زمنُ الحب بقلم / ربيع دهام
ألقيتُ بظهري إلى رأس المقعد، تنهّدتُ،
وأسدلتُ على مقلتيّ ستائر الجفنينِ.
العينُ حيّةٌ، والجفنُ فوق العينِ رفاةْ.
“ما بك؟”، اقتربتْ مني وسألتْ.
قلُت: “أنا متعبٌ…متعبٌ…متعبٌ”.
” من ماذا؟”، استفسرتْ.
وراحتْ الأسبابُ تخرج كما الخفافيش من كهوفها،
وتتراكم في عقلي وتتكوّم.
مثل سحبٍ تلطم خدودَ النورِ، فينزل الحزنُ على صحاري الخدِّ دمعاتْ.
سُدّت مساحات الشمسِ بأجنحة الخفافيش،
حتى أنه لم تعد هناك فسحةٌ زرقاء تمرّ من ثقوبها الحروفُ.
نَزَعتُ الستائر. حدّقتُ بمقلتيها. أنصتتْ هي إليْ.
ثانية… ثانيتان… ثلاث ثوان.
ولم يصلها مني إلا تنهّدات.
تجاذبنا أطراف الحديثِ، وكان الحديثُ منها أسئلةً،
ومني أنا نظرات.
ورحنا نتبادل قصصَ الزمانِ.
وبمُحيّانا نسترجع هاتيك الحكايات.
نظرات ألم وغضب وعتاباتْ.
“إن لم تفهمني من نظرة واحدة، فما، ما قيمة يا حبيببي الكلمات؟”.
“ما بك؟”، وعادت وسألتني.
وعدتُ أنا إلى قلبي، خائباً وحيداً.
دستُ على نبضي. دستُ على النورِ…على الشمس… على المطرِ …
وعلى كل…كل الابتسامات.
ختمتُ قلبي بالشمع الأحمر. أغلقتُ عليه الستائر.
وشددته بحبالٍ وأوتاد.
وكتمتُ. كتمتُ نبضه. كتمتُ حسّه. كتمت صوته. كتمت حتى دمعه.
فصرخ القلب : “لماذا يا صاحبي تأسرني؟ لماذا تسجنني؟
لماذا بالوحدة تقتلني، لماذا تكبّلني كأنني جثةٌ هامدةٌ،
وأعلنت عليّ الوفاة؟”.
فقلتُ للقلبِ: ” لا. لستَ أنت الذي مُتَّ.
بل أنه زمن الحبِّ قد ماتْ”.
التعليقات مغلقة.