الزمن الجميل .بقلم. أبومازن عبدالكافي فاروق.
لي رأي في سعادتنا بذكرياتنا القديمة وخاصة في أعوام طفولتنا وصبانا، والتي نسميها الزمن الجميل.
أرى أن العامل الرئيس في تلك السعادة هو عدم وجود أي أعباء أو مسؤوليات علينا، فوقتها كان هناك من يحمل عنا هموم وأعباء الحياة المادية والمعنوية والحياتية، وكان كل ما يشغلنا هو الاستمتاع بوقتنا مع أقراننا.
فجزى الله خيرا أبوينا اللذين تحملا تلك الأعباء والمسؤوليات عنا وهيآ لنا الأمن في أحضانهم والركون إلى جانبهم.
لم نكن نقدّر وقتها ما يعانون من أجلنا، لم ندرك عظم دورهما إلا بعدما صرنا إلى ما صاروا إليه وصرنا آباءً وأمهاتٍ مسؤولين عن أسرة وأبناء.
لذلك الزمن الجميل لكل جيل هو زمن طفولته وصباه وطليعة شبابه، قبل أن يخوض غمار الحياة الحقيقي بمسؤولياتها العظيمة.
أذكر مثالا يعضِّد ما ذهبت إليه،
كلنا ونحن صغار كنا نحب زيارة الأقارب والأصدقاء مع أهلنا ونسعد أيما سعادة عندما يفدون إلينا، وخاصة إذا كان لنا فيهم أقران في نفس السن أو يقاربوننا(من جيلنا)
وليكن مثلا أولاد الخالة أو العمة أو الخال أو العم.
في الوقت الذي كنا فيه في غاية السعادة بالوقت الذي سيقضونه معنا ونتمنى أن يطول، كان أبوانا يتدبران أمرهما في كيفية إكرام الضيوف وتوفير المكان وكل مايلزم لكي يبدوان بصورة مشرفة أمامهم، مهما تكلف الأمر ماديا ومعنويا، وربما كان المكان ضيقا ولا يتسع، فيوفرونه لهم، ونجتمع كلنا في حجرة ونترك لهم حجرتنا، ويبذلون جهدهم في توقيرهم وإقرائهم.
تلك كانت حالنا، وحالهم في نفس ذلك الزمن الذي أطلقنا عليه اسم الزمن الجميل.
لم يشكوا ولم يمتعضا أمامنا، لكنهما من المؤكد كانا يتكبدان المتاعب الجمَّة من أجل تربيتنا وإسعادنا قدر استطاعتهما.
أبومازن عبدالكافي.
13/8/2023m
26من المحرم 1445 هجري.
التعليقات مغلقة.