موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

“ماهية الإبداع في آلام المكاشفة والاغتراب “دراسة نقدية في قصيدة “مقايضة “للشاعر عبدالعظيم الأحول ..نقد وتحليل / أســامــة نــور

142

“ماهية الإبداع في آلام المكاشفة والاغتراب “
دراسة نقدية في قصيدة “مقايضة “للشاعر عبدالعظيم الأحول ..نقد وتحليل / أســامــة نــور

“مُـقـــاااااااااايَــضَــة” شعر عبد العظيم الأحول

بكم تشتريني ؟؟؟
وهل من سبيل لموتٍ يقينِ ؟
بكم تشتري ذكرياتي ؟
وأغوار ذاتي ؟
بلحظة صدقٍ ؟
بزهوٍ ؟
بلهوٍ ؟؟
برقص على ذبذبات السكونِ ؟؟؟
بكم تشترى همس قلبي ؟
وبوحًا جميلا ؟
وصبرًا طويلا ؟
بكم تشتري مدركاتي وحيني ؟
بكم تشتريني ؟؟؟

ألا تشتري أى شيءٍ ؟
ولا أيَّ جُـزءٍ ؟
أما عاد قلبي يساوي حوارا ؟
ولا ضربَـةً أو شجارا ؟؟!!!

تخير سريعا فما عاد وقتُ
فهذي عيوني
وتلك فنوني
أجيدُ اصطياد الطيور
ونبش القبور
وأعرفُ وقتَ احتقانِ الصدور
وأكتب نثرًا . . ،
وأنظم شعرًا . . ،
وأروي فضولَ النساءِ
وأعرف صَبَّ الخمور

أنا من بلاد المَجاعة
ولا مِـن مَجاعة
أنا من بلاد التسكُّعِ فوقَ العجينِ
فهل تشتريني ؟
أنا لا أبالي بشيءٍ سوى أن أباع
فكل الرؤى فى بلادي تُـباع
وكل الشيوخِ وكل النساءِ تُـباع
وكل المدائنِ صارت بلا أيِّ لونٍ
كعقلي
وكل العقولِ النجيبةِ صارت مَشاع

تخير سريعا فما عاد وقتُ
سأطفو غدًا فوق سوق النخاسة
وأغفو لكي تشتريني التعاسة
ويبدون شعري
ونثري
وأنفي
وكفي
كعوراتهم
كنخبٍ سرى فى عروق الجميع
ليقرع كاسه ، ، ،
فإني من الصفوةِ المُنتقاةِ
وإني بلا أي شيءٍ
سريعٌ إلى كل شيءٍ
وأغزو سمائي وطيني
فهل تشتريني ؟

جدارٌ طويلٌ من الصمت بَيني وبَيني
وما بين أوهام عَيني وعَيني
وما بين أبعاد كَوني
وكَــوني
فمن شدني من سنيني ؟
ومن جَـرَّني من دروب اليقينِ ؟
ومن ذا الذي
يستبيح الحياة التي في أكُـفّي
ولا يشتهيني ؟!!!
ومن ذا الذي
يستثيرُ الدموعَ التي فى دموعي
بآهاتِ عهدٍ سجينِ ؟
ومن
ي
ف
ت
د
ي
ن
ى
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

