موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

رجعيتنا متقدمة و شرقيتنا جينات أصيلة …بـ قلم أسـمـاء الـبـيـطـار

510

رجعيتنا متقدمة و شرقيتنا جينات أصيلة …بـ قلم أسـمـاء الـبـيـطـار

منذ أن وعيت على الدنيا و للذكور في جيلي و بالتحديد جيل السبعينات و الأجيال السابقة معاملة خاصة منذ نعومة أظفارهم
لم يقتصر الأمر على كونه تقليد منزلي أو عائلي فقط ، بل كان طابعا يعم أرجاء البيوت و القرى و المحافظات .
كل بيت كان فيه ” طفل ذكر ” و مهما كان عمره يُعامل بكل احترام
و تكاد تكون له معاملة خاصة بتوجيهات صارمة ، من الجدة و الأم بصفة خاصة ، و من الجد و الأب بصيغة الأمر .
كانوا يجبرن أخواته البنات على تلبية طلباته دون تردد أو تذمر أو شكوى .
لا يقدر أحدٌ من أخواته التجاوز معه لأنه في الغالب كان يسمى على اسم جده و كان هذا الأمر يعتبر سلاحا ذا حدين في التعامل مع اسمه بكل احترام من جهة ، و من جهةٍ أخرى ممنوع التلفظ أو التطاول عليه و لو على سبيل المزاح .

كانوا يعاملونه على أنه رجلٌ حتى قبل أن يبلغ الحُلم .
و كان في غياب أبيه رجل البيت بتوجيهات من الأب و بتطبيق صارم من الأم ، كان كبيراً في المقام قبل أن يكون كبيراً في السن .

و من هنا كان يشب الولد على القوامة والمسؤولية المبكرة .
يشب على عزة النفس و الاحترام وسط أهله و أخواته حتى و إن كان أصغرهم .

لكن من جانب أخر كان يُعامل بقسوة من الأب و الأم إذا بكى أو تذمر من شيء ثقيل لأنه رجل و في مفهومهم البسيط الرجل يجب أن يكون حمولا لأنه” عمود البيت ” بلغتهم الدارجة .

بهذه عفواً ” الرجعية ” كما يسميها البعض كان يشب الولد منذ نعومة أظفاره على عزة النفس ، فلا يقبل الإهانة لأنه ببساطة تربى على أنه
” رجلٌ “
و قليلاً ما كنا نجد بيننا ” لوسي ابن طنط فكيهة “

و الرجل في هذه الأجيال و التي سبق ذكرها هو رجلٌ بصفته و شخصه و نوعه و مهما كان عُمره ، و ليس بما يملك من جاه أو مال أو درجة وظيفيه أو حتى سن .

فكانت المرأة تساعد زوجها و لا تستطيع أن تخدش رجولته بالتلفظ أو المعايرة ، لكنها كانت تتحمل و تصبر ، ما دام يصونها و يقدر فعلها من أجل استمرار البيت و الحياة .
و النماذج في هذا الإطار لا تُعد و لا تُحصي في حياة كلٍ منا .

إلى أن بدأت ظاهرة المساواة تظهر بشكل ملفت ، بالذات في وسائل الإعلام و بعض الكتابات الأدبية التي ترجمت إلى أعمال درامية فاستوطنت العقول .
المساواة التي جعلت التطاول و التقليل من شأن الرجل تقدما و تحضرا ما دامت المرأة تستطيع أن تعمل و تحصل على المال !
إلى أن وصل الأمر إلى ظاهرة الانفلات و التبجح تحت أي مسمى !
و كأن القوامة هي مُجرد القدرة على العمل و الحصول على المال !

فتطورت الأمور و بدأت طريقة الأم تختلف في التربية ، فترى البنت أخاها في مكانة عادية بكل ما تحمل الكلمة من معنى .
فينتقل لها هذا الشعور بالنقل غير المباشر أن الرجل يُعامل بطريقة عادية .
فيعاير أنه أخذ شهادته ، و ما زال أبوه يصرف عليه أو يطعمه أو يعطيه مصروفه إلى أخر ذلك من الكلمات و الجمل التي تكسر فيه رجولته ، و تربي بداخله بذرة الانتقام ، و أحياناً اللامبالاة .

