عَلَى الأطْلَال …عروبة الباشا
عَلَى الأطْلَال …عروبة الباشا
حَنيناً، على حُلْمِ الإيابِ غَفَوتُ
وحُبّاً، على رغمِ الغيابِ عَفَوتُ
ويحدثُ أن تَحيَا الأمانيُّ قصّةً
ويحدثُ أن يَرقَى المِنصّةَ مَوْتُ
وتختلَّ أحكامُ الطّبيعةِ ليلةً
ويبكِي الصّدَى في حينِ يَضحَكُ صَوْتُ
ويحدثُ أنْ تنأَى الأماكنُ جَهرةً
فتَعجَبَ أنّي للّقاءِ هفَوْتُ
وفتّشتُ عن ظلِّ الأحبّةِ يرتدِي
رداءَ حضورٍ مدهشاً؛ فدَنَوْتُ
أعلّلُ نفسِي باللقاءِ؛ ومُهجتِي
تذوبُ، وظَنَّ الجاهلونَ سَلَوْتُ
وكم قادَنِي الشَّوقُ المُضَرَّجُ بالأسَى
إلى شاطِئ الذِّكرى! وثَمَّ رسَوْتُ
وكم هَيَّجَ التّذكارُ لهفةَ خافقِي!
حَننْتُ لأطيافِ الهوى وحَنَوْتُ
وكنتُ بهِم أقوَى؛ فصرتُ عَليلةً
وأعيَا فؤادِي الشوقُ حينَ شَكَوْتُ
وكم ضجَّتِ الدّارُ الحنونُ! تَظنُّني
-وقد جَفَّ دمعِي في الغيابِ- جفَوْتُ
تظنُّ وجيفَ الشّوقِ قَرَّ بِخافِقي
وظنَّتْ كَوانِي نأيُهُم فَقَسَوْتُ
طُلولٌ تُنادينِي وما ثَمَّ سَاكنٌ
ووحدِي على شوكِ الحنينِ خَطَوْتُ
حَسبتُ بُكا الأطلالِ عَهداً، وقَد عفَا
فما ليَ مِن فَرْطِ الدُّموعِ جَثَوْتُ
وكيف صحَا في القلبِ شوقٌ وحُرقةٌ؟!
وكيفَ لأحجارِ الطُّلولِ شَدَوْتُ؟!
مدَدْتُ يدِي نحوَ الطيوفِ؛ فأعرضَتْ
وخلفَ خُطاها كالرّياحِ عَدَوْتُ
أناشدُها الرُّجْعَى؛ وأتلُو عُهودَنا
عليها؛ فضاعَ الصوتُ حينَ تلَوْتُ
وعُدتُ؛ وبِي صاحَتْ مدامعُ خَيبَتِي:
سيُنْبيكِ عن مَعنَى النهايةِ فَوْتُ
فَعَمَّقَ سَهْمُ البينِ طعنَةَ غَدْرِهِ
بقلبِي، ومِن حُلْمِ الإيابِ صَحَوْتُ
التعليقات مغلقة.