موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

الشعب الذي لا يُقهر والاحتفال بذكرى الانتصاربقلم / عصام فاروق

385

الشعب الذي لا يُقهر والاحتفال بذكرى الانتصار
بقلم / عصام فاروق

البداية كانت الجمعة ٦ أكتوبر ٢٠٢٣، حيث بدأ اليوم باحتفالات المصريين والعرب بالذكرى الخمسين لحرب أكتوبر عام ١٩٧٣، والتي لها في قلوب المصريين خاصة، والعرب عامة، مكانة لا تدانيها مكانة، خصوصًا لدى من عاشوا الفترة ما بين نكسة ٦٧ وانتصار أكتوبر ٧٣، فهؤلاء هم من تجرّعوا مرارة الهزيمة، وذاقوا حلاوة النصر، والفرحة النابعة من القلب باستعادة العزة والكرامة، ومن وجب عليهم جميعًا أن يعلّموا أبناءهم وأحفادهم التاريخ بتسلسله، بدءًا من إعطاء من لا يملك لما لا يستحق، مرورًا باغتصاب الأرض وبطش الاحتلال وتكبّره وتجبّره وادعائه بأنه الجيش الأسطوري الذي لا يُقهر بعد نكسة ٦٧، ووصولاً إلى الانتصار العظيم في ٧٣، ليشعر أبناؤنا بما شعرنا به من سعادة وقت الانتصار واستعادة العزة والكرامة.
وفي صباح اليوم التالي، السبت الموافق ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ استيقظ العالم على مفاجأة “طوفان الأقصى” التي أثلجت صدورنا نحن المصريين، لأنه خير احتفال بذكرى الانتصار.
هكذا أصبح للاحتفال معنى؛ حيث جدد الشعب الفلسطيني، متمثلاً في حماس وكتائب القسام الانتصار، مؤكدين أنهم هم الشعب الذي لا يُقهر رغم الحصار والألم والفقد الذي يعانونه، فإنهم قادرون على مواجهة الجيش الهش الذي يدّعي أنه لا يُقهر، فكما فعلناها في السبت السادس من أكتوبر ٧٣، فعلها الفلسطينيون في السبت السابع من أكتوبر ٢٣، ليؤكدوا أننا لم ننسَ أن اليهود الصهاينة هم العدو الذي لم ولن نغفل عنه مهما مرت السنون والأيام، سنظل متيقظين قادرين على إجهاض أحلامهم بجهادنا ضدهم وحب الحرية والعزة والكرامة.
كل هذا جميل ورائع وواجب وطني، وأظنه أكد أننا نحتفل الآن وبعد مرور ٥٠ عامًا عن جدارة واستحقاق، وأن الهزيمة الثانية أصبحت نكبة أبكت اليهود الصهاينة وما زالت تبكيهم رغم تكبرهم وتعاليهم، وندّمتهم على ما فعلوه بالشعب الفلسطيني الذي أكد أننا وبعد مرور ٥٠ عامًا على الانتصار في أرض المعركة، ما زلنا المنتصرين، ولكن يجب أنّ نؤكد للعدو أنه لم يستطع بطرقه وأساليبه الشيطانية أن يوقع بيننا نحن العرب، ويُفقدنا سلاحًا أوجعه، ألا وهو سلاح الوحدة.
تعالوا نقرأ ذلك في مقالين كتبهما الراحل الأستاذ صلاح الدين حافظ الأمين العام لاتحاد الصحفيين العرب سابقًا، عبر نافذته الأسبوعية (الأربعاء) في جريدة الأهرام، أحدهما بعنوان “أيام الندم.. سنوات الكراهية” وجاء فيه: “وستندم إسرائيل أكثر وأكثر، بعد أن حوّلت كل طفل فلسطيني إلى مشروع فدائي، بل بعد أن حوّلت كل الفلسطينيين إلى قنابل عداء وكراهية، متفجرة عبر التاريخ، وهل هناك ما تتوقعه غير ذلك، بعد أن ظلت على مدى خمسين عامًا تقريبًا، هي عمرها (وقت كتابة المقال)، تمارس القتل الجماعي والتطهير العرقي والإبادة الكاملة لشعب تحاول اقتلاعه من أرضه ووطنه التاريخي”..
