مالك والخمر … بقلم مدحت رحال
كثيرا ما أسمع هذه المقولة :
قال فلان في كذا ما لم يقل مالك في الخمر ،
وأعترف بأني لم أكن أعرف من هو مالك هذا ،
هل هو شاعر من أصحاب الخمريات تفنن في وصف الخمر
وأتى في هذا الباب ما لم يأت به غيره ؟
أعرف أن أبا نواس هو أستاذ الخمريات ورائد مدرستها ،
فمن هو مالك الذي تفوق على أبي نواس بحيث ضُرِب به المثل فيها ؟
ودهشت عندما علمت أن مالكا هذا هو مالك ابن أنس ،
إمام المدينة المنورة وفقيه أهل السنة
الذي قيل فيه : لا يُفتى ومالك في المدينة
مال لمالك وللخمر حتى يضرب به المثل ؟
ثم تبين لي أني قد ذهبت بعيدا في ظنوني ،
فإن مالكا لم يقل شعرا في الخمر ،
بل كان عدوا لها بقدر ما كان أبو نواس رفيقا لها ،
تشدد الإمام مالك في أمر الخمر ،
وقال فيها ما فاق غيره من الأئمة :
قال فيها :
_ الخمر نجسة نجاسة حسية ذاتية ، فهي كالبول والغائط ،
ببنما يرى آخرون أنها نجاسة معنوية حكمية
_ لا يجيز شربها حتى لمن هو في حالة اضطرار من جوع او
عطش
_ يرى أن يُضرٓب النصراني الذي يبيع الخمر للمسلم وهو يعلم
أنه مسلم ،
ويؤخذ ثمن الخمر من النصراني ويُتٓصدق به على المساكين
تأديبا للنصراني ،
هذا التشديد والتغليظ في أمر الخمر أصبح مثلا لمن يبالغ القول في أمر ما ،
فيقال :
قال في كذا ما لم يقل مالك في الخمر ،
التعليقات مغلقة.