النقد والتحليل لأسامة نور

مقدمة :-
تعددت أشكال الكتابة ،واتخذ المضمون أبعادًا كثيرة …
وظهر المؤيدون لشكل ما ،والرافضون لذات الشكل ،
المتمسكون بأخر..فنشأت المدارس الشعرية والأدبية
التي كان لها- في رأيي- الفضل الكبير في الحفاظ على اللغة العربية وعلومها ،والمحافظة على جوهر الإبداع وتحريك الفكر وبعث الإبداع ..
ورغم تعدد الأشكال ،يبقى الإبداع هو الفيصل والحكم
الذي نستند إليه ،فطالما توافق الإبداع وحضر الإمتاع ،
وتوافرت فنيات الشكل الشعري .كان للنص هيبته ووقاره
وأصبح في بوتقة الشعر وواحته الغناء.
…ومنذ ظهور الشعر الحر ” شعر التفعيلة ” على يد” نازك الملائكة” وقصيدتها “الكوليرا”ووجد الشعر الحر صراعًا
بين المؤيدين والمعارضين ..
…ولم يكن الصراع حول ماهية الإبداع وحضوره أو عدمه ،لكن كان الصراع حول الشكل ،
ووقف المعارضون عند تعريف الشعر على أنه” كلام موزون مقفى ” وهذا تعريف جاء ليوافق زمنه وتناسى الواقفون عند هذا الزمن أن الإبداع لا يعرف الحدود ، بل يجب أن يتجاوزها سواء كان في شكله القديم أو تجاوز هذا الشكل .
——–؛؛؛؛؛؛؛———
في ماهية العنوان ،ودلالته”
إن للعنوان دوره المؤثر في النص ؛ فلم يعد العنوان مجرد كلمات ،تقال في بدايته ، إنما أصبح جزءًا من النص لا ينفصل عنه ،بل هو عتبة رئيسة من عتباته، وهو نص مصغر يدل على النص الأصلي ، وكلما كان العنوان مؤثرًا في عاطفة المتلقي ويثير فكره ،كان ذلك محفزًا له على قراءة النص واكتشافه..
لهذا ظهر حديثًا ” علم العنونة ” ودراسات كثيرة أشهرها
كتاب عتبات النص ” الناقد الفرنسي “جيرار جينت” ..وكذلك
دراسات الكاتب الناقد “ليو هويك”
العنوان هنا “مقايضة ” عنوان من كلمة واحدة لكنها تحوي دلالات كثيرة منها التاريخي ، والاجتماعي والنفسي ، والفسيولوجي ..
المقايضة هي تبادل البضائع والسلع ..وبدأت منذ ستة آلاف عام قبل الميلاد ..فهي نظام اقتصادي ظهر مع حاجة الإنسان إلى أشياء وبضائع ..وكان لها أثر كبير في تقدم الإنسان ..
لكن عندما تكون المقايضة نفسية ، يكون لها وجعها ومرارتها وآلامها ، عندما يكون المعروض للمقايضة ، حياة الإنسان وذكرياته . أفراحه وأتراحه ،تكون المأساة ..فما حمله على ذلك إلا الفتور والشعور بالخيبة والانهزام …أو الرغبة في استدعاء من يزيل عنه هذا العناء ..
فالنص يعرض لأوجه المقايضة التي يعرضها الشاعر وتتنوع بين مادية ومعنويه ..جزئية وكلية ..
والمقابل هو الأمان الشعور بالصدق والإنسانية في عالم جردنا من ابسط حقوقنا ،وجعلنا فرائس للخوف والحاجة والقلق …
عنوان مؤثر يحمل في طياته الوجع الداخلى الخاص ، والهم الجمعي العام ..
وهكذا فإن العنوان بدلالاته يدفعنا لاكتشاف هذه المقايضة
وأسبابها ..
——–؛؛؛؛؛؛——-؛؛
** “من حيث الشكل والموسيقى “
ينتمي النص من حيث الشكل لشعر التفعيلة ( الشعر الحر )
حيث التزام الوزن دون التقيد بالقافية الموحدة “
جاء الوزن هنا على تفعيلة” بحر المتقارب ” فعولن “
حيث يتغير عدد التفعيلات في كل سطر شعري ..
بكم تشتريني ؟؟؟
فعولن فعولن
وهل من سبيل لموتٍ يقينِ ؟
فعولن / فعولن / فعولن / فعولن
بكم تشتري ذكرياتي ؟
فعولن / فعولن / فعولن
وأغوار ذاتي ؟
فعولن/ فعولن
وبحر المتقارب ..من البحور القريبة للنفس ذات الموسيقى الشجية المتهادية ..إصافة إلى الإيقاع الذي يتغير بين السرعة والبطء ..حسب الحالة النفسية ، والشعورية ..
كتب الشاعر النص في ستة مقاطع ..يحمل كل مقطع دفقة شعورية ..لتنسج مع بقية المقاطع المأساة والصراع .والقلق النفسي، التساؤل والالتماس …الشعور بالغتراب والعجز ..
ونجد أن الشاعر استخدم بعض القوافي الموحدة برويها في
كل مقطع ..ونجد ذلك في المقطع الأول :
بكم تشتريني ؟؟؟
وهل من سبيل لموتٍ يقينِ ؟
بكم تشتري ذكرياتي ؟
وأغوار ذاتي ؟
بلحظة صدقٍ ؟
بزهوٍ ؟
بلهوٍ ؟؟
نجد حرف النون في يشتريني ، يقين…والتاء في ذكرياتي ، ذاتي ..الواو في زهو ولهو ..
ونلحظ القاسم المشترك هو حركة الكسرة ..وياء المتكلم للتخصيص والتأكيد ..
والكسرة هي أقوى الحركات وتدل هنا على بلوغ الذات أوج آلامها ،ورغبتها الملحة في الخلاص ،
ونلحظ ذلك في بقية المقاطع ..ومن ذلك المقطع الرابع
– – –
أنا من بلاد المَجاعة
ولا مِـن مَجاعة
أنا من بلاد التسكُّعِ فوقَ العجينِ
فهل تشتريني ؟
أنا لا أبالي بشيءٍ سوى أن أباع
فكل الرؤى فى بلادي تُـباع
وكل الشيوخِ وكل النساءِ تُـباع
وكل المدائنِ صارت بلا أيِّ لونٍ
كعقلي
وكل العقولِ النجيبةِ صارت مَشاع
نلحظ استخدام حرف العين ..بعمقه الصوتي ،وأثره النفسي

