قصة للنقد : أهلا وسهلا للأديب محمود حمدون
قصة للنقد : أهلا وسهلا للأديب محمود حمدون
إسمحوا لي أن أقدم لكم قصة في فقرتكم قصة للنقد، خارج سياق جدول التفاعل اليومي، حتى لا يطول انتظاركم أصحاب القصص وأهلا وسهلا بتفاعلكم.
النص/
” أهلًاقصة وسهلًا “
زارني بالأمس, “عبدالله بن المقفّع” هو قال ذلك! لكني لم أقتنع بهذا, طالبته بإثبات صدق كلامه, قلت له: لا تؤاخذني, فقد رأيت في حياتي ما لا يُعقل, قابلت ما يخرج عن حدود المنطق!
هزّ رأسه في أسى, بصمت أخرج لي بطاقة رقمه القومي المدوّن بها اسمه كاملًا ورقمه.
نظرت طويلًا في البطاقة لأستوثق من بياناتها وقارنت الصورة المطبوعة فيها مع شكل الواقف أمامي.
غير أن ثمة شك لا يزال يلفّني, ما دعاني صراحة لمواجهته, قلت: لعلّك زوّرت هذه البطاقة وما أسهل أن يفعل المرء ذلك بخاصة مع تطور التقنيات الحديثة, وما اكثر من يحملون بطاقات هوّية مزيفة.
امتقع وجهه من وقع كلماتي المؤلمة, كأنما كان يتوقع ريبتي, فأسرع وشقّ قميصه عن صدره الممتلئ بجروح شفيت بعضها ظلت بكثير منها ندوبًا غائرة دليل تعذيب رهيب عانى منه . ثم أدار ظهره إليّ فوقعت عيني على آثار عشرات من ضربات سياط موزّعة بشكل هندسي كخطوط متوازية طوليًا وعرْضيًا, تتقاطع مع بعضها في نقاط كثيرة, وقفت أمامها منبهرًا من قدرة جلّاديه على إتقان عملهم بمهارة هكذا!
لعلها ثلاث دقائق قد مرّت وأنا أتفحص جراحه, بعدها انتبهت إلى سوء تصرفي, قلت: أعتذر إليك, فكل ليلة يأتيني من يخبرني أنه فلان أو علان, وما أكثر العسس الذين يتخفّون وراء قامات عظيمة مثلك. ثم سألته: حللت أهلًا, لكن ما سبب زيارتك. وفي مثل هذا الوقت ؟
-مطّ شفتيه, رفع كتفيه لأعلى وقارب بينهما حتى كادت رأسه تغطس بين كتفيه, قال: كنت في الجوار, سمعت عنك وأردت رؤيتك والإطمئنان عليك.
-قلت: رؤيتي فقط؟
-فأجابني بتواضع: فقط.
ثم انقطع حبل الكلام بينا فترة ونحن ننظر إلى بعضنا, أنهاها بقوله: هلّا ترّد إليّ بطاقة رقمي القومي, لو سمحت؟!
فاعتذرت للمرة الثانية وممدت يدي إليه بحاجته, فأخذها, وانصرف غير أنني تذكّرت أمرًا, فصحت به قبل أن يغيب عن نظري, قلت: اعلم يا عبد الله, أن تاريخ صلاحيتها يكاد ينتهي, لن يُسمح لك بعدها بالمرور من عالم الأحياء حيث تعيش إلى عالم الأموات حيث نحيا هنا.
أ. محمد عواد
القصة جيدة..وتميز بلغة قوية لا انحطاط فيها ولا شطط، ناهيك عن ترفعها لغويا ونحويا على ما لاحظت، لكن تأتي نهابتها باهته مع الاعتذار لكاتبها، كنت أنتظر نهاية قوية وواضحه..تتماهى مع شغف البدايات…لكنها في النهاية عمل يستحق التقدير ..
كنت أتمنى ان ينهيها الكاتب بأن نكتشف ان المقفع رضى الله عنه ….هو جاره الذي فقد عقله …من وطأة ما هو مافيه، فتلبس صفة الرجل جنونا..
أ. نادية سيد
القصة رائعة واسلوب راقي بدات قوية
وانتهت متوسطة
أ. مي محسن عامر
القصة حلوة والنهاية ساخرة ( ضحكتني)
اللغه جميلة وسهلة
الحور مش ممل
اعتقدت أنه هيوضح أن التعذيب بسبب سوء تصرفات بعض الناس في عصرنا الحالي
اعتقدت أنه سينتقد جانب من تصرفاتنا الحياتيه ويقوم بالنصح والموعظة
أ. محمد المراكبي
هناك الكثيرون ممن هم اشهر من بن المقفع و ما دام الكاتب قد اختاره دونهم فلابد ان هناك حكمة في ذلك . و الواقع انني رغم استمتاعي باسلوب الكاتب الا انني لم استطع الوصول الي ما يريد الكاتب قوله لي ، الا ربما اننا جهلاء وعلى اعتاب ان يتبرأ منا الاقدمون و هذا شيء نعرفه من زمن.تقبلوا تحياتي و ارق امنياتي.
