غثاء السيل… بقلم محمد داود
غثاء السيل
إذا مـا غاب عن وطنٍ فـداءُ
وعَـمَّ البَغـيُ وانتشـر البِغـاءُ
وَهَمَّ الجروُ يزأرُ في البوادي
وظَنَّت نفسَها الشبلَ الجِـراءُ
وحَـلَّ الإنحـلالُ مَحـلَّ طُهٍـرٍ
وتاهَ الحَـقُّ واستشرى الرياءُ
وأهلُ العِلـمِ زاغوا واستَبدُّوا
وُلاةُ الامـرِ ، مَنطِـقُـهُـم شقاءُ
وجَفَّت فـي مـآقيهـم دمـوعٌ
وفي أعماقهِم نَضُبَ الحيـاءُ
وقد باعوا الكـرامـةَ للأعادي
وجَفَّت في عُروقهـمُ الدِّمـاءُ
فـلا ترجُ البطـولةَ مِـن عبيـدٍ
ففي إعتاقهـم خـابَ الرجـاءُ
عَبيـدُ الفَرجِ والدولارِ موتـىٰ
كَحالِ السَّـيلِ يَعلوهُ الغُـثــاءُ
فلا تعجب إذا ضَلُّوا وخـانوا
ففـي جينـاتِـهـم مُزِجَ البِغـاءُ
فلستُ أرى خِيانتَهُم شُذوذاً
بمـا يحويهِ قـد فاضَ الإنـاءُ
فَقُم وٱستلَّ سـيفَكَ مُشرئبَّـاً
وجُزَّ رقابَهـم ترضىٰ السـماءُ
التعليقات مغلقة.