قطار النسيان خاطرة بقلم/ محمود فهمي
أستمع الآن إلى صوت العندليب الأسمر وهو يشدو بأغنية (موعود) أشعر أنه يرددها من أجلي ..فكل عذاباتي هي استمرار ذلك الكائن في صدري الذي ينبض من أجلك ..لقد فشلت كل محاولاتي وتوسلاتي إليه أن يتوقف عن النبض وكأنني يقينا موعود بهذا القلب الرافض لكل توسلاتي …نعم ، مر يوم يتلوه شهر يعقبه شهر آخر ..تراكمت الأيام والسنون منذ أن رحلتِ ..وكل يوم أرتب حقائبي وأستعد لكي ألحق بقطار يأخذني بعيدا عبر رحلة النسيان
.. ولكنني في كل مرة أفشل في أن تطأ أقدامي عرباته ..وأعيد العبث بحقائبي فأجد صورتك .وبعضا من رسائلك وخصلة من شعرك .أهديتها لي يوما….وركام من ذكرياتك…فأعيد ترتيب حقاتبي مرة أخري. وأتجاهل صورتك…وأمزق رسائلك..وأنثر في الهواء تلك الخصلة من شعرك…وأعدو مسرعا كي ألحق بالقطار ..
فتطأ أقدامي عرباته ينطلق رويدا رويدا…فأسعد بدقات أجراس الرحيل ..وأعشق بُعد المسافات عنكِ ..أنظر عابسا في وجوه المسافرين..أراقب دموع الفراق في أعينهم..( أغمض عينيّ) حتي لا أري تلك الدموع..
أخشي أن ياخذني الحنين إليكِ عمدا…أريد أن أقتل كل ذكراكِ…ما زال القطار يعدو مسرعا بين غابات المجهول..(.أفتح عينيّ )..أنظر من نافذة القطار…أراقب السماء وقد غطتها السحب البيضاء..
كم تبدو جميلة.. أتحين فرصة سقوط المطر ..
أمطرت السماء بغزاره..توقف القطار…نزلتُ منه بهدوء .سري بجسدي شعور خفي…يحملني نحو السحاب وبلا رحمة أو شفقة أسقطني على الأرض…تذكرت يوم التقينا …ويوم افترقنا………..
التعليقات مغلقة.