أ. منال عيسى
موضوع يشبه الفانتازيا التي تتزاور من خلالها الشخصيات القادمة من عوالم مختلفة وتستهل بحالة من عدم التصديق لرؤية شخصية من التاريخ او من عالم الأدب.. أما أثر ضرب السياط فتحث القاريء على التنقيب عن خلفية الشخصية الحقيقة لمن لا يعرف عنها الكثير من التفاصيل أو ربما هي إشارة للقهر الذي تعرض له من سفيان بن معاوية بعد تجاوزه بالقول
أ. هالة علي
مميزة بفكرتها .. ربما غدا يزوره … بيدبا، ونحظى بعدها بابطال كليلة ودمنة.
لقد نجح/ت الكاتب/ة في تذكيري بتلك الشخصية المميزة وزمن معرفتي به من خلال دراسته وكليلة ودمنة.
أ، رانيا المهدي
اللغة والسرد منتهى الروعة.. تتابع الأحداث مشوق جدا وبه حدث غير اعتيادي ملفت ومبهر.. لكن لم يظهر سبب الزيارة أو الزيارات الأخرى ولماذا تكون لهذا الشخص بالذات.. النهاية جميلة لكنها ليست بمستوى ما سبقها.. إجمالا القصة جميلة جدا والملاحظات لا تنتقص من جمالها وروعتها.. كل التقدير لصاحب القلم الرائع.
أ، أحمد فؤاد الهادي
وكأن كاتب القصة يرفع الكارت الأحمر لكل كاتب يحمل هم الوطن ويتحمس لأفكار يراها بناءة وينتقد بعضا من الأمور التي تجري أمامه على أرض الواقع، ويرى أن من واجبه أن ينبه ولي الأمر مفترضا فيه حسن النية وحرصه على الأفضل، فيكتب مايرى ويعلنه وهو لايدري أنه قد حكم على نفسه بما لاطاقة له به.
فاستدعى الكاتب شخصية ابن المقفع التي نالها مانالها من التعذيب والقهر مالم يتحمله بشر عندما أصدر كتابا صغيرا بعنوان (رسالة الصحابة) انتقد فيه معاوني الخليفة إبي جعفر المنصور الذي أنزل بصاحب الكتاب أسوأ صور التعذيب.
وكاتبنا ذكر أن ابن المقفع زاره قادما من زيارة جيران آخرين، تنويها أن هذا النمط منتشر في هذه المنطقة بأكملها.
اتخذ الكاتب من تلك الشخصية رمزا لما يود أن يثيره من فكر معتمدا على ثقافة القارئ الخاصة، وكأن الفكرة برمتها تزور وجدان الكاتب من آن لآخر ولكنه لم يعلنها إلا رمزا.
أ. مها الخواجة
القصة رائعة لغة وسردا، كنت تساءلت عن مغزى اختياره لشخصية ابن المقفع بالذات ومع الوصول لنهاية النص، تبينت أن لذلك رمز ودلالة تحملها سمات تلك الشخصية وما عانته ولاقته من تعذيب، جاءت النهاية بطريقة فانتازية عن طريق توضيح إمكانية زيارة الاحياء لعالم الأموات وهي أيضا لها رمز ومغزي ..
سنيور زيزو أكرم
الله الله تسلم الايادى والفكر
سنية أبو النصر
روووعة وسراد رائع نهاية جميلة
أ. أحمد سعيد
ابداع اكثر من رائع
أ. سعيدة بن جازية
الفكرة رائعة لكنها مبتورة حيث غابت الأهداف من استحضار الشخصية القصصية وقد تابعت حتى النهاية علني أظفر بتأويل لكن للأسف بقي غائما.
السرد سلس جميل
الحبكة تحتاج عناية
اللغة مبلغة للمقصد
في العموم جميلة
أ. غادة العليمي
الاسلوب راقى وشيق وموجز
واللغة سلسلة بسيطة راقيه
والقصة ككل فانتازيا راقيه
لكنى هدف الكاتب من استدعاء بن المقفع من العدم لم يكن واضحا ولم يخدم الفكرة
و اذا كانت اوراقه تنتهى قبل ان يقدم شيئا يليق بإستقدامه ولو حتى بجملة واحدة تعليق على الزمن الذى بعث اليه .. فما فائدة وجوده
أ. محمد إبراهيم محمد
رائعة جداً وكان من الممكن أن تكون بداية أكثر روعة لمجموعة من القصص تأخذنا لعالم اكثر خيالا نناقش من خلالها العديد من المشكلات والمواضيع المختلفه… دام ابداعكم
أ. عاشور زكي
في دولة الجباية توقع أي شيء، جواز مرور من الموت إلى الحياة أو العكس، كله بالفلوس..
