موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

“رجل المطر”… هدى أبو العلا

242

“رجل المطر”


بقلم هدى أبو العلا

رجل المطر
………
أثناء عودتها من العمل فى ليلة من ليالي الشتاء الباردة، تكسو الغيوم سماءها،كانت مشغولة الذهن بمشكلةٍ مَا تعرفها، فضلت السير على الأقدام لعلَّها تتنفس ، “نهى” إنسانة حالمة رقيقة المشاعر، تحتوى الجميع بابتسامتها المشرقة دوماً ، لكَّنها لم تعثر بعد على فارس أحلامها، بالرغم من كثرة الخطاب المتقدمين لطلب الزواج منها.
وقد نفد صبر والدها بعد زواج أختها الصغرى والتركيز الذى أصبح قاسياً عليها.
دموع والدتها وكلماتها تُمزِّق نياط القلب.
هل تقبل به وتتنازل عن مبدأها ؟!
أم لا تتزوج سوى من اختاره قلبها.
ولكن قلبها إلى الآن لم يدق بتلك النبضة المختلفة التى تُلوِّن الحياة، وتسكب عطر الفرحة على الأشياء، بدأ الطقس يقسو فى برودته ،لفت انتباهها ذلك الطفل الملقى جانب الحائط بجسده الهزيل وملابسه الرثه التى لا تحمى من شراسة البرد ،فخلعت عنها كوفيتها ولفتها حول عنقه ورأسه وربتت على كتفه بحنان ، وهى تمسك بدمعة تترقرق فى عينيها ،هامسة بصمت :الله الله للفقراء ،ومضت فى طريقها تصاحبها دعوات المارة ،لتغرق مرة أخرى فى دوامة الحيرة التى تعتريها بين الثبات على مبدأها ودموع الأهل ورغبتهم.
فجأة عصفت الرياح وبريق البرق يصاحبه هطول كثيف للأمطار ، وماج الطريق بالهرج والمرج وعمت به الفوضى :الكل يهرول والسيارات تكاد تصطدم ببعضها، تسمع أزيز (فراملها ) يُدوِّى ،البعض يحتكر بسور العمارات والبعض الآخر يستقل تاكسى ، وآخرون فتحوا الشماسى لتحمى رؤوسهم من قطرات المطر، عدا “نُهى ” ..كانت حالتها مختلفة ،كالطفلة أخذت تضحك بصوت مرتفع محتضنة حقيبة يدها بين ذراعيها ، وتدور كراقصة باليه فى الهواء ، وكلما زادت قوة المطر ،كانت سعادتها أكبر ، وسط ذهول المارَّة الذين لم تعرهم أى اهتمام . اصطدمت به وكادت تهوى على الأرض ، فحملها بين ذراعيه ،وتلاقت خلال حبات المطر نظراتهما، وانفجرا-هما الاثنان – فى هستيريا من الضحك ، ثم تمالك نفسه وقال : أعتذر إنِّه المطر .
شعرت حينها نهى بتلك النبضة الغريبة ،فتوردت وجنتاها ،وسرى الدفء فى جسدها متحدياً برودة الطقس . انتبهت فجأة إلى ذراعيه اللتين تحتويانها، وانتبه هو الآخر إلى نظرات عينيها وهى ترمقه باندهاش..سحب ذراعيه بصعوبة ، ثم قال وهو ينظر بعمق فى عينيها كلمتين : أنت بخير ؟.
صمتت ثم تمتمت ببعض كلمات غير مفهومة واستدارت، وكانت قد اقتربت من المنزل، قفزت فوق الدرج، حتى وصلت باب البيت فدخلت فورا إلى غرفتها وأغلقت الباب خلفها، تهاوت على سريرها، واحتضنت وسادتها، يتماوج بداخلها شعور غريب، : خوف وفرح، دفء ورعشة، وعيناه…
جاء المساء..واجتمعت العائلة، ليتناقشوا فى موضوع الشاب المتقدم لخطبتها، ويسمعوا الكلمة الأخيرة وهى تجلس بينهم صامتة لا تشترك فى الحوار. أيقظها صوت أبيها المرتفع: والآن قولي كلمتك. تعلقت كل العيون بها وكادت من يأسها تنطق بالموافقة، فى تلك اللحظة دق جرس الباب، قال أخوها :هناك ضيف يريدك ياأبي.
قال والدها بتعجب أدخله، عندما رآته انتفضت من مكانها صائحة رجل المطر!!
فتبسم لها وسط ذهول الأهل قائلا: جئت اتقدم لخطبة ابنتكم نهى .
قالت هامسة، وقد سالت دمعة ممزوجة بابتسامةِ وحياء :الآن عرفت سر عشقي للمطر.

التعليقات مغلقة.