يا حاسدي …شعر محمد أبو النصر.. المنصورة
١-يَا مَنْ تَرَانِي فَوْقَ كُلِّ الْأَنْجُمِ
وَتُحِسُّ أَنِّيَ سَالِمٌ لَمْ أَسْقَمِ
٢-أَوْ أَنَّ بَيْتًا قَدْ أَوَيْتُ يُكِنُّنِي
بِالطُّوبِ وَالْإِسْمَنْتِ نِيلَ بِسُلّمِ
٣-وَنَظَرْتَ فِي شُغْلِي كَأَنِّيَ حَاكِمٌ
تِلْكَ الْوِلَايَةَ، وَالْأَنَامُ بِمِعْصَمِي
٤-وَمَضَيْتَ تَرْقبُ زَائِرِي وَخُرُوجَهُ
كَمْ يَا تُرَى فِي كِيسِهِ مِنْ دِرْهَمِ
٥-أَمَّا الصِّغَارُ فَقَدْ فَحَصَتَ بِمِجْهَرٍ:
“عُصُفُورُهُمْ مَلَأَ الْفَضَا بِتَرَنُّمِ
٦-وَ صَبِيُّهِمْ نَالَ الشَّهَادَةَ بَاسِقًا
مَا بَالُ هَذَا الْغُصْنِ لَمْ يَتَصَرَّمِ!
٧-أَقْدَامُنَا حَفِيَتْ بِكُلِّ وَسِيلَةٍ
وَالشَّيْخُ يَرْكَبُ (بُومَةً) لَمْ تُصْدَمِ”
٨-يَا حَاسِدِي وَسَوَادُ قَلْبِكَ لَمْ يَزَلْ
يَحْوِي مِنَ الْجَمَرَاتِ كُلَّ مُهَدِّمِ
٩-غَسَّلْتَنِي وَنَشَرْتَنِي وَكوَيْتَنِي
وَرَصَدْتَ دَارِي كَمْ بِهَا مِنْ أَطْقُمِ
١٠-وَرَأَيْتَ شَمْسِي أَشْرَقْتْ فَكَسَفْتَهَا
عَيْنَاكَ يَابْنَ النَّاسِ سُمُّ الْأَشْأَمِ
١١-لَوْ تَعْلَمَنْ حَالِي كُنْتَ عَذَرْتَنِي
وَرَددْتَ طَرَفَكَ خَاسِئًا لَمْ يَأْثَمِ
١٢-فَأَنَا الَّذِي تُخْفِي ثِيَابِي تَحْتَهَا
كَمًّا مِنَ الْأَوْجَاعِ لَمْ يَتَلَاءَمِ
١٣-وَسَعَيَتُ فِي دُنْيَا الْأَنَامِ مُثَابِرًا
مُتَلَحِّفًا هَذِي السَّمَا لَمْ أَسْأَمِ
١٤-وَكَنَزَتُ حُبَّ الْخَلْقِ فَهْوَ ذَخِيرَتِي
وَمَشَيْتُ بَيْنَ النَّاسِ لَمْ أَتَعَاظَمِ
١٥-لَمْ أَدَّخِرْ وُسْعًا لِإِسعادِ الْوَرَى
وَنَحَوْتُ نَحْوَ الصُّلْحِ لَمْ أَتَلعْثمِ
١٦-دَعْ عَنْكَ إِعْجَابًا بِكُلِّ خَلِيقَةٍ
وَسَلِ الَّذِي خَيْرَاتُهُ لَمْ تُعْدَمِ
١٧-قَدْ قَسَّمَ الْأَرْزَاقَ عَدْلًا بَيْنَنَا
فَعُقُولُنَا تَحْتَارُ إِنْ لَمْ تُسْلِمِ
١٨-هَذَاكَ عِلْمًا قَدْ حَوَى وَنَجَابَةً
وَالْآخَرُ الْمِسْكِينُ لَمْ يَتَعَلَّمِ
١٩-مَنْ لِلطَّبِيبِ يُشِيدُ مَسْكَنَهُ وَمَنْ
لِأَخِي الْمَرِيضِ مُدَاوِيًا كَالْبَلْسمِ
٢٠-مِنْ لِلْفِلَاحَةِ وَالزِّرَاعَةِ وَالْجَنَى
كَيْ يَطْعَمَ الْإِنْسَانُ حُلوَ المَطعَمِ
٢١-ارْبَأْ بِنَفْسِكَ يَا أَخِي عنْ نَظْرَةٍ
تُودِي بِأَحْوَالِ الْعِبَادِ وَتَقْصِمِ
٢٢-النَّاسُ كُلُّ النَّاسِ يَخْدِمُ بعضَهُ
فَدَعِ التَّحَاسُدَ يَابْنَ آدَمَ تَغنَمِ
محبكم
أبو عبد الرحمن
التعليقات مغلقة.