شخصيات في الإسلام بقلم / مدحت رحال

شخصيات في الإسلام بقلم / مدحت رحال

لا إمرة لك على عبادة ،

من هو عبادة هذا الذي رُفِعت عنه إمرة الأمراء ؟
..
خزرجي من أهل المدينة ،
ثم أنصاري ،
أحد اثني عشر مؤمنا بايعوا الرسول صلى الله عليه وسلم
( بيعة العقبة الأولى )
وأحد النقباء الذين اتخذهم الرسول على عشائرهم ،
هو :
(( عبادة بن الصامت ))
..
وفي بيعة العقبة الثانية ، كان عبادة أيضا من زعماء الوفد ونقباء الأنصار
..
شهد المشاهد كلها مع رسول الله
لم يتخلف عن مشهد ، ولم يبخل بتضحية
..
وحين افتعل ( يهود بني قينقاع ) أسبابا للفتنة والشغب على المسلمين ،
وكانوا على حلف مع عائلته في الجاهلية ،
نبذ إليهم عهدهم ، وفسخ حلفهم قائلا :
( إنما أتولى الله ورسوله والمؤمنين )
وينزل القرآن محييا ولاءه :
(( ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا ،
فإن حزب الله هم الغالبون ))
..
سمع الرسول عليه الصلاة والسلام يتحدث عن مسؤولية الأمراء والولاة ،
فزلزل زلزالا شديدا وأقسم ألا يكون أميرا على اثنين أبدا ،
ولقد بر بقسمه ،
..
سافر عبادة إلى فلسطين حيث ولي قضاءها لبعض الوقت ،
وكان يحكمها ( معاوية ) باسم الخليفة / عمر بن الخطاب ،
..
ومضى ( عبادة ) يقارن بين ( معاوية ) الذي يحب الدنيا ويعشق السلطان ،
وبين عمر بن الخطاب ،
فيرى البون شاسعا ، والشقة بين الإثنين واسعة ،
فكان الصدام بين ( عبادة ) و( معاوية ) محتوما ،
..
وعلى الرغم من الحلم الذي اشتهر به معاوية ،
فقد ضاق صدره بعبادة ، ورأى فيه تهديدا مباشرا لهيبة سلطانه ،
..
ورأى عبادة أن شقة الخلاف بينه وبين معاوية تزداد فقال لمعاوية :
( والله لا أساكنك أرضا واحدة أبدا )
وغادر دمشق إلى المدينة
..
ولما علم عمر بما كان بين ( عبادة ) و ( معاوية ) قال لعبادة :
( إرجع إلى مكانك ، فقبح الله أرضا ليس فيها مثلك )
وكتب إلى معاوية :
( لا إمرة لك على عبادة )
..
وفي الرملة من أرض فلسطين ،
يرقد جثمان ( عبادة بن الصامت )
النقيب ، صاحب البيعتين