موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

الجمهور مش عايز كدا بقلم /عصام فاروق

451

الجمهور مش عايز كدا بقلم /عصام فاروق

جاء إلينا من باريس؛ ليؤكد لنا بالدليل الفعلي ما قلناه من قبل، أننا ظلمنا الجيل الجديد عندما قلنا إن ذوقه رديء، وإنه مال إلى سماع المهرجانات، بما بها من كلمات لا يربطها رابط إلا الإيقاع، وألفاظ يندى جبين الحيي عند سماعها، لكن أبناءنا وبعض الفئات منا في الحقيقة دون فهم أو وعي انساقوا وراء هذا النوع الجديد من الإيقاع المصحوب بأية ألفاظ، كل ما يهم هو اجتماعهم على إيقاع يحرك أجسادهم، وكأنه الزار.
أتحدث عن المهندس المغربي أمين بودشار، الذي كان يعيش في باريس منذ ١٦ عامًا، والذي درس الموسيقى بعد أن درس الهندسة؛ لحبه وتعلقه الشديد بها، ما جعله ينشئ فرقة موسيقية ويقيم احتفالات من نوع جديد، تعتمد على عزفه موسيقى الأغاني الشهيرة، ويكون الجمهور الحاضر هو المطرب المؤدي للأغنية.
بدأ ذلك في قاعة صغيرة بباريس، وبعد نجاح الفكرة انتقل بها إلى وطنه الأم المغرب وقدم فيه عدة حفلات لاقت نجاحًا منقطع النظير، ما شجّعه على أن ينتقل إلى مصر (أم الدنيا) والتقى الجمهور المصري في مهرجان “العالم علمين”، وقدمت الحفل وحاورته أثناءه المذيعة المتألقة منى الشاذلي.
أثبت أمين بودشار في حفله هذا أن الشباب يعشقون تراثنا ويحفظون أغاني لأم كلثوم (سيرة الحب) ولفيروز (سهر الليالي) وقصائد لنزار قباني تغنى بها كاظم الساهر، وعبدالحليم حافظ (سواح)، وغيرها من الأغاني التي كنا نظن أن شبابنا لا يعرف عنها أو عن مطربيها شيئًا.
ظلمنا شبابنا حتى صدّق مطربونا الكبار هاني شاكر وعلي الحجار ومدحت صالح ومحمد الحلو ومحمد ثروت أن الجمهور تركهم وانفضّ عنهم ولا يريد سماعهم، واتجه إلى المهرجانات حبًّا فيها وميلاً إليها.
أكد أمين بودشار بفكرته الرائعة أن مقولة “الجمهور عايز كدا” لا توافق الحقيقة والواقع، وإنما نحن من تركنا هؤلاء يفرضون علينا وعلى شبابنا ما يقدّمون، وترك الكبار الساحة خالية لهم يشكّلون الذوق كما يريدون، ويؤذون آذاننا بألفاظ الشوارع العشوائية السوقية، وأصبح أولادنا يتغنون بهذه الكلمات وينشرونها على قصصهم في الفيسبوك والإنستجرام وغيرها من وسائل التواصل، وساعدهم في ذلك عدم وجود رقابة على انتقاء الكلمات، تسمح بالجلد وتمنع الرديء، وكذلك ساهم في انتشارهم تقنين أوضاعهم وقبولهم في نقابة الموسيقيين بالترخيص لهم، فصرنا نراهم في الأفراح وسائر الحفلات في مصر وخارج مصر، وأصبحوا واجهة مصر في الداخل والخارج، مما يسيء إلينا بعد أن كانت مصر واجهة العالم العربي بفنها الراقي أصبح الواجهة حمو بيكا وكزبرة وشاكوش وغيرهم ممن أفسدوا الذوق العام.
على هامش الحديث عن هؤلاء قامت الدنيا منذ أيام لأن (الفنان) كزبرة أطلق فيديو كليب جديدًا يحتوي على صورة للعالم الحائز على نوبل أحمد زويل، رحمه الله رحمة واسعة، وأنا بالطبع مع هذا الرفض التام لاستخدام صور نوابغنا وعلمائنا في مثل هذا الهراء، ولكن أليس من باب أولى أن نجد من ينظر في الكلمات وأسلوب العرض لمثل هذه الفيديوهات.
إلى القائمين على الساحة الفنية في مصر، نقوا الساحة الفنية من هذا الغثاء الذي يسيء إلينا، وأعيدوا إلينا الكلمات الراقية والموسيقى التي تخاطب الروح.. ارحمونا يرحمكم الله.

التعليقات مغلقة.