و في الآونة الأخيرة مشهد لا يستطيع أحدٌ منا أن يمحوه من ذاكرته عندما أنهى رجل حياة زوجته بعد انتهاء عملها بدم بارد ووقف ينفث سيجاره بجوار جسدها المسجي أمامه دون أن يهتز أو يرمش له جفن ؟!
لا نبرر ما حدث بكل تأكيد ، و لكن يجب أن ندرس الأسباب التي جعلتنا نصل إلى هذا الحد من البشاعة في الانتقام .

و قبل أن نبحث عن أداة جريمة القتل المادية ، يجب أن نبحث عن الأداة المعنوية .

و زاد الطين بله مسلسل بل مسلسلات ظهرت علينا في الآونة الأخيرة
أثارت جدلا حول مضمونها الذي أخل بتوازن الأسرة و قلب كل الموازين و الأصول و الأعراف و للأسف تم عرضها في الشهر الفضيل العام الماضي !
و بالتحديد مسلسل ” فاتن أمل حربي “
و أقل ما يقال عن مثل هذه النوعية من المسلسلات إنها ” إجرام في حق المجتمع “
و إنه ليس إلا فكرا مشوها ، لا يعي معنى الشرقية مهما تقدمت التكنولوجيا و سافرت العقول و هي بمكانها
لأن جذورنا العربية و الشرقية كبصمة الإصبع .

فوضع الكاتب السلبيات كمزايا و مساواة و حرية تحق للمرأة .
فلا مانع أن يضع مشهدا يقلل فيه من شأن الرجل بأن يدخل بيته و زوجته تجلس في مكانها دون أن تنتبه أو تعدل من وضع جلستها ، بل و استرسل في المشهد و جعله يطلب منها كوبا من الشاي لشعوره بالصداع .
فرفضت أن تفعله بحجة أنها تتابع برنامج هام و طلبت منه أن يفعله لنفسه ؟!
فما كان منه أن قام و أغلق التلفاز فتطاولت عليه بكلام يجرح رجولته
فهنا لابد أن نتوقع نهاية هذا المشهد المستفز سواء في المسلسل أو حتى في الواقع .
و في النهاية تظهر كمصدومة أو مقهورة ؟!
و تطالب بحقوق ما أنزل الله بها من سلطان
ناهيك عن إنه تاجر بمشاعر الأمومة و مسؤوليتها تجاه أبنائها في مشاهد عدة و ذلك لإثارة المشاعر، و لكنها أثارت حفيظة الأم التي تربت على الفطرة النقية و السليمة ، و ليس على مستحدثات العصر و أن الأم تتفضل على أبنائها بالرعاية
ما دامت تعمل و تنتج و تنفق و تقف أمام الرجل و تعدد له ما تفعل و تطالب بمشاركته لها جزء من مهامها المنزلية ؟!
ليتها طالبته بصفته الأبوية أو الزوجية بروح من المودة و الرحمة و الحب .
لكنها للأسف تطالبه بروح فيها من الندية ما يجعله يشعر بأنه في شركة و ليس في منزل .

إلى متى ستظل هذه النوعية من الكتابات الدرامية تطل علينا و تنتظر العرض في أفضل أوقات العام ، فقط لضمان المشاهدة ؟

إلى متى سنظل نهدم في قيمنا الشرقية و العربية و المغروسة في دمائنا ؟

و أخيرا .. إن لم ينتبه من يهمهم الأمر إلى مثل هذه النوعية من الدراما و التي تهدم و لا تبني .
فلا تنتظروا إصلاحاً و لا صلاحاً لهذا المجتمع و إن كان الرادع موجودا و مُفعلا .

التعليقات مغلقة.