“توبيخ ” شعر أحمد رستم دخل الله
١. الصّبرُ خفَّفَ من ردّي على التُّهَمِ
والصّمتُ أبلغُ تسفيهاً من الكَلِمِ
٢. مَن لا يصونُ لساناً عن تزلُّفِهِ
يلقَ الخصومةَ حتى من لَدُن رَحِمِ
٣. لولا الطّموحُ لما ألفيتُ وجهتَهُم
والأنفسُ الشُّحُّ أعلَت مَنسبَ اللَمَمِ
٤. ما لم تنلْهُ يدُ الإفسادِ رهنَ هدى
إنّ الضّميرَ شريكُ النّفسِ بِالنَّدَمِ
٥. مَن لا يُرَجِّحُ بِالإدراكِ موقِفَهُ
يُبدِ الأدِلَّةَ عن جهلٍ كما الهَدِمِ
٦. أخشى عليَّ من الدّنيا تُخاتِلُني
بين الفضيلةِ واللذّاتِ مُغتَنَمي
٧. أُرخي العنانَ إذا ما شُدَّ من طرفٍ
والرّاحتينِ من الأحبالِ في ورَمِ
٨. أنسى الهمومَ لكي أرتاحَ من وجعٍ
حتى تعودَ بِزِيٍّ مُثقَلٍ رَكِمِ
٩. ما في الرِّياضِ صكوكٌ تحتوي خُطَباً
تولي النّجيبَ مُقاماً دونما صَرَمِ
١٠. تُلغي الغريبَ إذا ما كان مُرتَهِناً
فيهِ الولاءُ إلى الأعداءِ كالخَدَمِ
١١. إنّ الغرورَ بأرضٍ ساءَ منهَجُها
يثري الخضوعَ ويقصي صاحِبَ القَلَمِ
١٢. ضاقَ الفضاءُ على الأكبادِ في وطنٍ
أخلى النّفوسَ من الإحسانِ والكَرَمِ
١٣. ما لِلكرامةِ بعد الفقرِ مَأثرةٌ
تنسي المشاعرَ غُرمَ اليأسِ والنّدمِ
١٤. وا غربتاهُ عن الأوطانِ إنْ نَزَفَت
تلك المحابِرُ ما قارنتُ بِالأمَمِ
١٥. ويم ابنُ خلدونَ من عِمرانِ أفئدةٍ
ويم ابنُ رشدَ يصوغُ الرُّشدَ من رَحِمِ
١٦. ويم الفوارِسُ والقعقاعُ حين عَدَوا
صفَّ الجيوشِ بلا خوفٍ على قَدَمِ
١٧. ويم الذين إذا كابدتَهم صبروا
رغم الجراحِ ورغم الظُّلمِ والسّقَمِ
١٨. ويم ابنُ زيدونَ نحو القلبِ يأخُذُنا
والبُحتريُّ وما بِجريرَ مِن حُلُمِ
١٩. ويم ابنُ أيوبَ من قُدسٍ بلا أملٍ
وابنُ الوليدِ كصنديدٍ على قِمَمِ
٢٠. وا خيبتاهُ ألا مِن فارسٍ كَبُرَت
فيهِ الضّلوعُ بُعَيْدَ الهَزلِ بِالهِمَمِ
٢١. الآن أبدأُ توصيفي لِمَن فَهِموا
ما قد يخالجُ قلباً صار كالصّنمِ
٢٢. الليلُ أقصرُ في السّاعاتِ من وضَحٍ
لكنّهُ لَطويلٌ عند ذي ذِمَمِ
٢٣. أمسى الخليلُ بلا خِلِّ يُسامِرُهُ
ولا الصّديقُ صدوقاً في صدى النَّغَمِ
٢٤. حتى الزّمالةَ ما جادت بوادِرُها
ولا المودّةَ تحيا في رؤى الغَنِمِ
٢٥. والمبدعون شُقاةٌ في مدارِكِهِم
والجاهلون علَوا في النّاسِ كالنُّجَمِ
٢٦. والكاظمون على غيظِ الجوى كُثُرٌ
لا يُستساغُ طِباقُ الفَكِّ فوق دَمِ
٢٧. منذ استحالَ على المظلومِ لُقمَتُهُ
أضحى الفؤادُ ذليلاً دونما لُقَمِ
٢٨. كالكأسِ تُملأُ من خمرٍ إذا قُلِبَت
لا خمرَ يُسكَبُ من كأسٍ بلا نُدَمِ
٢٩. قارنتُ فِكريَ مع تاريخِ مَن دُثِروا
حتى حصدتُ كسيراً حالَ مُنعَدِمِ
٣٠. والأصلُ أنّ شعوري كان مُنتسِباً
والآنَ أصبحَ مَصروفاً عن الرّحِمِ
٣١. سِيقَ القطيعُ وما لِلذِّئبِ من فُرَصٍ
حتى يقاوِمَ أو ينقضَّ كالنَّهِمِ
٣٢. إنّ الحضارةَ والتّاريخَ رهنُ فتىً
يحيي الأهلّةَ لا يبقى مع الغَنَمِ
A, R, D
التعليقات مغلقة.