وُرُودُ الْعِشْقِ . شعر. أبو مازن عبد الكافي فاروق
ذَاتَ يَومٍ كُنتُ غَضًّا
في هَواهُ الْكُلُّ هَامَا
لَمْ أكُنْ بِالْغِرِّ صَبًّا
إِذْ رَأَوْا فِيَّ الْمَرَامَا
عَنْ رِيَاضِ الْعِشْقِ أَزْوِي
مَالَ غُصْنُ الْقَلْبِ صَامَا
في وُرُودِ الْعِشقِ شَوْكٌ
فَاحذَرِي ذَاكَ الْمَقَامَا
وَاخْلَعِي ثَوْبَ التَّعَامِي
وَانْشُدِي مِنْهُ السَّلَامَا
لَا تَقُولي : هئتُ يَوْمًا
أَلْقِمِي النَّفْسَ اللجَامَا
لُجَّةُ الْعُشَّاقِ سِحرٌ
فَانْزَعِي عَنهُ اللثَامَا
ثَبِّتِي سَاقَ التَّأَنِّي
وَارمُقِي ذَاكَ الظَّلامَا
يَا فَتَاةَ الرَّوْضِ عُودِي
وَلْتِعِي مِنِّي الْكَلَامَا
غِيضَ مَائي يَا فَتَاتي
لَا تَخَافي .. لَا مَلَامَا
لَمْ أَعُد أَبْدُو فَتِيًّا
يشتهي مِنْك الْغَرَامَا
بَلْ حَكِيمًا عَلَّمَتْهُ
دُربَةُ الأيامِ .. قَامَا
حِسْبَةً لِلَّهِ يُسْدِي
نُصْحَهُ يَرجُو الْتِئَامَا
في جِرَاحٍ .. من صُدُوعٍ
شَرعَنَتْ فِينَا الْحَرَامَا
ذِي فَتَاةُ النُّورِ تَحيَا
بِالتُّقَى تَرجُو انْسِجَامَا
لَا تُبَالي بِاللَّيَالي
بِالرِّضَا حَازَتْ وِسَامَا
بَينَمَا الْأُخْرَى تَرَدَّتْ
في “مَوَاخِيرِ” النَّدَامَى
خَابَ عَبْدٌ قَدْ تَدَسَّى
ضَاعَ يَأسًا وَانْهِزَامَا
يَا إِلَـهَ الْكـَوْنِ عَفْوًا
رَبَّنَا وَاشْفِ السِّقَامَا
فَازَ عبدٌ قَد تَزَكَّى
_ مُؤْمِنٌ _ ثُمَّ اسْتَقَامَا
في طَرِيقِ الْحَقِّ يَمْضِي
قَوَّمَ النَّفْسَ الْتِزَامـَا
رَبَّنَا هَبْنَا رَشَادًا
بِالْهُدَى .. نَحيَا كِرَامَا
أبومازن عبدالكافي .
3 من ذي القعدة لعام 1444هجري.
الموافق 23/5/2023m
التعليقات مغلقة.