..
والمقال الآخر عام 2008، قبل وفاته بفترة وجيزة، وأثناء احتفال الكيان الصهويني بمرور 60 عامًا على تأسيسه، وعنوانه «إسرائيل تحتفل.. ونحن نبكي نكبتنا»، وإلى الجزء المختار من المقال:
“يجدر بنا أن نتعمَّق في بحث التطورات، فربما تعيدنا إلى جادة الصواب وفضيلة التفكير… ونظن أن التحول الأساسي في الصراع العربي الإسرائيلي بدأ بُعيد حرب أكتوبر 1973، وفي ظل مؤثراتها المهمة التي وقعت كالكارثة على رؤوس الإسرائيليين وحلفائهم.
..
لقد استوعب التحالف الأمريكي الإسرائيلي دروس حرب أكتوبر، فاجتهد لكي لا تتكرر، ومن يقرأ عشرات الكتب والدراسات الإسرائيلية والأمريكية يعرف أن هذا التحالف الاستراتيجي أدرك ثلاثة أسباب جوهرية لنصرنا في حرب 1973.
..
أولًا، أن الحرب كشفت عن تغير رئيسي في القدرة العسكرية لمصر وسوريا وجنودهما على خوض حرب خاطفة، أجادوا خلالها وضع الاستراتيجيات وتحديد التكتيكات الحربية الطموحة التي فاجأت «الجيش الذي لا يُقهر» فقهرته وأذلته.
..
ثانيًا، أن العرب أجادوا استخدام قوتهم السياسية في تمهيد الرأي العام العالمي، وفي استغلال قوتهم الاقتصادية بقوة أثّرت في الاقتصاد الدولي، حين حوّلوا سلاح النفط إلى سلاح مساند للمقاتلين… .
..
ثالثًا، قيمة المساندة الشعبية الهائلة من المحيط إلى الخليج، التي دعمت القدرات العسكرية في الجبهة الملتهبة، وهي مساندة لم تكن عاطفية بالمعنى الكلاسيكي، ولكنها مساندة هددت المصالح الحيوية للغرب كله، ولأمريكا تحديدًا، لأنها جاءت من هبّة شعبية هائلة.
..
منذ تلك اللحظة وبعد هذا الإدراك، اجتهد التحالف الأمريكي الإسرائيلي في كسر فاعلية هذه الأسباب الجوهرية ونزعها من أيدي العرب، بل تحويلها إلى عوامل سالبة، فانطلق الهجوم الأمريكي الإسرائيلي الشرس على المنطقة، وظل يتصاعد على مدى الثلاثين عامًا الأخيرة (وقت كتابة المقال) ليحقق أهدافه، بينما تهاوى التنسيق العربي وصولاً لفقدان أسباب القوة الثلاثية التي ذكرناها آنفًا، سواء بالإهمال واللامبالاة أو بالتسليم الطوعي، فانتهى الأمر إلى ما نحن فيه، من تغييب لكل أسس التضامن العربي، سياسيًّا وعسكريًّا واقتصاديًّا وشعبيًّا.
..
ولا مفر من الاعتراف بأن التحالف الأمريكي الإسرائيلي نجح في تحقيق معظم أهدافه الرئيسية، من خلال حِزمة من السياسات والإجراءات التي وضعتنا أمام نكبة جديدة نبكي على أطلالها الآن في حسرة، ليس فقط لأن العدو فعل، ولكن أيضًا لأننا ساعدناه على أن يفعل.. وينجح”. نهاية الجزء المقتبس من المقال.
لذا نرجو من أنظمتنا العربية وبعد النصر الجديد (طوفان الأقصى) أن نستعيد نقاط القوة المتمثلة في الاستعداد العسكري والوحدة العربية والمساندة الشعبية من المحيط إلى الخليج.. فهل نفعل؟ وهل ننجح؟

التعليقات مغلقة.