حلقات مسلسلة : يوميات ناظر المحطة(3) … بقلم محمد كمال سالم
ما شاء الله، تحويل للتحقيق واستدعاء من النيابة في يوم واحد؛ لطفك يارب. أنا جاي معاك يا ريس.
خليك في شغلك يا سيد يا طويل ، وخلي محروس مايسبش المكتب، ولو اتأخرت، بلغهم في البيت أنا فين لاجل لا يقلقوا، ياللا بينا يا حضرة الأمين. بين الموقف وقسم شرطة الوايلي، مسافة اثنين كيلو متر تقريبا عكس اتجاه سير السيارات في شارع الجيش، أي لابد من اجتيازها سيرا على الأقدام، وهي مسافة ليست بالهينة على محمد عيسى، كان يتمتع ببعض البدانة وامتلاء في الفخذين مما يصعب عليه الحركة وكان يعاني من ضيق في التنفس، ولديه مشاكل طبية بالقلب والشرايين. يمران على الزاويةالمسجد الصغيرعند مخزن الترام، فإذا بالشيخ فداء على الباب يستعد لأذان العصر: على فين يا شيخ عيسى؟ موديه فين يا حضرة الأمين الشيخ بريييئ ههههه.
الأمين: خليك في حالك ياشيخ.
محمد عيسى: خليك في حالك ليرحلوك ههههه
ما حدا يجدر يرحلني؛ هذي بلادي وهذه، وذاك أزهري. (الشيخ فداء من الأصدقاء المقربين للريس محمد عيسى وهو رجل من أصل فلسطيني تعلم في مصر بالأزهر الشريف.) وفي تلك الأثناءفي بيت الريس محمد عيسى_
معلهش يا بنتي يا فاطمة، لما أبوكي ييجي نشوف موضوع الفلوس ده أكيد نسي. لأ يا ماما بابا عمره ما نسي طلباتنا خاصة مصاريف الدراسة، وسؤاله عن حمدي معناه أنه شاكك إنه أخدهم.
_أخوكي حياخد عشرة جنيه بحالها يعمل بيها إيه وهو صغير لسة في تانية دبلوم تجارة؟
خافت وفاء أختها الصغيرة، أن تقول لهما إنها سمعته يتكلم مع أحد أصدقائه، إنه لابد وأن يتصرف بأية طريقة، في تدبير مبلغ السفر إلى الأسكندرية وحضور التصوير، أخشى أن يحصل مكروه لأبي بسبب حب حمدي للسينما وتعلقه بحلم أن يكون نجما ممثلا.
تعب الحاج محمد عيسى، وراح يلهث بشدة، خاصة أن مكتب وكيل النيابة في الدور الثاني للقسم.
كان السائق الأسطى جلال، يجلس القرفصاء مقيدا في يد أحد الجنود أمام مكتب المحقق، أشاح بوجهه بعيدا لما رأى محمد عيسى الذي سأله بصوت مجهد: عملت إيه؟
الله يسامحك لو كنت سيبتني أروح ماكنش حصل اللي حصل. طلعت أنا المجرم يعني، ثم وجه كلامه لأمين الشرطة الذي أتى به:
ها يابني بلغ سيادته إني موجود.
الباشا مش موجود يعني إيه مش موجود، أومال جبتني ليه؟
جلال: الباشا راح مستشفى الدمرداش ياخد أقوال الشاب المصاب.
_خلاص أروح أنا بقى.
الأمين: تروح فين يا حاج ههههههه أما عجيبة، هو علشان بنكلمك بالحسنى علشان سنك الكبير، اقعد على جنب هنا على ما الباشا ييجي ولا أحط الكلبش في إيدك.
يتبع…
التعليقات مغلقة.