أحَدَ عَشَرَ كوكبًا.. والشمسُ والقمرُ…للشاعر عبد اللطيف غسري
إليكَ فؤادي هنا أكْتبُ
خطابًا عِباراتُهُ خُلَّبُ
عليكَ سلامٌ بدِيباجةٍ
لأجْلِكَ تُتْلى فتُسْتعْذبُ
وبعْدُ فإنَّ مَقامَ الكلامِ
أجَلُّ بأكْنافِهِ أرْحبُ
حياتُكَ فجْرٌ قريبٌ يَشِفُّ
ضياءً إذا راعَهُ غيْهَبُ
فَضاءُ شُعورٍ وأجْرامُهُ
كواكبُ في وصْفِها أُسْهِبُ
مُقيمٌ برُؤياهُ أوْ نازِحٌ
خصيبٌ برَيَّاهُ أوْ مُجْدِبُ
رأيْتُكَ في قلَقِ الأقْحوانِ
إذا الريحُ في عِطْفِهِ تلْعَبُ
إذا يَسْتخِفُّ الثيابَ النسيمُ
يَنوءُ بأحْمالِهِ المِشْجَبُ
رأيْتُك في ضَجَرِ العنْدليبِ
إذا لمْ يَصِلْ بوْحُهُ المُطْرِبُ
مِزاجُ السواقي مَلُولٌ ولوْ
بها باتَ قطْرُ الندى يُسْكَبُ
وقفْتَ على أملٍ كالبياض
قذالُ المساءِ بهِ أشْهَبُ
كأنَّكَ تُدْركُ أنَّ الزمانَ
عَجُولٌ وأيَّامُهُ قُلَّبُ
أيرْتادُكَ الحَرَجُ المُسْتميتُ؟
خَيارُكَ طُولَ المدى أصْوَبُ
ستخْتارُ مَتنَ الرُّبى كُلَّما
تلَقَّاكَ مُنْحَدَرٌ مُرْعِبُ
وما ذلكَ الندمُ المُسْتحِيلُ؟
بهِ نسَقُ العيْشِ يُسْتصْعَبُ
كسيرٌ زجاجُ الحنايا بهِ
وَكَسْرُ الجوانِحِ لا يُشْعَبُ
أمنْ رغْبَةٍ يَمْتطيها الأسى؟
مَعِينُ الغواياتِ لا ينْضُبُ
تعَلَّمْتَ كيْفَ يُصانُ الحياءُ
فلا تأْسَ مِمَّا بهِ ترْغَبُ
تَجودُ بعَطْفٍ إذا موْقِفٌ
أساءَ لشَاةٍ بهِ ثعْلبُ
كذلكَ مَوْردُكَ المجْتبى
كذلكَ محْتِدُكَ الطَّيِّبُ
إلى الشَّكِّ تذهَبُ منْ فِطْنةٍ
ولِلَّيْثِ في حِذْرِهِ مذهَبُ
فإنْ داعَبَتْكَ رياحُ اليقينِ
هَشَشْتَ وأنتَ بها مُعْجَبُ
وللحزْنِ منْ سَقطاتِ الخريفِ
مدارٌ إليكَ بهِ يُنْسَبُ
بهِ تُسْتطابُ القوافي وفيهِ
تطيبُ الأعاريضُ والأضْرُبُ
وما العيْشُ إنْ لمْ يكنْ نَشْوةً
كزوْبَعةٍٍ في غَدٍ تضْرِبُ
تثورُ فلا النقْعُ فيها يُثارُ
بحالٍ ولا الوقْعُ يُسْتغْرَبُ
تهُبُّ فتسْفِرُ عنْ غِبْطةٍ
يَخِفُّ لها بَعْضُكَ المُتْعَبُ
تقَصَّيْتَها مذ صَحِبْتَ الفصولَ
يُقِلُّكَ في درْبِها مَوْكِبُ
كواكبُ – أحْصَيْتُها – عشْرةٌ
يسيرُ بأعْقابها كوْكَبُ
وهذا الجوى قمرٌ شاخِبٌ
يُشَامُ بعِشْقٍ إذا يُطْلَبُ
وشمْسُ الهوى فوقَ أكْتافِهِ
يَميلُ بها ظهْرُهُ الأحْدَبُ
يُدافعُها كِشْحُهُ واليَدَانِ
ويدْفَعُها الرُّسْغُ والمَنْكِبُ
فهلْ أنتَ كوْنٌ منَ الهفْهفاتِ
بإغْراءِ حِسِّكَ يُسْتقْطَبُ؟
قدِ اسْتغْلقَ الأمرُ فيهِ عليَّ
وعندَكَ مِفتاحُهُ الأنْسَبُ
فقلْ لي بأيِّ المآقي أراكَ
لعلِّي إذا قلْتَ أسْتوْعِبُ
عليكَ سلامٌ بقيثارةٍ
سيَسْقيكَ منْ شدْوها صَيِّبُ
آيت اورير – المغرب
21/11/2014
التعليقات مغلقة.