مُنَاجَاةُ الْبَحْرِ قصيدة على نغم مجزوء الوافر بقلم شكري علوان
نَتُوقُ إِلَىٰ حَدِيثِ الْبَحْـ
ـــرِ وَالْأَمْــــوَاجُ تَرْوِينَـا
يُحَدِّثُنَــا عَــنِ الْمَاضِـي
وَلِلـــذِّكْــــرَىٰ يُنَـادِينَـــا
أَ لَسْنَا مَـنْ أَنَـارُوا الْكَـوْ
نَ فِـي عِــزٍّ بِأَيْــدِينَـا؟
أَ لَسْنَا مَنْ – بِـلَا شَــكٍّ –
قَهَرْنَــا مَــنْ يُعَادِينَــا؟
لَقَــدْ صِرْنَــا إِلَىٰ حَـالٍ
تُــدَمِّـــــــرُنَــا وَأَهْلِينَـا
شَبَابٌ صَـــارَ مَسْعَانَــا
إِلَـــىٰ وَهْـــمٍ يُـــدَنِّينَـا
إِلَىٰ هَجْـرٍ لَــدَىٰ غَـرْبٍ
وَنَتْـــرُكُ مَـــا بِأَرْضِينَا
أَ نَبْنِي مَجْـــدَ أَقْـــوَامٍ
وَنَهْدِمُ صَرْحَ مَاضِينَـا؟
وَنُعْلِـي شَــأْنَهُـمْ دَوْمًـا
وَنَمْحُـو شَــأْنَ وَادِينَـا؟
نِسَـــاءٌ بِتْــنَ فِـي غَـيٍّ
يُشَمِّتْـنَ الْعِـــــدَا فِينَــا
وَ يَا أَسَفَا عَلَىٰ عِـرْضٍ
فَكَــــمْ يَشْكُـــو تَخَلِّينَا
رِجَــالٌ لَــــمْ يَعُــدْ مِنَّـا
سِـــــوَىٰ إِسْـمٍ يُسَمِّينَـا
نَـــرَى الْإِذْلَالَ مَقْبُـــولًا
وَصَـــاحَ الْكُـلُّ يَـرْثِينَـا
فَلَيْسَ الْحُبُّ مَـــذْهَبَنَـا
وَزِدْنَـــــا فِي تَجَـافِينَــا
نَبِيــعُ الــدِّيــنَ بِالدُّنْيَـــا
لِكَـيْ نَــرْقَـىٰ مَــرَاقِينَــا
نَظُـــنُّ الــدِّيـنَ مُنْفَصِلًا
فَنَسْـــرِي بِـالْهَـوىٰ حِينَـا
فَهَـــلْ قُمْنَــا إِلَى الْعَلْيَـا
بِـأَهْــــــوَاءٍ تُــــرَقِّينَــا؟
فَعَــادَ الْبَحْـــرُ مَحْـزُونًـا
يُعَـــــاتِبُنَـــا وَيَبْكِــينَــا
وَيَـرْجُــو لَـــوْ تَـــدَارَكَنَـا
مَكَـانَتَنَـــا فَتَحْــــوِينَــا
فَرَاعَ الْقَلْـــبُ فِـــي أَلَــمٍ
وَسَادَ الصَّمْـتُ فِي فِينَا
التعليقات مغلقة.