هذا الجمال الموسيقى والتناغم الإيقاعي ، واستخدام الروي
أحيانًا جاء طبيعيًا دون تكلف أو افتعال ..مما ذات في التأثير
وجعل المتلقي يتعايش مع النص ويتماس معه ،إضافة إلى الصدق الفني والشعوري ،والتعبير عن الخاص من خلال العام ….
كما ظهرت الموسيقى الداخلية من خلال الجمل المتناسقة
الديناميكية ، وتنوع الأساليب ، والجناس،والتضاد ، والترادف ،والتكرار ..فنجد الجناس في زهو : لهو “/ طويلًا : جميلًا/ عيوني : فنوني / التعاسة : النخاسة / أنفي : كفي “
ونجد التكرار الذي يخدم المعني ويؤكد الصراع :
أنا من بلاد المَجاعة
ولا مِـن مَجاعة
أنا من بلاد التسكُّعِ فوقَ العجينِ
وكذلك”
” أنا لا أبالي بشيءٍ سوى أن أباع
فكل الرؤى فى بلادي تُـباع
وكل الشيوخِ وكل النساءِ تُـباع
وكل المدائنِ صارت بلا أيِّ لونٍ
كعقلي
وكل العقولِ النجيبةِ صارت مَشاع”
والتضاد في” رقص : سكون” / “همس : بوح “
وتضاد السلب
” أنا من بلاد المجاعة
ولا من مجاعة “
———؛؛؛؛؛؛؛———

** “التجربة الشعرية والمضمون “
“من رحم الألم يولد الإبداع ” والشاعر يعبر عن تجربته الرافضة للذل والخنوع ، يصور آلام الإنسان ، وسيطرة الآخر عليه…قسوة القهر والاستعباد…فهو يتحدث عن العام من خلال الخاص ..عن متاهة الإنسان والوطن ، عن الاغتراب وفقدان الهوية ، العجز الذي يرسخه الآخرون ،
فيقول :-
بكم تشتريني ؟؟؟
وهل من سبيل لموتٍ يقينِ ؟
بكم تشتري ذكرياتي ؟
وأغوار ذاتي ؟
بلحظة صدقٍ ؟
بزهوٍ ؟
بلهوٍ ؟؟
برقص على ذبذبات السكونِ ؟؟؟
بكم تشترى همس قلبي ؟
وبوحًا جميلا ؟
وصبرًا طويلا ؟
تساؤلات تفيض بالمرارة والألم ..والثورة والتمرد والرغبة في الخلاص…والوصول لبقعة الضوء المشتهاة .
…ونجد هنا الإلحاح….فلم يرض أحد شراءه ،ولم يقدره بثمن ..فبدأ يستخدم الترغيب
مستخدما الاستفهام فيقول :-
ألا تشتري أى شيءٍ ؟
ولا أيَّ جُـزءٍ ؟
أما عاد قلبي يساوي حوارا ؟
ولا ضربَـةً أو شجارا ؟؟!!!
ثم يزيد في العرض والمقايضة ، عارضًا مزاياه ..عله يحظى بمشترٍ…
وهنا استخدم الأمر تخير ثم الأسلوب الخبري للتقرير والتأكيد والعرض..فيقول :-
تخير سريعا فما عاد وقتُ
فهذي عيوني
وتلك فنوني
أجيدُ اصطياد الطيور
ونبش القبور
وأعرفُ وقتَ احتقانِ الصدور
وأكتب نثرًا . . ،
وأنظم شعرًا . . ،
وأروي فضولَ النساءِ
وأعرف صَبَّ الخمور
نجد التناغم والتصاعد الدرامي ، ومكمن الألم ، ومرتع الأحزان ..وأسباب العلة ، والبحث عن التعلة ..
هي آلام الوطن ، كل الاوطان تنفض آلامها ،وتنزع عنها الغبار ،
وتفتح للشمس بابًا ، وتبني للطيور أعشاشًا ،
لكن في أوطاننا نصنع الألم ، نقتل الشمس ، نبذر المجاعة فينبت الشقاء والفقر والجوع ..نصدر العقول والنوابغ ..ونستورد السفة والضياع ..
..رغم أننا نملك مقدرات ، وهبات ،لكننا نسيء استخدامها والعجب العجاب أننا نتعمد ذلك ..يالها من مرارة…
وحيرة ..ونجد كل للعموم والشمول :؛
وفي ذلك يقول الشاعر :-

