الثقب…. بقلم د. محمد محى الدين أبوية
: قصة.(..الثقب….)
الدنيا حولي أراها جميلة فأنا فتاة أمامي العمر ويبرق الأمل ويزدهي الطريق بألوان زاهية.
قابلته ويديه يكسوهما الحنان وشعره يعلوه اللون الأبيض الفضي اللامع كتاجٍ لملكٍ من غير تكلف فوقعتُ في أسره وأحسست تجاهه بالأمان والطمأنينة وسلمت له أمري دون أن أخشي أي بادرة من البوادر التي تبعث الريبة.
دعاني للجلوس علي الكرسيّ وهمسات كلامه كلها رقة وعذوبة
أفصحت له كل ما بجعبتي وأسهبت وأسهبت وهو يستمع دون مقاطعة.
تفحصني يميناً وشمالاً وبمفاجأة أغدقني ماءاً شعرت في بدايته بدغدغة محببة ولذة …لكن مع الوقت جاءتني ألآمٌ فظيعة فصرخت صرخة قوية فتوقف ثم
أزاح ما في يداه وتفحصني ثانيةً
…لماذا لم تقولي أنك تعانين من ثقب بالأذن
صمتُ وانا انظرُ إليه وكأني أقولُ
أنا الطبيب أم أنت؟
…وكأنه استدرك لا عليكِ لاعليكِ اذهبي الآن وسيلتئم مع الأيام
وأخرجني معطياً إياي ورقة كتب فيها (شخبطة) لم أفهمها
اصرفي هذه وتناوليها والقاكِ بعد شهر
وكان قد داس علي زر أصدر أزيزا ؛فجاء الممرض بفريسة أخري أقصد مريض آخر ولمحته وأنا خارجة من الغرفة
يطمئن أن استراحة المرضي ممتلئة بمن حطهم حظهم العاثر عنده
بعد الشهر ازداد الأمر سوءاً وكنتُ عند غيره أجري عملية لإصلاح ماأفسده بطبلة أذني قائلا….(مين الجهبذ الذي غسل أذنيك وبهما ثفب…)
نظرتُ إليه قائلة…(أحدهم يحمل شهادةً ويلبس بالطو أبيض مثلك ويحمل كيساً يجمع به ثمنهما…)
التعليقات مغلقة.