ثرثرة آخر الليل خاطرة بقلم /نزار الحاج علي
للأرصفة حكاية أخرى، فهذا الارتفاع الطفيف عن الطريق يعطيها طابعاً من الهدوء الخادع، تتباطئ عليها حركة السير، لكن هذا هو بالضبط ما يمنحها قدرة كبيرة على خلق الحياة.
و هي الامتداد الطبيعي للمقاهي الشعبية، ولبائعي كتب ألف ليلة وليلة، ولأبواب السفارات حيث يتجمع الشباب قبل طلوع الفجر أملاً في السفر، وعلى الجهة المقابلة يتجمعون أمام أبواب مدارس الفتيات أملاً بنظرة أو ضحكة على مزحة سمجة.
وهنا يقضى حنّا السكران ليلته بعد أن ترفض زوجته فتح باب البيت.
وللرصيف مهام أخرى، فعلى حافتها نفرك أسفل أحذيتنا لنتخلص من قطعة العلكة التي لصقت بها أثناء عبورنا الطريق، وتنتظر القطط بهدوء تحت شجرة عتيقة مغروسة في خاصرته، علّها تحظى بعصفور شارد.
و عليه نسندُ قدمنا فيما نسندُ الأخرى على الجدار بينما ننتظر شخصاً عزيزاً علينا.
وبالحديث عن الجدران فإن علاقتنا بها ليست بتلك البساطة ،فهي تمنح البعض شعوراً بالأمان، حتى أوصانا الأجداد ( امشي الحيط الحيط…وقول يا رب السترة).
لكن بعضهم انتبه لخطورتها فأوصى أحفاده بالحذر: ( للجدران آذان).
والحديث يطول….
التعليقات مغلقة.