يا أنا ..بـ قلم ..أسـمـاء الـبـيـطـار
في كل صباح أفتحُ الباب ، و أبتسم لها كعادتي ، ثم أذهب إليها و أتلمّس أوراقها الزاهية ، أرويها ببعض قطرات الماء التي تزيد من جمالها ، و تطلق العنان لعبيرها كي يملأ أرجاء المكان ..
لكن في هذا الصباح وقفت أمامها شاردة الذهن .
و تذكرت كل من حولي و هم ينصحونني بالتخلّص منها .. لأنها أصبحت جافة بلا روح ، لا زهرة فيها ، و لا حتى لون أو رائحة .
لكن كان بداخلي يقين أنها قوية ، و ستتعافى ، و ازداد استغراب من حولي أكثر عندما وجدوني استمرّ في العناية بها دون كلل .
ثم ابتسمت لها و قلت : ” على فكرة أنتِ بقيتي طولي” و مرت عليك فترات لم أركِ بهذا النّضج و الجمال .
ثم شردت مرة أخرى ، و اقتربت منها أكثر و همست لها : نعم ألاحظ أن زهرتك الحمراء لم تعد موجودة في مثل هذا الوقت من كل عام ، و أعلم مدى حزنك على فقدها .
لكن عودك أصبح قوياً ، و أوراقك ازدادت جمالا و كثافة .
و لا يستطيع أحد الاقتراب منك و التطفّل عليك .
فقوّة عودك رغم الأشواك جعلتك تقفين شامخة و جعلت من يراك يقف أمامك منبهراً و أنت تزدادين جمالاً و نضجاً و قوة .
و رغم ذلك ما زلتِ رقيقة.. تنعشكِ نسمةٌ باردة.. وتتمايلُ أوراقُك المتعافية .. فتُثير عبيرك لتنشري السعادة وتبهجي قلبي الذي لايعرف الانهزام .. .
التعليقات مغلقة.