قصة رائعة تفضح واقعا نعايشه.
تعليق الأستاذ محمد كمال سالم
دمتم بهذا الجمال والعطاء أحبتي/
Mohamed Awwad
Nadyh Sayd
مي محسن عامر
Mohamad Al Marakby
Manal Eissa
Halla Ali
Ranya Elmhdy
أحمد فؤاد الهادي
مها السيد الخواجه
Senyour Zezo Akram
سنية ابو النصر
Ahmed Saeed
Ben Jazia Saïda
غادة العليمي
Mohamed Ibrahem Mohammed
عاشور زكي أبو إسلام
كان هذا النص أصدقائي الأعزاء للأستاذ الروائي الكبير محمود حمدون الذي نشكره على مساهمته في إثراء الفقرة
تعليق الأديب محمود حمدون صاحب النص
بدأت قراءة جريدة الأهرام مع مطلع عام 1983 , ربما قبل هذا بقليل لكن الذاكرة لا تسعفني بالقدر الكافي. كان العدد اليومي يزخر بقامات تكتب فيه, نجيب محفوظ, د زكي نجيب محمود, حسنين هيكل, يوسف ادريس , السيد يس , وغيرهم ممن لا أتذكرهم الآن.
وقتها كنت دون العشرين بكثير, كلما قرأت في الجريدة مقالًا لأحدِ إلّا وتحزّبت وتشيّعت له. حتى يظهر مقال لكاتب آخر يتناول نفس الموضوع بصور مناقضة, فأجدني أميل إليه..
حيرة وأي حيرة! لم ينقذني منها إّلا صديق يكبرني في العمر بسنوات, أسررت إليه بمشكلتي, فنصحني قبل البدء في القراءة بأن أبرئ نفسي من الهوى, أن اضع بيني وبين المقال وصاحبه مسافة كافية تقوم على الريبة فيما يقول, ثم أقرأ في نفس الموضوع لآخرين , أوازن بين هذا الرأي والرأي الآخر, على أن أنظر بعين الاعتبار للرأي الآخر, فهو دائمًا يحمل إشارة تخالف الهوى وما تميل إليه النفس وتستريح.
على قناعة أن القصة تبدأ بعقل القاص, قبل كتابتها بفترة كبيرة, وتنتهي علاقته بها حين تخرج إلى القارئ, له أن ينظر إليها كيف شاء, يخضعها لتأويله, يُسقط عليها حساباته ومشكلاته, يُنكرها أو يخرج خنجره ويهوي عليها تقطيعًا. كل ذلك يحق له.
لكن تظل نقطة واحدة لا يجوز لأحد الاقتراب منها: لماذا لجأ الكاتب لهذا؟ لماذا أتى على ذكر شخصية ما دون غيرها على رغم أن هناك من هو أفضل وأحسن؟
في النهاية: القصة القصيرة هي حالة وجدانية شديدة التميّز عن الرواية, شديدة التكثيف, تخضع لعاملين متناقضين في آن واحد:
التكثيف الشديد.
التركيز على المعاني المراد توصيلها للقارئ بشرط ألّا يفلت بعيدًا عن النص.
يبقى أن أتقدم بوافر شكري للصفحة الغرّاء, للعزيز الغالي عليّ/ محمد كمال سالم, لجهده التنويري الثقافي المحسوس الآن في الوسط, ثم الشكر كل الشكر لكل من قرأ النص, وضع تعليقًا عليه. مع تقديري لكل الإضافات والثراء الذي ألحقتموه بالقصة.
أ. منى عز الدين
القصة رائعة والحبكة متقنة والأسلوب سلس ينقلك برشاقة.
ربما في الخاتمة الأفضل أن تنتهي عند ستنتهي الصلاحية ونغلق على أنفسنا مدينة الأموات
استدعاء شخصية تاريخية يكون لعلائق وتقاطع مع أحداث راهنة
مثلا عندما استدعى زكريا تامر عمر الخيام في المتهم كانت التهمة تدور حول الكلمات وماتشيعه من مشاعر
وعندما استدعى طارق بن زياد اتهمه بالإسراف في حرق السفن وفي هذا مقاربة لواقعنا الأسود بمعاقبة من يشتغل لأجل الوطن
فلكل شخصية تاريخية أدوار متعددة ننسج القصة على دور منها
في هذه القصة لمحت خيطا بجملة (وما أكثر العسس المتخفين …) إذن هل نحن هنا أما ظاهرة التكفير السائدة في عصرنا والتي يقابلها اتهامه بالزندقة ؟
طبعا لو رجعنا للسبب الرئيسي في بعض الاتهامات لوجدناه شخصيا انتقاميا
وفي أخرى يكون التوصيف حقيقيا
دام الإبداع المتميز
وتحيتي للصديق
محمد كمال سالم
التعليقات مغلقة.