تميلُ السماءُ إلى العاشقين … شعر جمال ربيع
تميلُ السماءُ إلى العاشقين … شعر جمال ربيع
دخلتُ إلى غرفةٍ بارِدَةْ
بها مِقعدانِ على المائِدَةْ
رغيفٌ من الخُبزِ يقطُرُ دمعًا
فيبكي عُقودًا لنا بائدَةْ
وصَحنًا بهِ قد أكلنا جميعًا
وِسادَتُنا لم تَزَل راكِدَةْ
وسِجّادَةٌ في يديها حنينٌ
لجبهةِ روحٍ بها ساجِدَةْ
نَظَرتُ للَوْحي جَرى لعناقي
أسالَ المُنى والرُّؤى الخالِدَةْ
على البابِ كفُّ أبي في
عقيقَةِ بنتي ينادي بلا فائدَةْ
لوالدِنا صورتانِ وأمي
وبينهما صورتي الواحِدَةْ
أميلُ يمينًا أقَبِّلُ كَفًّا
لأمي ببسماتها الماجِدَةْ
أراها تعدُّ الغدَاءَ بصمتٍ
للهو الصِّغارِ ھي الراصِدةْ
تروحُ تجرُّ الأتانَ بقمحٍ
بحملِ الدقيقِ لنا عائِدَةْ
يغني (المرَحرَحُ ) في فُرنِها
فتردُّ الليالي أنا شاهِدَةْ
أبي في يساري يميلُ عليَّ
يبُثُّ المدى نظرَةً شاردَةْ
تمسُّ الحوائطَ تلقي المعاني
لشبّاكِنا المُشتَهي ساعِدَةْ
ينامُ وفي مُقلَتَيهِ حديثٌ
عن الصُّبحِ واللقمةِ الوارِدَةْ
عن الأرضِ والعِرضِ والإشتِهاءِ
ونفسٌ إلى ربها حامِدَةْ
التعليقات مغلقة.