أنا من بلاد المَجاعة
ولا مِـن مَجاعة
أنا من بلاد التسكُّعِ فوقَ العجينِ
فهل تشتريني ؟
أنا لا أبالي بشيءٍ سوى أن أباع
فكل الرؤى فى بلادي تُـباع
وكل الشيوخِ وكل النساءِ تُـباع
وكل المدائنِ صارت بلا أيِّ لونٍ
كعقلي
وكل العقولِ النجيبةِ صارت مَشاعْ
ثم يصبح الشاعر نذيرًا ، إنها شفافية الشاعر ، ودقه ناقوس الخطر ؛ لينذر ويحذر ، من فقدان كل شيء ، ليصبح كل شيء
معروضًا في سوق النخاسة ، وهنا يرمز العبودية والسيطرة والقهر ..
فيقول شاعرنا

  • – –

تخير سريعا فما عاد وقتُ
سأطفو غدًا فوق سوق النخاسة
وأغفو لكي تشتريني التعاسة
ويبدون شعري
ونثري
وأنفي
وكفي
كعوراتهم
كنخبٍ سرى فى عروق الجميع
ليقرع كاسه ، ، ،
فإني من الصفوةِ المُنتقاةِ
وإني بلا أي شيءٍ
سريعٌ إلى كل شيءٍ
وأغزو سمائي وطيني
فهل تشتريني ؟

ثم ينهي الشاعر قصيدته بالتعبير عن عمق المأساة ، وشدتها
وتمزق النفس بين الألم والأمل ،بين الرغبة ،والمسحيل ..
أين ذهب الماضي العريق ،فصرنا في حاضر يعج بالأنين ..
ويعود للحيرة والتساؤل
فمن السبب فيما صرنا إليه ؟!..ومن الذي يستنزف قوانا ثم يتركنا للموت والجنون؟! .ثم يطلق صرخته الأخيرة من يفتديني ؟!..كاتبًا الأحرف متقطعة ..للتعبير عن قرب النهاية ،وصرخته الأخيرة .فإما حياة ..وإما نهاية وممات ..
فيقول شاعرنا :-
جدارٌ طويلٌ من الصمت بَيني وبَيني
وما بين أوهام عَيني وعَيني
وما بين أبعاد كَوني
وكَــوني
فمن شدني من سنيني ؟
ومن جَـرَّني من دروب اليقينِ ؟
ومن ذا الذي
يستبيح الحياة التي في أكُـفّي
ولا يشتهيني ؟!!!
ومن ذا الذي
يستثيرُ الدموعَ التي فى دموعي
بآهاتِ عهدٍ سجينِ ؟
ومن
ي
ف
ت
د
ي
ن
ى
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نجد صدق التجربة الشعرية ،الصدق الفني والشعوري ، والتعبير عن العام من خلال الخاص ..فهو يعبر الهم الجمعي
والمأساة بتلميح لا بتصريح ،ينتقل من الحالة إلى التحذير
والرؤية ..
ونلحظ أيضًا تكرار علامة الاستفهام ..للدلالة على كثرة التساؤلات التي لا يجد الشاعر تفسيرًا لها ..مما يزيد القلق والحيرة والألم والاغتراب …
———–؛؛؛؛؛؛؛؛————

*الأساليب والصور” فنيات الإبداع “
استخدم الشاعر اللغة الحية السلسة الرشيقة ، الموحية والمعبرة ،ذات الدلالات المتعددة ..التي تحمل الجمال والرقي
وقد طغى الأسلوب الإنشائي على النص وخاصة الاستفهام ..فهو عن الحيرة ، والتعجب والاستنكار ، والقلق الداخلى الذي يسببه الواقع المرير الذي يتمرد عليه الشاعر ويرفضه ..
لكنه استخدم الأسلوب الخبري للتقرير والتأكيد عندما يريد نقل الحالة والاخبار عنها ، ووصف الحالة بثقلها ..
ومن ذلك
فهذي عيوني/وتلك فنوني/أجيدُ اصطياد الطيور/ونبش القبور/وأعرفُ وقتَ احتقانِ الصدور/وأكتب نثرًا . . ،

