حوارٌ مع العقل..للشاعر عبد اللطيف غسري
في ليلِ ملْحَمةٍ أهَلَّ فطالا
ألْقيْتُ من تعَبِ الأنا أحْمالا
.
ووضَعْتُ رأسِي فوقَ نمْرُقتي التي
طرَّزْتُها كقصيدتي مِنْوالا
.
لمَّا غفوتُ رأيْتُني مُتسَلِّقًا
كَتِفَيَّ أسْتسْقي الرؤى شلاَّلا
.
ورَقَيْتُ سُلَّمَ لحْظةٍ طَيْفِيَّةٍ
نحوَ انْبجاسٍ فوقَ رأسِيَ مالا
.
بابٌ منَ الأنغامِ تطْرُقُ مسْمَعي
خدُّ السحابِ بنورها يتلالا
.
ففتحتُهُ فإذا حوارٌ دائرٌ
أصْغِي فيُوغِلُ في دمي إيغالا
.
اَلذاتُ: تشْغَلُ في الجوارِ مساحةً
يا عقلُ نرْكُضُ صوْبَها أميالا
.
فارْفُقْ إذا أرنو إليكَ تَشَوُّفاً
أو عِندَما أدنو إليكَ سُؤالا
.
ما وجْهُكَ النَّمَطِيُّ؟ تجْريدٌ هَمَى
كالطلِّ منْ دِيَمِ الوجودِ وسالا؟
.
أمْ طَفْرةٌ مَرْئيَّةٌ مسموعةٌ
لا تستطيعُ عنِ المجالِ فِصالا؟
.
العقلُ: جوْهرُ نَسْمَةٍ هوَ أصْلُها
يبْقى إذا بَعُدَ الكيانُ وزالا
.
أنا منْطقُ الأشياءِ في إطْلاقِها
وبدونِ قنديلي تشِطُّ ضَلالا
.
فاسْتفْسِري عنْ عِهْنِ ذاكرةٍ إذا
فصَّلْتُ منهُ لجِذعِها سِرْبالا
.
أوْ نهْرِ عاطفةٍ إذا أجْرَيْتُهُ
فانْسابَ في عطشِ القلوبِ نوالا
.
أوْ أرْخبيلٍ للذكاءِ جمَعْتُهُ
في الأفْقِ أضْحى كوكبًا جوَّالا
.
البحرُ بي شَخْصِيَّةٌ أفُقِيَّةٌ
يَغدو أجاجُ الماءِ فيهِ زُلالا
.
والصخرُ منْ عَبَقي لسانٌ مزْهِرٌ
بالأقحوانِ إذا يَشِبُّ جدالا
.
اَلذاتُ: أحْيانًا تسِحُّ غَرَابةً
يا عقلُ حينَ تخاطِبُ الأطلالا
.
في شهْقتي البيضاءِ مسألةٌ طوَتْ
شكلَ التساؤلِ فاسْتوى إشكالا
.
ما بالُ صوتِكَ في الزوايا يرْتدي
كفَنَ الخفوتِ فلا يُحِيرُ مَقالا؟
.
العقلُ: غيمُ السحْرِ حَيٌّ وَدْقُهُ
يأبى على الأحجارِ أن يَنثالا
.
منْ هشَّ لي كنتُ الغِياثَ لحَقْلِهِ
ومَنِ اسْتخَفَّ.. عليهِ كنتُ وبالا
.
اَلذاتُ: تنتبذ التحولَ موئلاً
أرَضيتَ بالزمنِ الحثيثِ مآلا؟
.
أطبيعةُ الحِرْباءِ شيءٌ ثابتٌ
أم قد تَخوضُ مع الزمانِ قِتالا؟
.
العقلُ: تاريخُ الوجودِ مِثالُهُ
بدْرٌ بَدا بعدَ المحاقِ هلالا
.
خَزَّنْتُ في بَهْوِ السِّنونِ جواهِري
أكْوامَ تِبْرٍ ثاقِبٍ وتلالا
.
ما خفَّ وزْنًا منْ خزائنِ ثوْرَتي
وغلا بقيمتِهِ وعَزَّ مِثالا
.
وَزْنُ الحقيقةِ واحدٌ، في الكيْلِ لم
يَنْقُصْ لدَيَّ ولمْ يَزِدْ مِثقالا
.
آيت اورير – المغرب
.
19/11/2014
التعليقات مغلقة.