التسامح مقال لخلود أيمن
التسامح صفة راقية فهي ما تجعل النفس صافية لا تحمل أي حقد أو ضغينة تجاه أي شخص بسبب موقف معين اتخذه ضده ، فعلى الجميع محاولة التحلي بها بقدر الإمكان حتى يتمكنوا من الحياة بشكل راقٍ بعيداً عن كل المشكلات التي تنشأ من حين لآخر لأسباب تافهة أو تراكم بعض المشاعر المُسبَقة داخل النفس ، فلقد أمرنا الله بالعفو والصفح عن الآخرين حتى لا تبقى بيننا ذرة كراهية تمحو سنوات الود والمحبة التي سعى إليها الطرفان فلهذا كان عليهما أنْ يعلما أن تلك السمة هي ما تجعل الحياة تسير بين البشر فلولاها لصارت النفوس متضاربة وكأنها تتعارك وتتصارع طوال الوقت لجلب الحقوق ومحاولة رد الإساءة بمثلها بل وأفظع منها وبأساليب طاحنة أكثر قسوةً تؤدي إلى توليد الكراهية والتشاحن الدائم الذي لا يتوقف بين بني البشر ، فإذا نظرنا وفكرنا مَلياً فسندرك أن أي سمة أمرنا الله بالاتصاف بها أو زَرْعها في نفوسنا هي في الأصل لصالحنا ولنشر المودة في القلوب التي تُزْهِر بالكلمة الطيبة التي إنْ قِيلت عقب أي مشكلة لحُلَّت دون مماطلة أو إطناب فيها بدون داعٍ ، فقلوب البشر بسيطة رقيقة تحتاج لمَنْ يشعر بها ويحاول إرضاءها بشتى الطرق التي كلما كانت أبسط كلما وصل أثرها بشكل أسرع دون جهد مُكثَّف أو طاقة جبارة ، فديننا دين يسر يُعطِي الحلول لأي أمور قد يحتار فيها المرء ولا يتمكن من اتخاذ قرار فيها فإنْ اعتمدنا عليه في كل أمور حياتنا لن نضل أو نشعر بالتيه الذي يسيطر على أي امرئ دون تفرقة بين كونه غنياً أو فقيراً ، قوياً أو ضعيفاً ، فلنحاول تطبيق تلك القيم والتمسك بالشيم التي حثنا الله عليها علَّنا نجد راحتنا وتستقر نفوسنا وتهدأ قليلاً من الصراعات التي تنشأ بسبب أمور لو دققنا النظر فيها لوجدناها لا تستحق مضيعة الوقت فيها من الأساس ، فلنحاول الحفاظ على علاقتنا ببعضنا البعض وإنجاز أمور مختلفة في تلك الأوقات التي نُهدِرها في مشاحنات فارغة لأسباب غير واضحة على الإطلاق ، فلنجعل العقل هو المُسِّير الأساسي لنا في تفادي حدوث تلك المشكلات الدونية التي تنشب بين البشر وكذا القلب فيما يتعلق بالعلاقات الإنسانية فالمزج بينهما هو ما يُنْشِئ شخصية متزنة هادئة غير مشتتة أو مذبذبة مطلقاً …
التعليقات مغلقة.