موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

حلقات مسلسلة : يوميات ناظر المحطة (6) بقلم / محمد كمال سالم

104

حلقات مسلسلة : يوميات ناظر المحطة (6) بقلم / محمد كمال سالم

ولما قلتله أنا أول مرة أشوفه؛ قاللي حاجة خطيرة جدا لقيوها في الشنطة الدبلوماسية اللي كانت وياه هو والبنت. . ألجمت هذه الجملة الأخيرة حضرة الناظر محمد عيسى، جلس القرفصاء، وضع رأسه بين راحتيه، شعر فجأة وكأنه في كابوس يجثم فوق صدره، يريد أن يسأله، ماذا وجدوا في الشنطة، يريد أن يتكلم ولكنه غير قادر على النطق، راح بذهنه وفكره بعيدا في دروب مرتبكة من المخاوف، إلى أين ستودي به هذه القصة ، وإلى أي مدى ومتى تنتهي، يرى خيوطها تتشابك وتتعقد وهو ليس له أي ذنب أو دخل فيما حدث، ألهذه الدرجة يمكن أن يجد الإنسان نفسه فجأة على حافة هاوية سحيقة، وماذا يستطيع أن يفعله الإنسان في هذا الزمان ليَسلِّم؛ غير أن يتقي الله وأن يكون خادما لمجتمعه بإخلاص وللناس؟! . مرَّت هذه الليلة ثقيلة على سيدة وابنتيها، لم تنم بل قل لم يغمض لها جفن وقد أمضت معظم الليل في شرفة غرفتها، تتعلق عيناها بأبعد نقطة في الشارع، لعلها تلمح ولدها عائدا ؛ فصدفة عجيبة مؤلمة أن يجتمع عليها غياب ابنها وزوجها في ليلة واحدة. حرص محروس افندي أن يتواجد باكرا في الميدان؛ فاليوم”ستة أكتوبر”يوم العرضوسيكون هناك ارتباك شديد في المرور، فقد وقعت عليه كل المسئولية الآن منفردا، وأصبح أكثر انشغالا، يفقد شغفه المعتاد في مراقبة الناس خاصة الفتيات في زيهن المدرسي الرقيق، يكاد يعرفهن واحدة واحدة، يعرف فيهن الرقيقة الهادئة التي لا تتسكع في طريقها، يعرف أيضا الشقية منهن والمتطلعة والتي تشاغل الشباب، واللطيف أنه مع الوقت، تعرف على الكثير منهم قد ارتبطوا وتزوجوا وما زالوا يمرون عليه، يتواصلون معه بالود ويتبادلون الذكريات ؛فقد كان محروس يتمتع بخفة الظل والتودد، ووسامة يكاد يودعها إلى الشيخوخة على استحياء، يكاد الذي لا يعرفه يرتابه، ثم لا يلبث أن يحبه كثيرا. . يمر عليه الأسطى”سيد الطويل”: خد بالك يا عم محروس، أنا أخدت إجازة وسيبت الأتوبيس للأسطى”نجم جيزة”علشان اروح أنا القسم ألحقهم قبل ما يرحلوا الريس محمد عيسى وجلال، والأستاذ عبد الله حيعدي على البنات من تحت البيت يشوفهم لو كانوا عايزين حاجة، وآدي الشيخ”فداء” وصل اهوه ومعاه المحامي، حاخدهم وامشي، السلام عليكم. ربنا معاكم يا عرب، ثم بصوت عال: ما ترجعش من غير الريس ياا سيد.
.
وفي تلك الأثناء، كان الأستاذ عبد الله يمر على أولاد صديقه محمد عيسى ليطمئن عليهم ويقضي حاجاتهم، تحاول الأم سيدة أن ترجوه أن يصحبها لقسم الشرطة حيث”أبو حمدي”؛ لكنه طمأنها أن هناك من يرعاه وذهب إليه، وأنها لن ينالها إلا النصَبَ والوقوف في الشارع كما حدث له هو أمس ؛ فاقتنعت ولكنها رجته أن يذهب إلى الشارع الذي خلفهم حيث زميل”حمدي”ابنها المقرب منه وأن يسأله عن أخبار”حمدي” وأين هو لو كان يعرف، ووصفت له العنوان.
.
عربة الترحيلات تنتظر أمام القسم.
.
سيد الطويل وفداء والمحامي، مرابطون أمام مكتب المباحث للظابط أشرف ليفي بوعده، وبعد طول انتظار:
هاه، عملتوا المذكرة؟ تمام يا باشا موجودة اتفضل.
التليفزيون ينقل فاعليات العرض العسكري. طيب سيبوها وروحوا وتعالوا بعد أربع أيام.
سيد الطويل: أربع أيام إيه حضرة الظابط أشرف!
حضرتك قلتلي حتخرجه أول ما نجيب المذكرة بتاعة الكفالة؟
إنت اللي مش فاهم، فيه حبس احتياطي أربع أيام لازم يتنفذ، كلامي كان معناه اننا أخدنا وعد من جناب وكيل النيابة إن الحبس مش حيتجدد. (هرج ومرج في التليفزيون، صوت طلقات نارية عند المنصة ، يتبعها صراخ واستغاثات، رجال مسلحون أمام المنصة، الكاميرا تهتز، تهتز بشدة، ينقطع الإرسال) ساد صمت مذهل للحظات، سكون تام وكأن الناس في سبات الموت، الظابط أشرف يهرول، يخرج من مكتبه يصيح : قتلوا الراجل، قتلوا الراجل!!

يتبع..

التعليقات مغلقة.