موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

زهرة الكاموميل..بقلم.. حسين الجندى

211

زهرة الكاموميل..بقلم.. حسين الجندى

ظلت تتابع صفحته على فيسبوك لكن تجدها موصدة..
يا تُرَى هل هي موصدة في وجهي فقط أم في وجوه الجميع..
دخلتْ من حسابات الأصدقاء المشتركين بينهما، بحثت عنها فلم تجدها تنهدت ارتياحا فعلى الأقل لم يصنع حظرا لها خصيصا..
ساعة..
وساورها القلق من جديد..
أين ذهب؟!
لقد كان يملأ سماء الفيسبوك الأزرق ضجيجا وحيوية ، لم يترك يوما بل ساعة بدون أن يكون له بصمة، متابعوه بالآلاف، كثيرا ما شعرت بالغيرة منهم خاصة النساء..
تمنَّت أن يكون لها وحدها حاولت الوصول إليه فلم تفلح، لم تكن تمتلك رقمه الهاتفي أو أي حسابات له على وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى، لم تملك سوى الانتظار والذي كان عليها أشق من صعود جبل أو معاناة لهيب الشمس في صحراء مقفرة..
لم تكن تعرفه شخصيا، لم تقابله يوما، لم تحدثه حتى صوتيا، فقط صورته الشخصية تحتضنها في منامها، صنعت منها كائنا من لحم ودم..
تناديها..
تخاطبها..
تبتسم إليها..
تعاتبها..
تاخذ رأيها في شؤون حياتها.. تخاصمها أحيانا..
تتدلَّل إليها أحيانا أخرى..
رفضت من أجله العرسان طوال خمس سنوات عرفته فيها، أغلقت قلبها عليه؛هو فارس أحلامها، وهبته فيها نفسها، عاملته برقة الورد، وأطاعته في چل ما كتب، عارضت بعضها في نفسها، همَّت بإظهار تلك المعارضة لكنها ترددت وفي الأخير لم تستطع..
هي لم تكن شخصية على الهامش؛فهي في واقعها ناجحة للغاية، حاصلة على أرقى الشهادات والدبلومات نالت الماجستير وتحضر للدكتوراة، محيطها الاجتماعي كبير، يلتف حولها الكثيرون ذكورا وإناثا، قبل أن تعرفه كانت تراهم أما بعد أن عرفته لم ترَ غيره..

هو لم يكن يعرفها فهي في الأصل طلبت صداقته باسم مستعار سمَّت نفسها:
(زهرة الكاموميل)
أعجبه فيها بجانب اسمها تعليقاتها المتزنة وآراءها التي تنم عن شخصية مثقفة موسوعية، لم يحاول يوما التواصل معها، كانت بالنسبة إليه مجرد رقم..

وصل الأمر بها أن تنازلت عن كبريائها وسألت عنه من تعرفه ومن لا تعرفه وكأنها تَتَسَوَّل أي معلومه عنه، لم يهمها ظنهم فيها بل لم تهتم بهم مطلقا..
لم تصل إلى شيء، أصيبت باكتئاب حاد، صار بالنسبة إليها كمرض عضال أو إدمان، ولم تجد له ترياقا أو جرعة انسحابية، لم يتبقَ إلا أن تنزل إعلانا في التلفاز أو في جميع وسائل الميديا للبحث عنه، أو حتى تستأجر سيارة بميكروفون تجوب شوارع العاصمة تنادي عليه :
(نداء الى السيد…..
صاحب صفحة……
صديقتك (زهرة الكاموميل) تناشدك أن تعود وتخبرك بأن الفضاء الأزرق بدونك مظلم كئيب وإذا لم تفعل فسوف تُحمِّلك نتيجة ما سيحدث لها…

مر شهران..
اقترب موعد معرض الكتاب وأخذت دور النشر تعلن عن كتبها ومؤلفيها وكانت المفاجأة الكبرى لقد وجدت صورته واسمه في دار نشر تعلن عن أحدث رواياته المشاركة في هذه الدورة ..
دبَّ النشاط فيها واستعادت حيويتها وأقبلتْ على الطعام بنهم واعتدل مزاجها؛ ولِمَ
لا، فسوف تقابله حتما في معرض الكتاب في حفل التوقيع والذي لم يتبق على موعده سوى شهر واحد، ستحسب فيه الأيام يوما يوما بالعد التنازلي، أرادت أن تكون يومها في أبهى حُلَّة وأجمل طلَّة، فاهتمت للغاية بنفسها تزينت له كما تتزين العروس لعريسها يوم الزفاف..

اليوم:
حفل توقيع رواية……
للأديب……
جلست في الصف الأمامي، في منتصفه تماما، تعمَّدت أن تكون في مواجهته، عيناها تقابل عينيه، لَكَمْ تمنَّت أن تكون بجواره..

توافد الضيوف وأخذوا مقاعدهم وكان معظمهم من رواد صفحته،لم يتطلَّب الأمر مشقة كبيرة في معرفة من هي؛فلقد ارتدت يومها سُتْرة عليها رسمة زهرة الكاموميل الشهيرة، لقد أحست أنها كنجمة مشهورة، لم يهمها أي منهم هو فقط من أرادت..

أعلن المذيع عن حضور ضيوف المنصة..
صاحب دار النشر وناقد أدبي شهير ومقدم حفل التوقيع والأديب صاحب الرواية المُحْتَفَى بها..

جلسوا جميعا على مقاعدهم وقلبها يخفق، لم تُنْزِل عينيها عنه، لقد حسدتهما لأنهما ينظران إليه..
أخذت تشير إلى سترتها وبالتحديد إلى رسمة زهرة الكاموميل وكأنها تقول له:
أنا هي أنا هي..
زهره الكاموميل الذي تعجبك آراؤها وتفكيرها وتعليقاتها..

لكنه لم ينظر إليها!

حان وقت كلمته..
بعد المقدمة الاعتيادية قام بإهداء روايته قائلا:
إلى صاحبة إلهامي ومليكة قلبي وربانة سفينة عقلي ونجمة السماء التي استطعت الحصول عليها، إلى من كانت تدعمني بلا حرف وتدفعني قدما بلا غرض وتؤمن بكل ما أكتب، إلى من أراها أمامي في كل صفحة أكتبها تبتسم إليَّ، ترسل قبلاتها على أوراقي فيفيض أريجها الذكي ليملأ حياتي..
إلى أحب إنسانة إلى قلبي،
إلى زهرة…

بمجرد وصوله إلى تلك الكلمة وصلت دقات قلبها إلى ذروتها..
فأكمل:
إلى زهرة حياتي و شريكة عمري ورفيقة دربي ووووو..

لم تستطع أن تكمل؛ شعرت بعدها بصفير حاد في أذنيها..
تركت القاعة والفضاء الأزرق..

بعد عام..
صارت أما لطفل جميل أسمته على اسمه.

حسين الجندي

التعليقات مغلقة.