الله الباقي … شعر : يحـيـى الـهـلال
لِلـموتِ كـأسٌ لِلخـلائقِ سـاقي
مـا أخطأتْ أحـدًا، وما من راقي
حُـكمُ الـفـناءِ على الخليقةِ مُبرمٌ
حَـكـمَ الـقضاءُ، وما لـهُ مِن واقي
صـفـةُ الـبقـاءِ لِربّـنـا بجـلالـهِ
فـي ذاتـهِ، بـاقٍ على الإطـلاقِ
وبـقـاؤهُ مُـتوجّـبٌ أزلًا كـذا
أبـدًا، ومـوجـودٌ، فـذاكَ الـباقـي
هـو أوّلٌ، هـو آخِـرٌ بـوجـودهِ
بـاقٍ بـلا عـدَمٍ، ولا إرهـاقِ
حـيٌّ، وقـيّـومٌ، ولـيسَ يـؤودهُ
حـفـظٌ، ورزقٌ؛ بـاسـطُ الأرزاقِ
ويُمـيتُ، أو يُحـيي؛ فـذلكَ شـأنـهُ
والـكـونُ صـنعةُ ربِّـنـا الخـلّاقِ
فانظـرْ إلى الأفـلاكِ تحتَ سمـائها
تـجـري بـلا خـلَلٍ، ولا إزلاقِ
تبقـى إلى مـا شـاءَ بـانيـها، وإن
أفـنى، فـتمَّ الـفـعلُ باستحـقـاقِ
كـلّ الخـلائقِ تسـتمـدُّ بـقـاءهـا
في الأرضِ، والسّـمَواتِ، والآفـاقِ
في الـبَدءِ، والإمـدادِ والتّقديرِ مِن
ربٍّ عـظـيمِ الـقَـدرِ، والإشـفـاقِ
لا يقـبلُ الـباقـي الـفنـاءَ فلا تـقُـلْ
إلّا: هـو الـبـاقي، بـغـيرِ شِـقـاقِ
والكـلُّ يفـنى، فالخـلائقُ حـادثٌ
واللّـهُ نـورٌ دائــمُ الإشـراقِ
وبـقـيّـةُ الـرّحـمـنِ أجـدرُ بالفـتى
تُـنجـي مـنَ الـنّـيرانِ بالإعـتـاقِ
والـباقـياتُ الـصّالحاتُ وسـيلـةٌ
لِـرضـا الإلـهِ؛ بِـأنجـعِ الـتّريـاقِ
أَخـلِـصْ بحـبّـكَ للإلـهِ مُعـظّـمًا
وَصـلُ الحـبيبِ سعـادةُ العُشّـاقِ
تجِـدِ الكرامـةَ، والـمـعزّةَ طـاقةً
ذهـبتْ بكـلِّ الخـوفِ، والإخـفاقِ
أسـمـاؤهُ، وصـفـاتـهُ، تـاجُ الـعُـلا
تجـلو الـهـمـومَ، وقـمّـةُ الإيـنـاقِ
أزكى الصّلاةِ على الحبيبِ محمّدٍ
هـو رحـمـةٌ، ومحـجّـةُ الأخـلاقِ
التعليقات مغلقة.