الطلاق على الطريقة الحديثة بقلم /أسـمـاء الـبـيـطـار
كثيراً ما نتحدث عن الحداثة و الموضة في الكثير من أمور حياتنا ، و لكن أن يصل الأمر إلى الطلاق و خراب البيوت بهذا الشكل المرعب ؛ فهنا يجب علينا أن نتوقف و نحاسب أنفسنا جميعاً على ما وصلت إليه مجتمعاتنا الشرقية التي لها خصوصية وسط باقي المجتمعات المنفتحة و التي تعتبر الكثير من الأمور في إطار ” العادي ” .
نعلم جميعاً مدى التطور التكنولوجي المتسارع على مدار الأعوام القليلة الماضية على مستوى العالم أجمع .
هذه التكنولوجيا التي من المفترض أن تساهم في بناء الأمم و تطورها و تيسير الأعمال و سهولة إنجازها على جميع المستويات الخدمية في الدول و أبرزها ” التعليمية ” ، و خصصت هنا مجال التعليم لأن هذا المجال بالتحديد أجبر الجميع على دخول العالم إلي بيوتنا جميعا دون استثناء .
هنا و من وجهة نظري البسيطة كانت بداية المشكلة ، فالجميع ليس بالقدر الكافي من الوعي لاستخدام هذه الوسيلة في محلها الصحيح ، فأصبحنا أمام أمر واقع ، و هو أن بين أيدينا جميعاً هذا العالم الذي تعاملنا معه في بداية الجهل بالأمر على أنه مجرد عالم افتراضي فقط !!!
فلماذا أتى معظمنا بهذه الفكرة ؟
هذه الفكرة التي حصدنا من ورائها كل ما نعاني منه الآن .
و حديثنا هنا عن مشاكلنا الأسرية و التي لا يكاد يخلو منها منزل بسبب
” الإنترنت ” إلى أن وصل الأمر لوقف الحال ، و الطلاق و تخطى الأمر اللامعقول في الكثير من الحالات .
و تحت بند إنه عالمٌ افتراضيٌّ تجاوز الجميع إلا من رحم ربي
فقد تجاوز الرجل بأن أهمل زوجته و بيته و أبناءه بالجلوس أمام هذه الشاشات ساعات طويلة و بدون أدنى مراعاة لأي حُرمة دينيه أو أخلاقية جلس يشاهد مما حرم الله الكثير إلى أن وصل لمرحلة مقارنة زوجته بالأخريات ، فبدأت الرحلة المشئومة من النفور و الاكتفاء بما يفعله أمام تلك الشاشات المسمومة
أو أن يطالب زوجته بأشياء ما أنزل الله بها من سلطان ، و إن اعترضت اتهمها بالتخلف و الرجعية و أهان أنوثتها بأنها لا تستطيع إسعاده كرجل ، و هو لا يدري إنه يشاهد آلات مشحونة بمدمرات طبية ، لأغراض غير شرعية .
تسببت إلى ما وصلنا إليه من حالات طلاق لهذا السبب لأن البعض منهم وصل إلي حالة الإدمان الكامل ، فأصبح لابد من التدخل العلاجي .
و للأسف الشديد نفس الوضع ينطبق على بعض السيدات لأسباب نفسية أو اجتماعية كتغيب الزوج مثلا لفترات طويلة بسبب السفر أو لكثرة الخلافات أو هجر الفراش أو ……. إلخ
و للأسف الشديد فإن معظم الحالات تنتهي بالطلاق الرسمي أو الطلاق الصامت .
و لن نهمل سبب آخر من أسباب الطلاق
و هو الهروب من المشاكل الإجتماعية البسيطة إلي كوارث أخلاقية .
و بسبب سوء استخدام هذه التكنولوجيا و الدخول إلي العالم الأزرق
و رغم سرعة التطور ما زالت هناك عقول تعتقد إنها وراء ستار حديدي و لكنها للأسف لا تدري أنها وراء ستارة شفافة ما تفعله فيها في الليل يفضح في الصباح و أحيانا يجعله الطرف الندل في هذه العلاقة على الهواء مباشرة ،
فتخيلوا العبث الذي وصلت إليه مجتمعاتنا الشرقية و العربية الآن .
و الأمر الأكثر إيلاما هو اكتشاف بعض الأبناء سوء خلق الأب بالعبث في هاتفه
و الكارثة الأكثر وجعا اكتشاف نفس الوضع للأم فكثيرا ما قابلتنا مشكلات من هذا النوع في الآونة الأخيرة .
و للأسف وصلت معظم الحالات إلي الطلاق و خراب البيوت .
و لا يغفل أحدٌ منا عن مقاطع الريلز و التيك توك و صدمة بعض الأزواج بمشاهدة زوجاتهم على أجهزة القاصي و الداني ، فإذا كان صاحب نخوة انتهى الأمر بالطلاق ، و إذا لم يكن تاجر بها للتربح المادي .
العالم تقدم بالتكنولوجيا و الكثير من مجتمعاتنا الشرقية انهار ترابطها الإجتماعي بسبب هذا العالم الأزرق
و لا أرى إلا إنه فضح الجهل الحقيقي للمجتمعات الاستهلاكية للأسف لأنها استهلكت و فرطت في أعز ما تملك و هو التماسك الأسري .
الذي يعد القاعدة الأساسية في بناء المجتمعات القوية .
فإلي أين نحن ذاهبون مع استمرار هذا الحال المؤسف إلي الأن ؟
فهل من رادع قانوني ؟
وهل من توعية إعلامية حقيقية ؟
التعليقات مغلقة.