ونلحظ استخدام اسم الإشارة “هذي “للقريب ، واستخدام “تلك” اسم إشارة للبعيد مع فنوني للدلالة على البعد الزماني والعمق التاريخي ، وأيضًا لتعظيم هذه الفنون، وكثرتها ،وسُموها ..
وكذلك في المقطع الرابع .ومنه
أنا من بلاد المَجاعة/ولا مِـن مَجاعة/أنا من بلاد التسكُّعِ فوقَ العجينِ/فكل الرؤى فى بلادي تُـباع/وكل الشيوخِ وكل النساءِ تُـباع/
وقد استخدم الأسلوب الإنشائي ..حيث استخدم الاستفهام بكثرة ؛ليثير ذهن المتلقي ،ويجذب انتباهه..ويعبر عن الحيرة والقلق .والصراع الداخلي ..
ومن ذلك بكم تشتريني ؟؟؟
وهل من سبيل لموتٍ يقينِ ؟
بكم تشتري ذكرياتي ؟
وأغوار ذاتي ؟
بلحظة صدقٍ ؟
وقد تكرر الاستفهام بكم تشتريني ؟! لإظهار الحسرة والأسى
وفقدان الإرادة والرغبة .
وقد بدأ النص باستفهتام ، وانتهي باستفهام ليعبر عن استمرار الخيرة والقلق ، وإن حياتنا مزيج من التساؤلات ..

**وتبقى الصورة من أهم عناصر التشكيل الفني داخل النص الشعري ..ونجدها نابعة من الألم معبرة عنه ، مصبوغة باللوعة والقلق ، تعبر عن الذات الشاعرة تارة ، وعن
حالة الوطن تارة أخرى …صور مؤثرة بالفاظها القوية الشجية
وكأنها لوحة منحوتة في جدار الإيام ..
ومن ذلك بكم تشتري ذكرياتي ؟
وأغوار ذاتي ؟بلحظة صدقٍ ؟بزهوٍ ؟بلهوٍ ؟؟
“فكل الرؤى فى بلادي تُـباع
وكل الشيوخِ وكل النساءِ تُـباع
وكل المدائنِ صارت بلا أيِّ لونٍ
كعقلي
وكل العقولِ النجيبةِ صارت مَشاع”
صورجزئية تعبر بدقة عن الواقع المعاش ، فهي صور تحولت من السمعي للمرئي الوجداني ..فكانك تراها ، وتبكي وجدانيًا .نجد سأطفو غدًا فوق سوق النخاسة
وأغفو لكي تشتريني التعاسة
ونجد أيضًا
“جدارٌ طويلٌ من الصمت بَيني وبَيني
وما بين أوهام عَيني وعَيني
وما بين أبعاد كَوني “
صور مؤثرة تنقل الحالة والرؤية بدقة ومهارة ..
——؛؛؛؛؛؛—–
**المؤثرات والأنماط الأدبية داخل النص:-
استطاع الشاعر نقل إحساسه وحالته ورؤيته مستخدمًا العديد من المؤثرات..والحركة ..والحوار الداخلي .
،وتغنى بهذا المزيج الرائع ،ويظهر ذلك من خلال كثرة النعوت والصفات والأحوال ومؤثرات الصوت والضوء والحركة ، كثرة الصور الخيالية وطرافتها ورقتها ..وكثرة الاستفهام المراد به التعجب ، وتنوع الأسلوب .
النمط الأمري الإيعازي:-
من خلال استخدام أفعال الأمر وتوظيف الأساليب الإنشائية .وخاصة الاستفهام
النمط الجُجاجي:-
من خلال الأدلة والبراهين ،والتكرار ،والإقتاع
النمط الحواري:-
من خلال استخدام أفعال الحركة الأمر والمضارع ، وضمير المتكلم وضمير المخاطب ..

———-؛؛؛؛؛؛؛———-
نص رائع يحوي الجمال والفنيات من حيث الشكل والموسيقى العذبة المتناغمة ..والحركة والإيقاع الملائم للجو النفسي….وهو كذلك إبداع فريد من حيث المضمون ..فهو يتماس مع الآخر يعبر عن مشاعر كل مبدع حقيقي يرفع راية
الإبداع والتنوير يسعى للرقي الروحي والفكري
عبر الشاعرعن فكره وعاطفته ،وتجربته الشعرية بمهارة وسلاسة..وتراكيب حية ..وترصيع للجمل ،وبصور طريفة رائعة ..
فنجد الحركة والحيوية والقوة ..والروح الحرة التي تسري في النص…لتعبر عن الخلود والبقاء …
قصيدة تحقق الإبداع والإمتاع .
تحياتي أسـامـة نــور

التعليقات مغلقة.