واحة السعادة ..بقلم..هدى منصور
عندما يدعوك رئيسك لزيارته، تبدأ تتهيأ أولا قبل تلبية ندائه، فترتدي أبهى الثياب، وتتطيب بأجمل العطور، وتنتقي أعذب الكلمات وأرقى الحروف، لتناسب هذا الحدث الجليل
فما بالك إن دعاك أعظم الملوك- ولله المثل الأعلى- لمقابلته، فهو يحب أن تتقرب إليه، فيناديك كل يوم خمس مرات، فهل ستلبي النداء؟!!!
دعوني اصطحبكم معي إلى رحلتي الممتعة، فهي رحلة إيمانية يومية، لا تحتاج فيها إلى جهد أو مال.
هي رحلة يعرج قلبي فيها إلى ربي… هي لحظات لكنها تعيد إلى روحي، وتنسيني كل همومي، فهيا بنا نستمتع سويا بهذه الرحلة الشيقة.
لابد قبل أن ننطلق نتعرف على بعض النقاط، متى تبدأ رحلتنا؟ ومن أين تبدأ؟ وإلى أين تنتهي؟
فهي مواقيتها كل يوم خمس مرات… “الفجر- الظهر – العصر – المغرب – العشاء ” .
، تبدأ هذه الرحلة بالآذان وتنتهي بالصلاة.
هيا بنا الآن نسافر لأجمل رحلة، اربط حزام الأمان، وتوكل على الله، افرغ حقائبك من الهموم والأحزان، لتملأها رضا وسعادة.
نبدأ بالآذان، وهو نداء الله لك كل يوم، وقبل أن تلبي استشعر كلمات الآذان بقلبك قبل أذنك، وردد معي :
” اللهُ أكبر اللهُ أكبر “
نَعم الله أكبر من كل شيئ، الله أكبر من أزواجنا وأولادنا، الله أكبر من أعمالنا، الله أكبر من أموالنا، الله أكبر من نومنا، الله أكبر من مشاغل الدنيا كلها.
” أشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا الله “
نَعم ربي أشهد ألا معبود سواك، وحدك لا شريك لك، لم تتخذ صاحبة ولا ولدا، لك ملك السموات والأرض.
” أشهدُ أنَّ محمدًا رسولُ الله “
نَعم أشهد أنك رسولي ومعلمي وقدوتي وشفيعي ، فداك أبي وأمي وروحي يا حبيب الله.
” حيَّ على الصَّلاة “
نَعم سألبي نداك يا الله، وأسرع إلى صلاتي، لأجد راحتي وأنعم بسعادتي.
” حيَّ على الفلاح “
نَعم فلا فلاح لي في حياتي، إلا بعد أداء صلاتي
فالصلاة هي سر فلاحي ونجاحي.
” الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله “
عندما تذوقت معاني الآذان ورددته بقلبي، فقمت ألبي النداء، وتوضأت لأغسل جوارحي وذنوبي.
قال رسول الله ﷺ: إذا توضأ العبد المسلم، أو المؤمن فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء، أو مع آخر قطر الماء، فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كان بطشتها يداه مع الماء، أو مع آخر قطر الماء، فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء أو مع آخر قطر الماء حتى يخرج نقيا من الذنوب، رواه مسلم.
وبذلك أكون هيأت نفسي قبل أن أصل إلى آخر رحلتي “الصلاة” ، وبداية سعادتي.
وصلنا إلى الصلاة التي قال فيها رسول الله ﷺ “أرحنا بها يا بلال”… نعم هي واحتي التي أستريح فيها من هموم الحياة، فعندما أركع وأسجد، أشعر بأن الهموم والأوجاع تتناثر من فوق كتفي، فأعود بروح جديدة، روحا نقية لا تلوثها شوائب الدنيا.
أقبل على الله بقلبك وكل جوارحك
أتمنى لي ولكم رحلة ممتعة مع الصلاة
هدى منصور
التعليقات مغلقة.