موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

عالم الحمير بقلم / مدحت رحال

77

عالم الحمير بقلم / مدحت رحال

لم يدر في خلدي عندما كتبت عن / مروان الحمار _ آخر خلفاء بني أمية أنني سألتقي بعالَم الحمير مرة اخرى .
قلت حينها :
وصفُ الحمارِ ليس سُبة لمروان ، ولا انتقاصا من قدر الحمار ،
فقد عُرف الحمار بالصبر والجلد والتحمل ،
فكان :
الحمار الصابر .
.
وتمضي الأيام فإذا بي أتعرف على سجايا أخرى للحمار ،
رأيت أن أحدثكم عنها ولو من باب الترويح .
.
دور الحمار في الأدب قديم .
كانت رواية / الحمار الذهبي أقدم رواية في التاريخ تحكي قصة رجل تحول بفعل السحر إلى حمار ،
تقمص فيها الكاتب شخصية الحمار وصور ما يعانيه من عنت ومشقة من بني الإنسان .
.
وهذا حمار جحا ( الطريف ) الذي ارتبط بقصص الأطفال ونوادر جحوية طريفة مع الحمار ، يشغل حيزا في مكتبة الأدب العربي .
ورغم أنها خيالية إلا أنها اشتهرت وانتشرت على مر العصور .
.
وكان للحمار ( الفيلسوف ) دور كبير في أدب توفيق الحكيم ، فيقول من خلاله ما يريد من الأفكار التي لا يستطيع البوح بها صراحة .
.
وكشف الشاعر سليط اللسان / بشار بن برد عن إحدى خصائص الحمار ، ذكرتها من قريب في منشور قلت فيه :
حمار عاشق يبغي أتانا
فكم في العشق من عجب أتانا
ورأينا :
الحمار العاشق
.
ثم فاجأنا صديق شاعر بمنشور قال فيه :
إذا سقط الحمار غدا حكيما
وبعض الناس تسقط ألف مرة
فكشف لنا عن :
الحمار الحكيم .
.
ويبدو أن عالم الحمير مليء بالمفاجآت ،
فقد عثرت على قصة وجدت فيها صفة أخرى للحمار :
الحمار اللبيب .
.
ولأترك صاحب القصة يرويها بلهجته الريفية العفوية ،
وكلماته العامية ، فجمال القصة وروحها في ذلك .
فهي أصدق في توصيل المعنى دون تكلف أو زخرف القول .
.
يقول : _
( نمشي كما تريد الحمير )
في العام ١٩٧٦/١٩٧٥ كنت وقتها في الصف الخامس الإبتدائي، قالت لي أمي رحمها الله:
روح جيب حمارة دار أبو فارس مشان تروح تطحن لأنه الطحين اللي في الكوارة قرب يخلص….
ذهبت واستعرت الحمارة وعدت إلى البيت.
.
حمل لي جدي المرحوم أبو فيصل الطحنة “شوال القمح” ووضعها على ظهر الحمارة، وربطها بالمَرَسة (الحبل)،
وركًبني فوق الطحنة وقال لي:
بوجهك على الببور “المطحنة” في بلدة خَرجا عند محمد البشير/ أبو النوري، وقول له:
بسلم عليك جدي وزَبٍط الطحنة. ( اطحنهاجيدا )
.
قلت لجدي: أنا ما بعرف خرجا ولا بعمري رحت عليها.
قال لي: ما عليك ،
الحمارة هي بتوديك (ترشدك وتوصلك لباب المطحنة)
.
انطلقت من أمام بيتنا باتجاه الشمال ، وأنا خايف أضيع وما توصلني الحمارة للمطحنة كما قال لي جدي.
انطلقت دون أن أقرأ دعاء السفر لأني كنت مش حافظه ،
وعندما وصلت الحمارة إلى بداية بلدة الخريبة تحت دار الحاج طه، كان هناك خطيطة على اليمين (طريق ضيقة تسلكها الحمير)؛ فاتجهت الحمارة نحوها وسلكتها صاعدة الجبل من تحت حي اسمه (الصافوق) تابع لبلدة الخريبة باتجاه بلدة خرجا وكأنها تسير حسب خرائط جوجل على (GPS)، إلى أن وصلت الببور الموجود في بداية بلدة خرجا .
وكانت هذه أول زيارة لي إلى بلدة خرجا.
.
عندما وصلت المطحنة سألت عن أبو النوري ،
وكانت المطحنة مليئة بالزبائن من النساء والرجال؛
فقالوا لي:
هذاك هو اللي متبشنق بالشماغ ( الكوفية ) الأزرق الداكن ( لافف راسه بالشماغ بدون عقال) الواقف على مزراب الببور؛ فذهبت إليه وقلت له:
معي طحنة وبسلم عليك جدي وبقول لك: زبطها،
فلم يسمعني من صوت وضجيج الببور، فانحنى قليلاً وقال
لي: مش سامعك، إرفع صوتك.
بعدها قال لي: تكرم إنت وجدك….مين جدك؟؟؟
قلت له: مصطفى الحمد/ أبو فيصل.
قال: ولا يهمك…تعال خلينا ننزل الطحنة عن الحمارة،
واربط الحمارة برا ( في الخارج ) واستنى شوي حتى ييجي دورك.
.
جاء دوري ووضع شوال القمح في الحوض، وبلش يزبط بعيار الطحن، وهو عبارة عن دولاب من الحديد فوق المزراب يلفه حتى يطلع الطحين ناعم وكويس،
بعد أن أنهى الطحن، ربط كيس الطحين ووضعه على الحمارة وقال لي: إركب فوق الطحنة، ثم قال لي:
سلم على جدك.
.
انطلقت الحمارة من باب المطحنة وبقيت سالكة في نفس الطريق أو الخطيطة التي جاءت منها إلى أن وصلت باب بيتنا، وإذا بإخواني وأولاد عمي ينتظرونني فرحين لأنني عدت من السفر وصرت زلمة ( رجل ) أعرف أسافر لوحدي؛
فقلت لهم:
“الفضل للحمارة هي اللي دلتني على الطريق،
وأنا ماشي مثل ما بدها”.
.
وهينا ما زلنا ماشيين مثل ما بدها الحمير…….
انتهت القصة .
.
تعقيب ،
حمير اليوم موش مثل حمير زمان.
حمير زمان كانت تعرف الطريق
زمان :
كان الحمار حمارا
واليوم
ليس الحمار حمارا
فهمتوها ؟!!

التعليقات مغلقة.