مرآة الحقيقة قصة قصيرة بقلم / فوزية المهري
كان أحد تُجَّار الطِّيب طمَّاعا وغشَّاشا يكذب على زبائنه، بحيث يبيعهم العطور بأضعاف قيمتها الحقيقيَّة. كان يدَّعي أنَّها قيِّمة وذات جودة عاليَّة وبأنَّه حصل عليها من خارج البلد. دخل عليه يوما بائع مرايا، فظنَّ التَّاجر أنَّه يريد بيعه إحدى مراياه. همَّ بطرده من المتجر، لكنَّ بائع المرايا استوقفه ومدَّ له مرآةً جميلة الصُّنع مؤكِّدا على أنَّها هديَّة منه. اشترط عليه فقط أن لا ينام، قبل أن ينظر فيها حتى يكتشف أسرارا خفيَّة وحقائق جليَّة ستفيده كثيرا في حياته.
في اللَّيلة الأولى، وبفضول قويٍّ، حمل التَّاجر المرآة بين يديه وأخذ ينظر فيها باستغراب. لم تعكس تقاسيم وجهه ولا شكله المادِّي الملحوظ، بل عكست حقيقة سلوكه الفاسد..وأظهرت له ما يخفيه عن نفسه، ثمَّ عن النَّاس.
” الطَّمع والجشع يعمي القلوب، يفسد النّفوس ويسحب البركة “.
التعليقات مغلقة.