
“عنك ..لونك ” لاستحضار صورة المخاطب ..وتعميق الأثر
فقد ابتعد عنها المحبين ..في إشارة إلى ارتفاع ثمنها …
كما انطفأ لونها الأحمر في إشارة لضعف جودتها ..
فنحن في أزمة اقتصادية أخلاقية ..من نتائجها صراع الإنسان من أجل البقاء ، وصراع الحيوانات ، فالكلاب أعلنت الصيام. وانهار السلام بين القطط والفئران ..
صراع الذات والبقاء ..فقد صار الحصول على الطعام هو منتهى آمال الجميع..
ثم ينتقل بنا الكاتب إلى الحديث عن شيء آخر يبدو بعيدًا
من حيث اتساق القصة ، ولكنه هو أصل لكل مشاكلنا في مقدمتها المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ..
يعود للتساؤل عن كيفية اختراقه الحواجز وهو بعين واحدة ..في تلميح وإشارة إلى الدولار ..والعين الواحدة
رمز للهيمنة والسيطرة ودقة النظرة ، لهذا نجد أن العين الواحدة رمز الماسونية ..توجد على الدولار ..
فيقول الكاتب “
“كيف اخترق كل هذه الحواجز بعين واحدة …ووصل إليك؟!
أأراك كما فعل مع غيرك ببريقه الزائف ؟!
فأراد قلب الميزان ؛ليستمتع بانعكاس ظله على أبي الهول ..
ساعيًا لانهيار مأذنته العالية ..
عندها… تصبح رائحتك كريهة لا يطهرها فحم العالم الأسود .”.
بكلمات موجزة ..يلخص الكاتب الوسيلة ..والغرض..والأثر
فالوسيلة التي يستخدمها الدولار ..الإغراء ونلحظ بريقه الزائف ..والغرض -يعكس ظله على أبي الهول -السيطرة على الجنيه ..وانهيار الاقتصاد ، وانهيار الهوية والأخلاق
ثم الأثر “عندها… تصبح رائحتك كريهة لا يطهرها فحم العالم الأسود .”.
عودة لما بدأ..واستمرار الخطاب ..فهنا التنبيه واستشراف المستقبل ..والتحذير ..مستخدمًا عبارات مؤثرة
رائحتك كريهة …لا بطهرها فحم العالم الأسود….
فالأمر هنا تجاوز اللحوم إلى ما هو أعم وأشمل ..فالمعني بعيد ….
قصة تتسم بالإيجاز ،والعمق الفكري والفلسفي..زاوية واحدة
يتسع معها المشهد ليكون هو الخاص والعام ..ويكون هو التاريخ والهوية والقيمة والحياة ..

الانعكاس هنا انعكاس ظل ..فهو يعكس الجانب المظلم ، الإنانية والشر ، الرغبة في هدم الآخر ..والسيطرة عليه
ليعيش في ظله تحت طوعه ..
———–؛؛؛؛؛؛؛———–
**”من حيث اللغة والأساليب والصور “
استخدم الكاتب اللغة السهلة ، الواضحة ،لكنها تحمل عمقًا فكريًا ،تميل إلى الإيحاء وتعدد الدلالات ، لغة سلسلة لكنها غير مباشرة المعنى؛ فهي تهيم في دوائر الإسقاط ، الرمز ، التاريخ ،الماضي والحاضر ، الحوار التخيلي ..
التكثيف والسخرية ..التحذير واستشراف المستقبل ..
استخدم الكاتب الأسلوب الخبري للتقرير والتأكيد.
مثل :- سأكون محظوظًا إذاظفرت بنظرة خاطفة من خلف المريدين ،وأنت معلقة في الأعلى ./ كثيرًا ما تشبعت برائحتك ،ومشاهدة سلالتي تتلون بلونك/”غابت رائحتك ،واحتفظت سلالتي بلونها الأسود “/أعلنت الكلاب الصيام! ، انهارت الهدنة بين القطط والفئران/
ونجد شيوع الأسلوب الإنشائي ..فاعتمد على الاستفهام كثيرًا ..للتنبيه وإثارة الذهن ،وإشراك المتلقى الحالة والرؤية
فنجد:- هل المسافة بيننا كما هي ؟! التعجب والنفي /
لماذا انفض عنك المريدون ؟!
لماذا انطفئ لونك الأحمر ؟!
التحذير والتعجب /
كيف اخترق كل هذه الحواجز بعين واحدة .؟! التعجب ..
أاغراك كما فعل مع غيرك ببريقه الزائف ؟!للتأكيد واللوم ..
ونجد الصور المرئية..الممزوجة بالرمز والإيحاء.والتناص ؛ لتقرب المشهد وتصور جانبيه النفسي والفكري ..
فنجد “سأكون محظوظًا إذاظفرت بنظرة خاطفة من خلف المريدين ،وأنت معلقة في الأعلى .”/”أعلنت الكلاب الصيام! ، انهارت الهدنة بين القطط والفئران ” ./كيف اخترق كل هذه الحواجز بعين واحدة/ فأراد قلب الميزان ؛ليستمتع بانعكاس ظله على أبي الهول ..ساعيًا لانهيار مأذنته العالية ../
تصبح رائحتك كريهة لا يطهرها فحم العالم الأسود ../
صور رائعة مؤثرة ..

فالكاتب هنا يستخدم التفكيكية في النص ، تعدد الدلالة ومنح القارئ دورًا حيويًا ؛لاكتشاف النص وإعمال ذهنه .فهو بذلك يشرك القارئ معه ؛ليعيد المتلقى تفكيك النص مرة أخرى من أجل اكتشافه وتحليله.
ونجد تأثير ما بعد الحداثة ، في الفوضوية ،والتصوير ، توظيف الرموز داخل القصة والتناص ؛لمحاكات المشاهد بصورة غير مباشرة من خلال تلك الرموز المتداخلة في النص ، وبتراكيب مختلفة ،وبتقنية خاصة .
إن هذا الإحياء الانتقائي لمجموعة عشوائية من الرموز والصور والدلالات التي ترتبط به، أحد أهم مظاهر ما بعد الحداثة.عند الكاتب .
كما أنه يجمع بين جمال اللغة ودقتها وعمقها الدلالي وبين فنيات القصة الحداثية ؛ ونهج مابعد الحداثة ..
توظيف الحركة واللون داخل القصة”
نجد الحركة داخل النص ، والدراما التصاعدية ..واستخدام اللون الأحمر ، الأسود ،
———–؛؛؛؛؛؛؛؛؛———–
“نص يحرك الذهن متعدد الدلالات …غير مباشر .
والإبداع تلميح لاتصريح ..”
تحياتي أسامـة نور

التعليقات مغلقة.