بيت أهلي .. بقلم / فادية حسون
هو مسقط رأسي.. وبيت طفولتي.. أبعدتني عنه الظروف راغمة.. لكن تفاصيله أبت أن تبرح مخيلتي.. إنها دار أهلي الجميلة.. اتخذت من زرقة السماء سقفا لها.. وقد ملأتها أمي بالزهور متنوعة الأصناف كأنها جنة مصغرة… زرتها في مخيلتي ذات حلمٍ … بالكاد فتحت الباب الذي غطته عناكب الهجر واستوطنت فيه… رمقتني تلك العناكب بازدراء.. وكأنها تعلن ملكيتها الشرعية لدارنا…انفطر قلبي عندما وجدت نفسي محاطة بالذبول والغبار والصدأ… سمعت صدى أمي الغائر في أطنان من الإسمنت..يناديني كي أصنع القهوة لها ولجاراتها اللواتي تحلّقن حول طاولة خشبية مغطاة بقطعة من النايلون المزهّر والتي احتفظت ذاكرتي الوفية بنقوشها الجميلة…
سمعت أصوات أخواتي الحبيبات وهنّ يتجمهرن في مطبخنا الصغير يجهزن طعام الغداء بفرح حيث كانت تنطلق القهقهات العفوية بسبب التصادم اللامقصود..
كان ذاك الحلم مغمسا بالسعادة والألم معا… وصحوت فجأة على يدٍ تهزني بشدة… إنها ابنتي توقظني لتنتشلني من حالة تعرّق غير مسبوق.. ابتسمت لي وهي تقول…صباحك هنائي يابسمة العمر…
فادية حسون
التعليقات مغلقة.