موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

دون / بدون بقلم .. مدحت رحال

160

دون / بدون بقلم .. مدحت رحال

نشر صديق قصيدة ذكر فيها كلمة ( بدون ) مرتين في بيت واحد .
علقت عليها وأشرت في تعليقي أن (الباء ) لا تدخل على ( دون ) ولا يجوز أن نقول ( بدون )
رد الصديق على ملاحظتي بأنه يصح لغويا أن نقول ( بدون ) ،
واستشهد بحديث يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نصه :
( لا يستنجي أحدكم بدون ثلاثة أحجار )
فقد جاء في الحديث ( بدون ) .
.
سأتحدث عن : دون و بدون ،
ثم أعود إلى الحديث المنسوب إلى الرسول عليه الصلاة والسلام .
.
بالرجوع إلى بعض المصادر المتاحة وجدت الآتي :
_ قول :
لا تدخل الباء على دون :
(ألباء ) للاستعانة ، و ( دون ) للاستغناء أو الاستثناء
ولا يجوز جمع النقيضين في كلمة واحدة .
الصحيح أن نقول : دون أو من دون
_ قول :
إذا كانت ( دون ) بمعنى الخلو والتجرد لا يجوز دخول الباء عليها.
مثل : كان ضرار بن الازور يقاتل دون درع .
_ قول :
إذا كانت ( دون ) بمعنى ( أقل ) يجوز دخول الباء عليها
كما في الحديث الذي استشهد به صاحب المنشور :
لا يستنجي أحدكم بدون ثلاثة احجار
يعني بأقل من ثلاثة احجار
.
ولأجل البت في الأمر بشكل قاطع ،
فقد عدت إلى الدكتورة / وجيهة السطل ،
بروفيسورة اللغة العربية وعلومها دون منازع .
قالت وفي قولها الخبر اليقين :
لا يجوز دخول الباء على دون بالمطلق ،
لأن الباء للاستعانة ، و دون للاستغناء ، وهما نقيضان لا يجتمعان في كلمة واحدة .
وبهذا فقد حسمت النقاش .
.
أعود إلى المحتجين بالحديث :
( لا يستنجي أحدكم بدون ثلاثة أحجار ) .
عندما وضع علماء اللغة قواعد اللغة كان مرجعهم في ذلك :
١ _ القرآن الكريم في الدرجة الأولى
٢ _ الشعر الجاهلي والإسلامي إلى مرحلة معينة كان فيها الشعر صافيا نقيا على لسان قائليه لم يدخله عجمة أو لحن .
٣ _ ما صح من فصيح اللغة على لسان العرب

_ لم تأت ( دون ) في القرآن الكريم مقترنة بالباء مطلقا ،
ولكنا أتت منفردة أو مقترنة ب ( من )
_ لم أسمع ولم أقرأ مرة واحدة أنهم استشهدوا بالأحاديث الشريفة مهما كانت درجتها من الصحة .
والسبب أنه قد تم تدوين الأحاديث في وقت متأخر .
وتم تناقل الحديث من راو إلى آخر ، وليسوا كلهم على درجة واحدة في قوة الحفظ وفهم ضوابط اللغة وقواعدها .
فنجد حديثا في صحيح البخاري يختلف في لفظه قليلا عن نفس الحديث في صحيح مسلم باختلاف سند الحديث في كلا الصحيحين .
لذا ،
فإني أظن أن كلمة ( بدون ) قد أُقحمت على الحديث المذكور من أحد الرواة لسبب من الأسباب المذكورة .
فهي مخالفة لقواعد اللغة من جهة ،
وضعيفة في موقعها من الحديث من جهة أخرى ،
وأستبعد أن يكون الرسول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم قد قالها هنا وهو أفصح العرب ،
فإن كلمة ( بأقل ) في هذا الحديث أبلغ وأقرب في توصيل المعنى المراد من كلمة ( بدون )
لذا فإن الاستشهاد بهذا الحديث ليس حجة .
.
وهنا قد يسأل سائل :
فكيف استشهد علماء اللغة بالشعر الجاهلي ولم يستشهدوا بالأحاديث الصحيحة ؟
الجواب :
الشعر الجاهلي وما تلاه في العصر الإسلامي وصل كما هو لم يتغير منه حرف .
فقصائد امرىء القيس والأعشى والمهلهل والنابغة وحسان وزهير وغيرهم وصلت كما خرجت من أفواه أصحابها .
خذ أي قصيدة وابحث عنها في جميع كتب الأدب ودواوين الشعر تجدها كما هي لم يطرأ عليه اي تبديل ، ولم يتغير منها حرف رغم قدم الزمان وامتداد المكان وبعد العهد .
على عكس الأحاديث الشريفة ، فأننا لا نجد اتفاقا تاما في نص الحديث في كتب المحدثين ،
فقد نجد الحديث الواحد يروى بأكثر من رواية ، تختلف عن بعضها قليلا أو كثيرا كما نوهنا .
.
وبعد هذا التجوال ،
فإني أقول مطمئنا ،
دخول الباء على ( دون ) خطأ لغوي .
والله من وراء القصد .
مدحت رحال ،،،

التعليقات مغلقة.