غبار الرصيف…ق.ق بقلم عبير عبدالمنعم
على غير عادته استيقظ مبكرا، ارتدى ملابسه وهم بالخروج، نسي حافظة نقوده، رفع رأسه لينادي عليها كعادته.. تذكر أنها تركت له البيت.. شعر بالمرارة والحسرة وربما الندم… بالكاد يرى أمامه صعد السلم مرة أخرى.. حاول دخول الشقة.. اكتشف أنه نسي مفتاحه أيضا… ضحك بسخرية وهو يرتجف: ما كل هذا النسيان؟ نعم النسيان.. لكن هو عادتي دائما ما أنسى ودائما ما تذكرني لكن ذهبت مذكرتي وظل النسيان .. كان علي أن أكون أكثر تركيزا حتى لا أترك رسالة تلك الفتاة على هاتفي فقد تخيلت أنها ستهم ضاحكة (نسيت تحذف الرسالة) ولن تبالي بتلك الهفوة أو الهفوات لكن بمجرد أن رأتها تركتني وحتى لم تخبرني ان أحذف الرسالة..لم تكن أمي تفعل ذلك عندما أخرج لألعب في الشارع وأعود متسخا، بل كانت تحتضنني بعدما تنظف لي أثر الشارع وتقول لا تفعل ذلك مرة أخرى كم مرة اتسخت ملابسي ولم تتركني أمي لأعيش وحيدا.
ذهب إليها في بيت أبيها: (فاكرة لما قولتيلي أنت ابني الكبير وأنتي بنتي الصغيرة)
في صباح اليوم التالي سمع صوتها تناديه من شرفة شقتهم: نسيت مفاتيحك
ابتسم عائدا .. ولكنه كان أكثر حرصا ألا يمسه غبار الرصيف.
التعليقات مغلقة.