موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

زمن التعري… بقلم محمد حسن

681

زمن التعري…

بقلم محمد حسن

حائرا أسير على غير هدى، تتربص بي معدتي الخاوية، ويشردني بكاء طفلي القادم بعد سنين.
طاقة الورد الحمراء التي جمعتها من بقايا احتفال دخول أطول سيخ كباب موسوعة المعارف، لم أضعها على رفاة والدي، كانت تربتهما ما تزال ندية، ورائحة القهر تنبعث من الأنين، كنت أتمنى أن أعطيها لحبيبتي التي باعت أحلامنا بعد طول انتظار .
أسرعت في خطواتي التي غدت تسابقني، رميت أزهاري لأول متسول وانطلقت أعبر الشوارع الفارغة دون وجه .
الباص القادم من بعيد كان مزدحما عن بكرة أبيه، والمتسلقون إليه احتلوا حتى النوافذ، تحاملت على ضعفي ولم أحفل بالعجلة الخلفية، التي هرست أصابع رجلي اليسرى، ولا في أكواع الرجال التي احتلت مفاصلي دون رحمة، حتى تمكنت أخيرا من شم رائحة التعرق من الجلود المهترئة .
من بين ركام الجموع المستنفرة دون صراخ حاولت البحث بنصف عين عن ملاذ أريح به كاهلي المنحل لكن دون جدوى، كانت الحافلة تتقطع في سيرها دون آفاق، والركاب يتهاطلون معي بلا بلل وأنا أتوسل مرقد، حتى استضافني شيخ وصلت بحذائه، يحمل مسبحة طويلة يداعب حباتها بشفاه تتمتم الغيب، لم أجد ركنا بجانبه سوى أن أستوطن حضنه، وأتسلق أساريره، أحسست حينها بشيء يشبه الاستقرار وبدأت أتابع من بعيد مع ركاب الباص عبر الشاشة برنامج الأبراج وتوقعات السنوات القادمة .
لفت نظري وأنا أتابع قدوم الجابي نحوي صلعة السائق الذي كان يؤلم أسماعي كل الطريق وهو يزبد ويرعد ويهدد ويتوعد .. وذاك الوشم الغزير الذي احتل ذراعه اليمنى.
عندما وصل الجابي المحدق بي بصعوبة لحدودي، ناولته قطعة نقدية كانت قد سحبتها يدي اليمنى صدفة من جيب أحد الركاب أثناء محاولتي المستميتة للوصول إلى مكاني، انتظرته ليعيد لي الباقي لكنه تشاغل مع راكب آخر ادعى أنه دفع ثمن التذكرة، لتنتهي العركة برمي الراكب من النافذة .
ساد الخوف القلوب وخيم الصمت المفاصل؛ لكن من آخر كرسي كان ينبعث صوت أنين خافت، أعقبه صرخات خجولة وصوت امرأة تستغيث من المخاض، وترتجي المساعدة بلا مجيب .
كان الصراخ يتعالى، وحراب ينفطر بها جسدي يمزق كل الضمائر دون حراك، حتى الصبية التي كانت تداعب جارها على الملأ لم ترتجف، الصمت يتوه بالمكان والعيون حائرة أصابها البله، والمرأة تستعطف الحشد، والكل بدأ يسمع صراخ طفل بدون ستر، يشتم رائحة العفن والصرخات تكبو حتى اضمحلت .
وقتها كان الزعيم في جولته السنوية في شوارع المدينة، يجوبها دون درع، حاولت القفز من أحضان الشيخ إلى جوقته فلم أستطع، لم أستسلم .. كان الجو مخنوقا في الداخل، والربيع الأخضر يلاعب الأجواء خارج الحافلة، كنت أطرق زجاج النافذة، وألوح للزعيم الذي كان مشغولا في نثر الأرز وأوراق أزهار النرجس عليه، و التي لم يصل عبقها إلينا، وهو يعدل ياقة قميصه الأبيض، عندما رآني بدون كلفة مد يده، كانت طويلة جدا وأدهشت من حولي، تناول ورقتي من خلف الزجاج، وأنا مذهولٌ وأحاول لملمة دهشتي، وضعها في جيبه شاهدته الجموع الغفيرة، وقتها فرحت جدا، وانفرجت أساريري، وسارت الدماء في عروقي، وانكسر قلبي مرتين، حين اضطررت للقفز بعيدا عن حضن تمرد وأنا متقزز، ومحبط من ورقتي التي أراها من بعيد تسقط على الأرض وتلتحفها الريح .
تابعت الحافلة السير إلى المجهول، كنا نشاهد في طريقنا أسوارا لا تنتهي، كانت مصقولة دون أسلاك، وممتدة إلى حدود الشمس، والعطش أخذ يحدق بنا ويتهددنا، وهذا الطفل الذي كان بجانبي يرتجي شربة ماء وهو يهلوس ..
_اعذريني أمي .. آسف أبي .. أخوتي لا تلوموني إذا لم أستطع لم شملكم ..
جرح خاطري نبثه .. مابقى من عقلي تدمر، كنت كلما أحاول ضم الطفل، أتقهقر وأنا أرسم حلمي لكني أتفرد ..
حين وصلنا السور العازل، صفق الرعاع، كانت الفراشات تعبر إلى الطرف الآخر، وصلتني التساؤلات عندما حطت الفراشات على حقول الزهور، وتبعتها العصافير، بدأت الغيرة منهم تجتاحني، أحسدهم على أجنحتهم وأرتجي شبه جناحين، وأنا أناظر السور وأغيب وجهي عن شاطئ العراة خلفي علّي أجد فيه ثقب نملة، أتسلق حوافه وأنزلق من خلاله إلى النور المؤدي لآخر النفق، حتى التقي فراشتي وعصفورتي وقطتي الذين تمردوا للوصول إلى الضفة الأخرى، حتى لمحت ثقبا لا يسعني مع لباسي، قفزت بسرعة من الحافلة دون أن أودع أحدا”، وحشرت نفسي في ثقب النملة أحاول الولوج، ولكن دون جدوى، خلعت جزءا من ملابسي، وأعدت محاولتي، فلم أنفذ، خارت كل قواي وترهلت، وعندما خلعت كل ملابسي وجددت قواي من جديد، حاولت حتى نفذت .

بقلمي
المحامي محمد حسن
سوريه . حلب

التعليقات مغلقة.